دعوة أوروبية لواشنطن للالتزام بالاتفاق النووي مع إيران

دعوة أوروبية لواشنطن للالتزام بالاتفاق النووي مع إيران

11 يناير 2018
+ الخط -
أكد اجتماع بروكسل بشأن الاتفاق النووي الإيراني، تمسّكه بالاتفاق، موجّهاً بذلك رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبيل اتخاذه قراراً بشأن إعادة فرض عقوبات نفطية تم رفعها بموجب الاتفاق، لكنّه أعرب في الوقت عينه عن قلقه من برنامج طهران للصواريخ البالستية، وتدخلاتها بالمنطقة، رغم تنحيته هذه القضايا جانباً.

وعُقد، اليوم الخميس، في بروكسل، اجتماع دعت إليه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، وجمعها مع وزراء خارجية إيران محمد جواد ظريف، وبريطانيا بوريس جونسون، وفرنسا جان إيف لودريان، وألمانيا زيغمار غابريال.

وأكدت موغيريني، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، أنّ الاتفاق النووي الذي وقّعته الدول الكبرى مع إيران عام 2015، "يُعتبر أساسياً لأمن المنطقة والعالم".

وقالت موغيريني إنّ "الاتحاد الأوروبي ما يزال ملتزماً بدعم التطبيق الكامل لهذا الاتفاق، بما في ذلك التأكد من رفع العقوبات ذات الصلة".

وأكدت موغيريني أنّ الاتحاد الأوروبي أعرب عن قلقه بخصوص قضايا أخرى، مثل تطوير إيران الصواريخ البالستية، وزيادة التوتر في المنطقة، لكنّها ذكرت أنّ الاتفاق لا يغطي مثل هذه المواضيع، ولفتت إلى أنّه ستتم مناقشتها مع طهران في المنتديات المناسبة.


وشدّدت موغيريني على أهمية "وحدة الأسرة الدولية من أجل المحافظة على الاتفاق"، معربة عن تطلعها لالتزام كافة الأطراف بتطبيقه بشكل كامل.

ويعتقد الرئيس الأميركي أنّ سلفه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، تفاوض على اتفاق سيئ للولايات المتحدة، بالموافقة على الاتفاق النووي، وهو هدّد في السابق بالانسحاب منه، ثم دعا لاحقاً لإدخال تعديلات عليه.

ويعقد ترامب، اليوم الخميس، اجتماعاً مع مساعديه لشؤون الأمن القومي، سيسعى خلاله لاتخاذ قرار نهائي بشأن ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات نفطية على إيران، كانت عُلّقت بموجب الاتفاق النووي.

وتخشى القوى الأوروبية من انهيار الاتفاق إذا أعاد ترامب فرض العقوبات، كما يصرّ الاتحاد الأوروبي على أنّه لا يمكن إعادة التفاوض على شروطه.

وشدّد وزير الخارجية الفرنسي، في المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع، على ضرورة احترام الاتفاق النووي الإيراني من قبل كافة الأطراف وتطبيقه بالكامل.

وقال لودريان إنه "لا يوجد سبب للانقطاع عن نهج الاتفاق النووي مع إيران"، معتبراً أنّ على "حلفائنا في واشنطن احترام ذلك أيضاً"، لكنّه أضاف أنّ "هذا لا يعني إغفال مخاوفنا من قضايا أخرى، مثل تدخلات طهران في المنطقة، وهذا يتطلب نقاشاً آخر".


بدوره، دعا وزير الخارجية الألماني إلى "حماية" الاتفاق النووي الإيراني من أي قرارات مقوّضة من قبل أي طرف، مشدداً على أهمية المقاربة الدبلوماسية للملف.

وقال غابريال إنّ "الهدف الأساس هو منع انتشار الأسلحة النووية، وندعم حق إيران باستخدامات الطاقة النووية السلمية"، مضيفاً لكننا "نريد أن نتحدث مع إيران عن دورها في المنطقة وهو الأكثر إشكالاً".


وكان غابريال قد أكد، قبيل الاجتماع، أنّ الولايات المتحدة على صواب في التعامل مع المخاوف المتعلقة باستراتيجية إيران في الشرق الأوسط. لكنّه أضاف "علينا فصل أمرين عن بعضهما: نريد الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران... وفصله عن الدور الشائك الذي تلعبه إيران في المنطقة".

أما وزير الخارجية البريطاني، فأكد بدوره، أنّ إيران تلتزم بالاتفاق النووي، وفق تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنّه قال إنّه على طهران إظهار أنّها "جار جيد" في الشرق الأوسط.

وقال جونسون إنّ "على إيران المساعدة بحل النزاع السوري ونزاعات المنطقة، لكنّ من الضروري الحفاظ على الاتفاق ومساعدة الشعب الإيراني على الاستفادة من نتائجه".

وأضاف جونسون أنّه "لم يقدم أحد بديلاً أفضل من الاتفاق النووي مع إيران، ومن لديه البديل الأفضل فليقم بتقديمه".

ويتفاوض الرئيس الأميركي وكبار مستشاريه مع النواب في الكونغرس، لمحاولة تغيير تشريع العقوبات كي لا يواجه مواعيد نهائية بشأن تعليق العقوبات كلّ 90 يوماً.

وكان ضباط متقاعدون في الجيش الأميركي وأعضاء في الكونغرس، وسفراء سابقون بين 52 خبيراً أميركياً في الأمن القومي، وقّعوا رسالة، نشرت يوم الاثنين، تحثّ ترامب على عدم تعريض الاتفاق مع إيران للخطر.

(العربي الجديد)


ذات صلة

الصورة
تظاهرة تضامنية مع فلسطين وغزة في كتالونيا 26/11/2023 (روبرت بونيت/Getty)

سياسة

منذ صباح 7 أكتوبر الماضي بدا الاتّحاد الأوروبي، أو القوى الكبرى والرئيسية فيه، موحدًا في الاصطفاف إلى جانب إسرائيل، ورفض عملية طوفان الأقصى ووصمها بالإرهاب
الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة

سياسة

ذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الإخباري، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وحملته الانتخابية يعملون على مشروع جد حساس بالنسبة إلى إعادة انتخابه في المنصب الرئاسي، والمتمثل بتفادي تعثره أو سقوطه في أثناء مشاركته في الأنشطة العامة.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.