روسيا تواصل حرق إدلب... و"قسد" تتهمها باستهدافها بدير الزور

روسيا تواصل حرق إدلب... و"قسد" تتهمها باستهدافها في دير الزور

26 سبتمبر 2017
منزل دمر بغارة روسية في خان شيخون (أنس دياب/الأناضول)
+ الخط -
تواصل روسيا تصعيدها ضد إدلب، الداخلة ضمن اتفاق مناطق "خفض التصعيد"، موسعة من عملية حرق وتدمير طيرانها للبلدات والقرى، فيما اتهمت "قوات سورية الديمقراطية" الطيران الروسي وقوات النظام السوري باستهداف مواقع سيطرت عليها في ريف دير الزور، وهو ما سارعت موسكو إلى نفيه.

وقال المصور الصحافي، عامر السيد علي، الموجود في إدلب، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الطيران الحربي الروسي واصل لليوم السابع على التوالي، حملته الجوية العنيفة على مدن وبلدات ريف إدلب، لتطاول الريف الغربي والشمالي للمحافظة، موقعاً المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، إذ استهدف مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي بعدة غارات، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى من عائلة واحدة، كما استهدف عين الزرقا في ريف جسر الشغور وبلدة معرشورين ومدينة خان شيخون، موقعاً أربعة قتلى والعديد من الجرحى". وأضاف "كما استهدف القصف بلدة القنيطرة في ريف إدلب الغربي بعدة غارات، خلّفت ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى من عائلة واحدة، غالبيتهم أطفال. كما أصيب العديد من المدنيين بقصف على مدينة سراقب ومعرة حرمة وقرى قيقون وعين الزرقا والنهر الأبيض في الريف الشمالي، وحلوز والعالية بالريف الغربي لجسر الشغور، التي قتل فيها 6 مدنيين. كما تعرضت مدينة سرمين وكفرعميم وأطراف كفرنبل وكفرسجة والهبيط ومناطق أخرى لقصف جوي عنيف، خلّف أضراراً كبيرة في الممتلكات". واعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أمس الإثنين، أن "استهداف المدنيين في إدلب السورية يعني انتهاكاً للهدنة المعلنة فيها وانهياراً لاتفاقية أستانة". وتعتبر إدلب إحدى مناطق "خفض التصعيد"، المتفق عليها في اجتماعات "أستانة 6"، وبضمانة روسية إيرانية تركية، وهي رابع منطقة يتفق عليها بعد المنطقة الجنوبية والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي.

واتهمت "قوات سورية الديمقراطية"، أمس الإثنين، القوات الروسية وقوات النظام باستهداف عناصرها في ريف دير الزور. وهذه هي المرة الثانية التي تتهم فيها "قسد" روسيا وقوات النظام باستهدافها في ريف دير الزور الشرقي، بعد إعلانها في 16 سبتمبر/ أيلول الحالي عن إصابة ستة مقاتلين بجروح جراء قصف سوري روسي مشترك. ونفت موسكو حينها هذه الاتهامات. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لسباق بين عمليتين عسكريتين، واحدة تقودها قوات النظام السوري، بدعم روسي، في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بدعم من التحالف الدولي، في الريف الشرقي.
وذكرت "القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية"، في بيان، أنه "في الوقت الذي تتقدم فيه قواتنا لتحرير أهلنا في شرق الفرات، في إطار حملة عاصفة الجزيرة، قامت القوات الروسية وقوات النظام، المدعومة من قبلهم، بشن هجوم غادر على قواتنا في شركة كونيكو للغاز ومحطة العزبة ومعمل النسيج بالمدافع والطيران، ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من مقاتلينا، ولا سيما أن تقدمنا يتم بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، وتجنبنا على الدوام من طرفنا الدخول في النزاعات الجانبية وهدر الطاقات التي يجب أن تسخر في محاربة الإرهاب والإرهابيين". وأفاد ناشطون بأنه وبدعم من طيران التحالف الدولي، سيطرت "قوات سورية الديمقراطية" على بلدة الكبر في ريف دير الزور الغربي.


