السعودية: تصاعد حملة الاعتقالات وإغلاق القنوات للأسبوع الثالث

السعودية: تصاعد حملة الاعتقالات وإغلاق القنوات للأسبوع الثالث

26 سبتمبر 2017
3 أسابيع على بدء حملة الاعتقالات (Getty)
+ الخط -
واصلت السلطات السعودية حملة الاعتقالات التي تشنها منذ ثلاثة أسابيع ضد عدد من الدعاة الإسلاميين والكتاب والمفكرين والشعراء، بتهم مختلفة، من بينها رفض الهجوم على قطر. 

واعتقلت السلطات السعودية كلاً من الداعية السوري المقيم على أراضيها، محمد صالح المنجد، كما اعتقلت الداعية الجماهيري وصاحب الشعبية الواسعة، نايف الصحفي، والكاتب والصحافي جميل فارسي، وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في مكة، محمد البراك، والداعية الإسلامي محمد بن صالح المقبل.

كما أغلقت السلطات السعودية قنوات "فور شباب" التابعة للناشط المعتقل، علي العمري، فيما أرجع حساب القناة على موقع "فيسبوك" نبأ الإغلاق إلى "خلل فني".

ووصفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية حملة الاعتقالات التي تشنها السلطات ضد معارضيها أو الصامتين عن تأييدها بالأكبر في تاريخ المملكة الحديث، وسط تكهنات باحتمال أن تكون هذه الحملة مرتبطة بسعي ولي العهد، محمد بن سلمان، لعزل والده من كرسي الملك أوائل العام المقبل. 

ولم يعرف حتى الآن عدد المعتقلين، لكن مصادر "العربي الجديد" ترجح أن يكونوا قد تجاوزوا المائة معتقل، فيما تم الإفراج عن بعض كبار السن، منهم ناصر العمر بعد توقيعه على تعهد بعدم التحدث مجدداً حول أي شأن محلي.

وينحدر المعتقلون من كافة الخلفيات الدينية والثقافية، إذ إن من بينهم قضاة في المحاكم الجزائية، وكتّاب صحف، ومنشدين إسلاميين ومحللين اقتصاديين وأساتذة أكاديميين في كبريات الجامعات السعودية، لكن أكثرهم ينتمون لتيار "الصحوة الإسلامي" الذي انتشر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. 

ويعد تيار "الصحوة"، الذي يجمع بين تعاليم محمد بن عبدالوهاب، رجل الدين المؤسس للمملكة العربية السعودية، ومؤسس جماعة "الإخوان المسلمين"، حسن البنا، أحد أكثر التيارات المعارضة للتحولات الاقتصادية والسياسية والدينية التي يسعى لها ولي العهد الحالي محمد بن سلمان. 

وسبق لأجهزة الأمن التابعة لبن سلمان اعتقال الداعية الإسلامي عبدالعزيز الطريفي، والمفكر الإسلامي إبراهيم السكران في يونيو/ حزيران من العام الماضي، بسبب رفضهما لسياسات رؤية 2030 القائمة على فرض الضرائب وتحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد نيوليبرالي. 

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن السعودية الجديدة، التي وعد بها ولي العهد الحالي، لا تزال تشبه الزنزانة ويهيمن عليها الفكر القديم، ولا تزال حبيسة العصور الغابرة.

وأشارت إلى أن أحدث المؤشرات، التي تدل على السياسة القمعية التي تتبعها السعودية، والتي ترفض التخلي عنها، هو قيامها بحملة اعتقالات واسعة النطاق ضد الناشطين والمؤثرين من علماء الدين والصحافيين والكتّاب، الذين زجت بهم في السجون دون أي تفسير علني يذكر.




دلالات