دعوات مصرية لمحاكمة السيسي: يحتمي بإسرائيل لتثبيت كرسيه

دعوات مصرية لمحاكمة السيسي: يحتمي بإسرائيل لتثبيت كرسيه ويدعم المشروع الصهيوني

20 سبتمبر 2017
غضب كبير من تطبيع السيسي (العربي الجديد)
+ الخط -

دعا عدد من المعارضين بمصر إلى محاكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتهمة الخيانة العظمى، عقب خطابه الداعم للكيان الصهيوني بفعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، وسط صمت مطبق لرموز التيارين الناصري والقومي، الذين ملأوا الدنيا صراخاً عند نشر خطاب بروتوكولي للرئيس السابق، محمد مرسي، إلى نظيره الإسرائيلي.


وفي خطابه، وصف السيسي سلام بلاده مع إسرائيل بـ"التجربة الرائعة"، مطالباً الفلسطينيين بعدم الاختلاف، والاتحاد من أجل تحقيق السلم، والتعايش "جنباً إلى جنب" مع الآخر من الإسرائيليين في أمان وسلام، بهدف إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال البرلماني الشاب، أحمد الطنطاوي، إن "رئيس الجمهورية لم يمثل إلا نفسه عندما تحدث عما سمّاه (السلام الرائع) مع إسرائيل على مدار الأربعين عاماً الأخيرة، فعموم المصريين هم من الرافضين لتوقيع الرئيس الراحل، أنور السادات، لاتفاقية السلام مع إسرائيل، التي كانت وستبقى العدو الأول للعرب جميعاً".

وأضاف الطنطاوي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن غالبية الشعب المصري تنظر إلى إسرائيل على أنها مغتصبة للأرض العربية، بغض النظر عن العلاقات الدبلوماسية أو التطبيع معها، مؤكداً أن تقسيم القدس إلى شرقية وغربية هو مخطط صهيوني، وأنها ستظل غير قابلة للتقسيم كعاصمة لفلسطين، عقب تحرير كامل أراضيها من سلطة الاحتلال.



وكتب أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، القيادي بحركة "كفاية"، يحيى القزاز، على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، قائلاً إن "ما يصنعه السيسي هو بلطجة سياسية، واستقواء بالخارج، واحتماء بإسرائيل، لتثبيت مقعده في الرئاسة"، مؤكداً أن أفعاله "تستوجب محاكمته بالخيانة العظمى، وإعدامه شنقاً".



وأضاف القزاز ‏أن "الصحف الصهيونية تُذيع أن لقاء الصهيونيين السيسي ونتنياهو، هو الثالث في نيويورك، بعد لقاء في العقبة بالأردن، وآخر بقصر الاتحادية في القاهرة"، متابعاً "‏السيسي يستهين بالشعب، ويتعامل مع الصراع العربي – الإسرائيلي كأنه (خناقة) بين أخوين، فيصالحهما، لضمان أمنهما".

وزاد القزاز مخاطبا السيسي: "بيننا وبينهم دم يا صهيوني، وما صنعته في عام نحو التطبيع الدافئ مع إسرائيل لم يصنعه السادات ومبارك في أربعين عاماً.. السيسي ليس خائناً، ولا عميلاً فحسب، وإنما صهيوني مزروع.. حللوا للعميل الخائن (DNA) وستتأكدون.. فبدلاً من أن يوجه خطابه للشعب المصري، وجهه للإسرائيلي.. الأصل غلاب، والجينات حاكمة".
بينما قال الناشط اليساري كمال خليل، عن كلمة السيسي: "رئيس جمهورية في مهمة رسمية بالأمم المتحدة لدعم المشروع الصهيوني.. تلك هي الحقيقة"، قبل أن يعلق على صورته الضاحكة، قائلاً "السيسي في قمة من السعادة أثناء لقائه مع الإرهابي نتنياهو، سافك دماء العرب والمصريين.. بئر من الخيانة".



وأثارت صورة ضاحكة للسيسي مع نتنياهو غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لما تمثله من نقطة تحول جديدة في علاقات القاهرة الخارجية، ليس فقط على مستوى العلاقة المباشرة، القائمة، والمتطورة مع إسرائيل، بل أيضاً على مستوى جهود السيسي لتقديم نفسه دولياً كعرّاب لركائز التطبيع بين العرب وإسرائيل.



رهان فاشل
بدوره، كتب عضو مجلس نقابة الصحافيين، عمرو بدر، قائلاً إن "إرضاء إسرائيل من أجل كسب الأميركان آخر كروت النظام الحالي.. والرهان فاشل أيضاً"، معتبراً أن "كوارث حكم السيسي في ثلاث سنوات تُساوي كوارث الرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك مجتمعين"، وأن حكمه "استنساخ لكل تجارب الفشل في التاريخ الإنساني".

فيما قال عضو لجنة إعداد الدستور (المنقضي عملها)، عمرو صلاح، إن أغلب حوارات السيسي لوسائل الإعلام الأجنبية منذ العام 2014 هي "رسائل شديدة الاتساق في جوهرها"، وإن ما باعه نظامه للخارج على مدار الثلاث سنوات هو "حيازة دعم إسرائيل على حساب الديمقراطية، وحقوق الإنسان، التي يمكن تأجيلها لأجل غير مسمى".

وأضاف صلاح، على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، أن "البعض في الغرب بدأ يُدرك أنه لا منطق في منح شيك على بياض للنظام المصري بدعوى هزيمة الإرهاب، الذي صار يزدهر في الداخل أكثر.. وبالتالي ليس هناك عائد براغماتي كاف للتغاضي المطلق عن الاستبداد أمام الرأي العام، والمنافسين، والمزايدين".

وتابع: "لا بد للنظام في مصر أن يبحث عن مُنتج جديد يبيعه في الخارج، عوضاً عن ملايين الدولارات التي دُفعت لوكالات التسويق خارجياً، وأُنفقت على وهم.. فلقاء نتنياهو العلني جاء لتجديد شرعية الدعم الإسرائيلي للنظام المصري.. والسيسي - صاحب المشروع القومي المزعوم - لا زال يفضل التقارب مع نتنياهو".