ملامح خطة ترامب لـ"السلام": حدود "تدريجية" لفلسطين وتأجيل اللاجئين

ملامح خطة ترامب لـ"السلام": حدود "تدريجية" لفلسطين وتأجيل اللاجئين

24 سبتمبر 2017
لقاء ترامب وعباس في نيويورك يوم الأربعاء الماضي(ثائر غنايم/Getty)
+ الخط -
يشهد ملف عملية السلام في الشرق الأوسط تطورات جديدة، بعدما طرحت الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، خطةً لـ"السلام"، نالت على ما يبدو موافقة مصرية وسعودية، وربما فلسطينية، مع أنها لا تقدم حلاً يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية. فقدْ كشفت مصادر دبلوماسية أميركية عاملة في القاهرة النقاب عن بعض الخطوط العريضة وتفاصيل خطة الرئيس الأميركي للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي أشار إليها أخيراً تحت اسم "صفقة المنتهى"، والمسماة في الإعلام العربي بـ"صفقة القرن".

وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الخطة تقترح إقامة دولة فلسطينية على حدود تدريجية، وليس على حدود عام 1967 مباشرةً، لافتةً إلى أن البداية تكون بحدود مقترحة تشمل غزة والأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية بنسبة 100 بالمائة، على أن تتوسع في مراحل لاحقة في إطار اتفاقات محددة.

وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق يشمل تأجيل البند الخاص بعودة اللاجئين مع انطلاق الدولة حال تم التوصل للاتفاق. في المقابل، كشفت مصادر فلسطينية رسمية محسوبة على السلطة، عن أنه من المزمع عقد لقاء موسع في القاهرة سيشارك فيه وفد إسرائيلي رسمي إضافةً إلى وفد أردني لجمع التصورات والتمهيد لانطلاق أولى جولات تطبيق تلك الخطة، وذلك بعد الانتهاء بشكل كامل من المصالحة الفلسطينية الداخلية والاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية.

وأوضحت المصادر أن السعودية أبدت تجاوبها مع تلك الخطة، وأكدت لكل من أميركا وإسرائيل بشكل مباشر، عدم تمسكها بالمبادرة العربية للسلام التي كان قد طرحها العاهل السعودي الراحل، عبدالله بن عبد العزيز، عام 2002، كإطار لحل الصراع العربي الإسرائيلي.


في المقابل لذلك، أوضحت مصادر دبلوماسية مصرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بات هو العقبة الأساسية أمام تمرير أي خطة "للسلام" في المنطقة، لافتةً إلى أن هذه كانت الملاحظة التي دوّنها مبعوث البيت الأبيض الخاص للسلام في الشرق الأوسط، صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنير، والذي قام بجولة في المنطقة في يونيو/ حزيران الماضي، شملت مصر وإسرائيل ورام الله. والتقى كوشنير في 21 يونيو/ حزيران بنتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بشكل منفصل، لإعادة إحياء مفاوضات السلام، بحسب ما تم الإعلان عنه وقتها، قبل أن يلتقي بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

وفي سياق هذه التحركات، وبشكل مفاجئ، استقبلت القاهرة وفداً رفيع المستوى من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، لإتمام المصالحة الداخلية بين حركتي "حماس" و"فتح". وتبع ذلك استقبال القاهرة وفداً آخر من حركة فتح بقيادة عزام الأحمد. وأعلنت حركة حماس بعد جولات من النقاشات مع مسؤولي جهاز الاستخبارات العامة المصرية، حلّ اللجنة الإدارية لقطاع غزة، لإزالة كافة العقبات أمام المصالحة بعد التدخل المصري. وفي هذه الأثناء، أكدت مصادر من "حماس"، أن المشاورات تطرّقت لعناوين "الخطة الموسعة للسلام" المطروحة برعاية أميركية.