انتخابات مجلس الشيوخ الفرنسي... انتصارات ماكرون تتوقف

انتخابات مجلس الشيوخ الفرنسي... انتصارات ماكرون تتوقف

24 سبتمبر 2017
دخل ماكرون الانتخابات الرئاسية بشعبية مرتفعة (Getty)
+ الخط -
 

 

في ظروف كان يبدو أنها مؤاتية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي بدأ يستعيد شعبيته،  وفق ما بيّن آخر استطلاع للرأي ظهر اليوم الأحد، بدعم 45 في المائة من الفرنسيين، جرت اليوم الأحد انتخابات تجديد نحو نصف أعضاء مجلس الشيوخ، الذي يضم 348 نائبا، والذي يتساءل كثيرون عن جدواه، ويطالبون بإلغائه. وقام الناخبون الفرنسيون الكبار بانتخاب 171 نائبا في هذا المجلس.


وانطلقت الانتخابات دون أي أمل من قبل الأغلبية الرئاسية في اكتساح هذه القلعة. وقد لعبت عوامل كثيرة دوراً كابحاً لتمدد أنصار ماكرون، من بينها أن العديد من النواب الاشتراكيين (نحو ثلاثين) الذين انضموا لماكرون، بعد انتخابه، مشكّلين مجموعة "الجمهورية، إلى الأمام" في مجلس الشيوخ، لم يترشحوا ثانية، في حين قرر ما تبقى من الاشتراكيين، القلقين من تعاظم نفوذ اليمين في حكومة ماكرون ومن سياساتها اليمينية، خصوصا في هذا الدخول الاجتماعي الصعب، رفض إغراءات الرئيس.

كما أن من عوامل النفور من حركة ماكرون، عدم رضا الناخبين الكبار عن الكثير من مبادرات حكومته، ومنها التخلي عن الضريبة على السكن، التي كانت عائداً محلياً ضرورياً، وأيضاً عدم صرف 300 مليون يورو على الجماعات المحلية. كما أغضبت هؤلاء الناخبين الكبار نية ماكرون في خفض عدد المنتخبين المحليين بنسبة النصف.                        

وهكذا جاءت معظم نتائج اليوم في صالح اليمين الفرنسي، حيث أعيد انتخاب رئيسه جيرار لارشير، القيادي في حزب "الجمهوريون"، ومن شبه المؤكد أن يعود لارشير لرئاسة المجلس ومشاكسة الرئيس ماكرون وحكومته، من جديد.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الانتخابات التي شهدت كبح جماح حركة الرئيس ماكرون، وانتخاب أعضاء يمينيين كثر، لم تغيّر من عدد مقاعد حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، الذي بقي مُمثَّلا بمقعدَيْن اثنين، وهو ما لم يمنع مارين لوبان، التي تخلصت قبل أيام من نائبها، فلوريان فيليبو، من التنويه بارتفاع عدد الأصوات التي حصل عليها حزبها، حتى ولو أن هذه الأصوات لم تتحول إلى مقاعد في مجلس الشيوخ.

كما أنها كشفت عن احتفاظ الحزب الشيوعي، الذي فاز أمينه العام، بيار لوران، أيضا، بفريق مستقل في المجلس، وهو ما سيجعله يحافظ على صوته ومواقفه في المعارك الاجتماعية القادمة. وهو ما عبّرت عنه تغريدة للمجموعة الشيوعية "عشر نواب في المجلس، على الأقل، سوف نواصل التعبير عن صوت الشعب في مجلس الشيوخ في مواجهة ماكرون".

ورغم أن حركة "فرنسا غير الخاضعة" غير حاضرة، لأنها لم تقدم أي مرشح لها، إلا أن شخصيات كثيرة، من بينها عضو مجلس الشيوخ إستير بينباسا، المدافعة عن حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة، أعيد انتخابها وستُسمِع صوتَها واختلافها على الرغم من أن الحزب الإيكولوجي لن يكون له فريق مستقل، كما كان الشأن في السابق.

خسر ماكرون رهانه، باعتراف القيادية الاشتراكية مارتين أوبري، وهي ترى عودة بعض الأمل للحزب الاشتراكي، الذي راهن كثيرون على اختفائه من المشهد، وباعتراف حزب "الجمهوريون"، الذي أصبح حزب الأراضي والمَناطق الأكبر، والذي أصبح لزاماً على حكومة ماكرون أن تتوافق معه، لتمرير سياساتها، إذ تجمَعُ بينهما أشياء كثيرة، لعلّ من بينها كراهية جان لوك ميلانشون، ثم الاعتراض على دوره كمُعارض أول للحكومة، الذي يحمله ولا يريد أن يتخلى عنه.