وسارعت وزارة الدفاع الروسية إلى نفي استهداف طائراتها لـ"قوات سورية الديمقراطية" في محافظة دير الزور، معتبرة أنها تحرص دوماً على ضمان دقة ضرباتها الجوية. وقال المتحدث باسمها، اللواء إيغور كوناشينكوف، "يوجه طيران القوات الجوية الفضائية، في إطار عملية القوات السورية الخاصة بتدمير الملاذ الأخير لداعش في دير الزور، ضربات دقيقة على مواقع الإرهابيين، التي تم رصدها وتأكيد وجودها عبر قنوات عدة". وأضاف أن "الغارات يتم شنها على كل نقاط إطلاق النار، التي تقصف مواقع القوات السورية، والقوات الإضافية للإرهابيين المتقدمة من المناطق الخلفية". وشدد على أن "طائرات مسيّرة روسية وقوات الاستطلاع، العاملة في منطقة دير الزور 24 ساعة يومياً، لا تسجل أي أعمال قتالية بين مسلحي قوات سورية الديمقراطية والوحدات الخلفية لإرهابيي داعش، وهذه الحقيقة واضحة بشكل خاص في مناطق حقول النفط والغاز بالمحافظة، حيث يخوض عناصر داعش مواجهة شرسة ضد القوات السورية المتقدمة".

تصعيد في الغوطة الشرقية

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن "القصف العنيف يتواصل على عدة مناطق من الغوطة الشرقية، منها جوبر وعين ترما وحوش الضواهرة والريحان، بصواريخ فيل والمدفعية الثقيلة، إضافة إلى قصف مدفعي تعرضت له الأحياء السكنية والمزارع في مدينة دوما، في ظل محاولة اقتحام لقوات النظام على جبهات الريحان وحوش الضواهرة"، مشيرة إلى "تحليق مكثف لطيران الاستطلاع في سماء الغوطة الشرقية". وأضافت المصادر أن "القصف طاول أيضاً مدينة جسرين، في حين قتل ممرض جراء استهداف قوات النظام الأحياء السكنية في مدينة كفربطنا بالرشاشات الثقيلة". من جانبه، غرد المتحدث باسم "هيئة أركان جيش الإسلام"، حمزة بيرقدار، على حسابه الرسمي على "تويتر"، إن هناك "تمهيداً مدفعياً وصاروخياً من مليشيات الأسد على جبهات حوش الضواهرة والريحان في الغوطة الشرقية، ومجاهدو جيش الإسلام يتصدون لمحاولة تقدمهم"، في حين أعلن "جيش الإسلام" عن "إعطاب دبابة طراز تي 72 لمليشيات الأسد وإصابة طاقمها على جبهة الريحان". وقالت مصادر موالية إن قوات النظام تهاجم "مواقع للمسلحين في مزارع الريحان وحوش الضواهرة، وتسيطر على عدد من المزارع"، وأن سلاح الجو التابع لها "يستهدف مواقع المسلحين في منطقة بيت جن في ريف دمشق الجنوبي الغربي".

وذكرت وكالة "سانا" للأنباء التابعة للنظام أن "قتيلين و5 جرحى سقطوا جراء استهداف مدينة القرداحة بريف اللاذقية بالقذائف الصاروخية". وأضافت أن "مجموعات منتشرة في أقصى الريف الشمالي للمحافظة استهدفت منازل المواطنين في مدينة القرداحة بعدد من القذائف الصاروخية، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 5 بجروح، وأن القذائف تسببت أيضاً بوقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات والبنى التحتية".
من جهة ثانية، ذكرت "سانا" أن قوات النظام سيطرت، أمس الإثنين، على قرية مسعدة في منطقة جب الجراح بريف حمص الشرقي. وقالت إن "وحدات من الجيش، بالتعاون مع القوات الرديفة، فرضت سيطرتها الكاملة على قرية مسعدة، بعد عمليات مكثفة على أوكار إرهابيي داعش، انتهت بمقتل العديد منهم، وفرار الباقين تاركين أسلحتهم وذخيرتهم".

المساهمون