وزير الخارجية البريطاني يتراجع عن التهديد بالاستقالة

تفادي أزمة في الحكومة البريطانية بعد تراجع بوريس جونسون عن تهديده بالاستقالة

20 سبتمبر 2017
جونسون يرفض النموذج السويسري(Getty)
+ الخط -
تراجع وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، عن تهديده بالاستقالة من منصبه بعد توصله لاتفاق مع رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، حول موقف الأخيرة من صيغة البريكست النهائية، الذي يُفترض أن تكشف عنه في خطابها المرتقب يوم الجمعة.


وفي تصريح يعكس تفادي الأزمة في الحكومة البريطانية، قال جونسون إنه يثق بقدرة ماي على توحيد حزب المحافظين، مضيفاً "أنا على ثقة بأنها ستضع رؤية واثقة وإيجابية للبريكست، وسيكون خطاباً يلتف حوله الجميع".


وكانت الصحف البريطانية قد تناقلت، أمس الثلاثاء، أخباراً عن تلويح جونسون بالاستقالة إن أعلنت ماي في خطابها، الجمعة المقبل، عن توجهها نحو نموذج سويسري للعلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد البريكست.


ونقلت صحيفة "ذا تلغراف" عن مصدر مُقرّب من جونسون أنه يرى صيغة بريكست مخففة مبنية على النموذج السويسري أمراً "لا يُمكن العيش معه".


ويشمل النموذج السويسري، الذي يعارضه الجمهور المطالب بالانفصال الكامل عن الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسهم الوزيران في الحكومة البريطانية الحالية، بوريس جونسون ومايكل جوف، أن تقوم بريطانيا بدفع رسوم سنوية للحصول على عضوية السوق المشتركة. كما يتضمن الالتزام بقوانين وتشريعات أوروبية أخرى.


وتكمن المشكلة في هذا النوع من العلاقة مع الاتحاد، بالنسبة لجمهور البريكست المتشدد، بأنه سيُحد من قدرة بريطانيا على اتخاذ قرارات منفردة بخصوص مواضيع حساسة تشمل الهجرة والصفقات التجارية.


ويُفضّل جونسون مثالاً أشبه بالنموذج الذي يتم التفاوض عليه حالياً بين الاتحاد الأوروبي وكندا، ويعرف اختصاراً باسم (سيتا)، وهو ما يسمح بالتجارة الحرة بين الطرفين من دون تعرفة جمركية.


وحصل جونسون على تطمينات من رئيسة الوزراء بعدم تعهدها بالالتزام بالنموذج السويسري خلال خطابها المنتظر في فلورنسا الإيطالية.


وتأتي هذه التطورات بعد أربعة أيام من الأخذ والرد بين أعضاء حزب "المحافظين" كنتيجة لمقال نشره جونسون في صحيفة "ذا تلغراف" عن خطته الخاصة بالبريكست، والتي رآها كثيرون خطوة أولى في طريق منافسته على زعامة الحزب. وجاء رد رئيسة الوزراء حاسماً، بأنها هي من يقود بريطانيا نحو الخروج من الاتحاد الأوروبي، بينما طالب آخرون باستقالة جونسون من منصبه.


في حين تجمهر مؤيدو البريكست المتشدد خلف بوريس جونسون وديفيد جوف اللذين أثارت قلقهما تكهنات بأن وزير المالية فيليب هاموند، ومعه مسؤولون كبار في وزارتي المالية ومن قسم الخروج من الاتحاد الأوروبي، يتآمرون لفرض صيغة مخففة من البريكست على النمط السويسري.


وكانت رئيسة الوزراء قد رفضت فكرة حصر خياراتها بأحد النموذجين من صفقة التجارة الحرة أو نموذج معدل من العضوية في السوق المشتركة.


وستُعطي ماي المزيد من التفاصيل عن خطابها بشأن التسوية المالية التي ستعرضها بريطانيا على الاتحاد الأوروبي، وتصل قيمتها المفترضة إلى 10 مليارات يورو عن سنتي المرحلة الانتقالية التي ستتبع البريكست. إلا أنها ستتجنب الخوض في تفاصيل الاتفاق النهائي، وإن كانت ستميل أكثر باتجاه موقف وزير الخارجية جونسون، وستركز على ضرورة بدء المحادثات التجارية مع الاتحاد هذا الخريف.


وكدليل على التوافق بين معسكري البريكست المتشدد والمعتدل، سيقف كل من جونسون ووزير البريكست، ديفيد ديفيس، ووزير المال فيليب هاموند إلى جانب رئيسة الوزراء في خطابها القادم أمام زعماء الاتحاد الأوروبي في فلورنسا.


كما أصدر الطرفان تصريحات تمت صياغتها كي تعكس التوافق بين الطرفين. فقد صرح جونسون الموجود حالياً في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، بأنه لن يستقيل، مضيفاً "نحن نعمل سوية، وهو الأمر الأساسي، لنضمن أن بريطانيا ستحصل على أفضل الفرص من البريكست". وفي معرض إجابته عن وجود انشقاقات داخل الحكومة حول الموقف من أوروبا، علق قائلاً "لا، نحن حكومة تعمل سوية، إننا عش من العصافير المغردة".


وعند سؤالها عن وجوب إقالة جونسون من الحكومة، أجابت ماي الموجودة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أيضاً "بوريس يقوم بعمل جيد في وزارة الخارجية". وأضافت "إنه يقوم بذلك هنا في الأمم المتحدة".







المساهمون