فورد: حذرت إدارة أوباما من الفراغ الأمني شرق سورية

روبرت فورد: حذرت إدارة أوباما من مغبة الفراغ الأمني شرق سورية

03 سبتمبر 2017
أكّد فورد أن المظاهرات السورية بدأت سلمية (التلفزيون العربي)
+ الخط -

قال السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، في لقاءٍ مطوّل مع "التلفزيون العربي" إنه حذّر الإدارة الأميركية من مغبة التخلي عن دعم المعارضين والفراغ في شرق سورية.

وأوضح فورد خلال لقائه في برنامج "وفي رواية أخرى"، أنه بعد إغلاق السفارة الأميركية في دمشق وعودته إلى واشنطن، أكّد على ضرورة تقديم دعم لوجستي للمعارضة السورية وإرسال قوات أميركية إلى شرق سورية، لأن تلك المناطق تقع بالقرب من المناطق العراقية التي ينتشر فيها متطرفون إسلاميون.

واستعرض الدبلوماسي الأميركي السابق ظروف تعيينه سفيراً في دمشق، موضحاً أن مجلس الشيوخ شهد جدلاً كبيراً حول إرسال سفير إلى سورية، بسبب التوتر الطاغي على طبيعة العلاقة بين البلدين.

وأوضح أنه كان من المفترض أن يبقى في دمشق لفترة سنة، لكن اندلاع الثورة السورية ومواقفه المعلنة أقنعا المعارضين لتعيينه سفيراً بضرورة وجوده في سورية "للحفاظ على المصالح الأميركية".

وقال فورد إنه بحث في أول لقاءاته مع رئيس النظام السوري بشار الأسد قضايا حقوق الإنسان، خصوصاً قضية اعتقال الناشطين هيثم الملاح ورياض سيف، لكن الأسد غضب وقال له: "إن واشنطن ليس لها الحق في طرح قضايا حقوق الإنسان على سورية". 

اندلاع الثورة

وأوضح فورد أن الثورة السورية اندلعت بعد ستة أسابيع من تعيينه سفيراً في دمشق، قائلاً إن "أولى المظاهرات كانت في شهر فبراير/ شباط 2011 في سوق الحريقة وكانت سلمية".

وأضاف آخر سفير أميركي في سورية قبيل الثورة أن "ما حدث مأساة كبيرة، ولم نكن نتصور أن تشهد سورية حرباً أهلية، إذ كانت المظاهرات سلمية ولم تستخدم قوات النظام العنف بشكل مكثف ضد المعارضين مع بدايات الثورة".

وقال إن واشنطن دعت منذ البداية النظام والمعارضين إلى الحوار خلف الأبواب المغلقة لإجراء إصلاحات في البلد، موضحاً أن "العنف المكثف بدأ أواسط شهر نيسان/ إبريل، إذ كان يزيد عدد القتلى في كل جمعة وكنا نشهد ازدياد حدة العنف من أسبوع إلى آخر".

وحول الاتهامات التي أطلقها النظام بشأن لجوء المعارضين إلى العنف، أوضح أن المظاهرات شهدت في بداياتها بعض أعمال العنف من قبل المعارضين "لكن أكثر من 95% من المظاهرات قبيل الثورة السورية كانت سلمية".

وبيّن فورد أنه مع تزايد أعمال العنف قام بإرسال دبلوماسيين من السفارة إلى الشوارع لمراقبة المظاهرات، وشهدوا أن الشرطة السورية هي التي كانت تطلق النار على المتظاهرين.

زيارة حماة 

وقال فورد: "مع زيادة حدة التوتر، خصوصاً احتمال حدوث مجازر، كان عليّ كسفير اتخاذ موقف معلن، لكي أرسل رسالة إلى النظام بأن واشنطن تأخذ الخسائر البشرية في سورية على محمل الجد، لذا قررت السفر إلى حماة".

وذكر السفير الأميركي السابق أنه أرسل نائبة القنصل إلى حماة قبل التوجه إليها، وأنها "شاهدت المظاهرة الضخمة التي نظمها المعارضون في ساحة العاصي وسط المدينة وأبلغتني بأن العدد كان يزيد على 100 ألف، وذكرت أن المظاهرات لم تشهد أعمال عنف".

وقال إن النظام حاصر المدينة بعد المظاهرة الضخمة، وكنّا نخشى وقتها من دخول الجيش إلى المدينة ووقوع مجزرة مثل تلك التي وقعت في الثمانينيات.

وتابع: "وصلت قبل ساعتين من الموعد المحدد للمظاهرة لتجنّب الوجود بين حشود المتظاهرين، فقد كانت الزيارة لمراقبة الوضع وليس المشاركة". وأوضح أنه غادر حماة سريعاً ولم يشهد ذلك اليوم أعمال عنف ضد المتظاهرين، لكن العنف وقع بعد ثلاثة أسابيع من تلك الزيارة.

وبيّن فورد أن زيارته إلى حماة رافقت ردود فعل غاضبة من أنصار النظام، إذ هاجموا السفارة الأميركية ومنزل السفير واعتبروا تلك الزيارة تدخلاً في الشأن السوري.


 تردد أوباما

وقال السفير الأميركي السابق في سورية إن واشنطن قرّرت الجلوس مع المعارضة السورية نهاية عام 2011، واجتمعت الخارجية الأميركية بالمجلس الوطني السوري في جنيف، إذ لم يتسن للسفارة الأميركية التواصل مع النشطاء في الداخل، بسبب الرقابة التي كانت تفرضها أجهزة المخابرات السورية.

وأضاف أن إقناع المعارضة بالجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام استغرق وقتاً طويلاً. وأن الولايات المتحدة الأميركية بدأت التواصل مع الجيش السوري الحر في عام 2012، لكنها لم تدعمه إلا في عام 2013.

وبين الدبلوماسي السابق أن الـ"سي آي إيه" بدأ بدعم بعض فصائل الجيش السوري الحر بالسلاح والذخيرة أواسط عام 2013، لكنه أطلع فيما بعد، خلال لقاء بأحد قادة حركة حزم، على أن الذخيرة لم تكن كافية.

وحسب فورد، فقد كانت "جبهة النصرة" تحصل على ذخيرة وتموين، لكن في المقابل لم تحصل الفصائل الأخرى على مثل هذه الإمكانات، لذا "أوصيت الإدارة الأميركية بدعم المعارضة المعتدلة بالذخيرة لتفادي انخراط المعارضين في صفوف جبهة النصرة".

وحول تردد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في دعم المعارضين، قال فورد إن "أوباما كان يخشى من أن يشكل دعم المعارضة السورية بداية انزلاق إلى حرب مثل العراق".