بئر العبد المصرية تخشى الأسوأ: "جحوش" عاد

بئر العبد المصرية تخشى الأسوأ: "جحوش" عاد

21 سبتمبر 2017
العميد جحوش متهم بما تسمى "مجزرة السلام" (فايسبوك)
+ الخط -

تناقل العشرات من سكان مدينة بئر العبد المصرية التي شهد طريقها الدولي مقتل 18 شرطياً الأسبوع الماضي، إثر اعتداء إرهابي لتنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، خبراً مرعباً من وجهة نظرهم مفاده بأن "جحوش عاد للمدينة"، وذلك في شوارع المدينة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وحين بحث مراسل "العربي الجديد" عمّا وراء الخبر، أفاد عدد من السكان المحليين بأن العميد في الجيش المصري يدعى محمد عز الدين جحوش، سيئ السمعة والصيت، عاد للمدينة مجدداً إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الشرطة أخيراً.

وقال أحد السكان، وهو يعمل مدرساً، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش المصري استدعى العميد جحوش، الذي اعتقل عشرات الشبان وقتل وأصاب آخرين على مدار عامين من العمل في المدينة، "ليثأر لدماء أفراد الشرطة من أرواح وأعمار المدنيين سكان مدينة بئر العبد".



وأوضح المواطن نفسه أن العميد جحوش يعتمد على سياسة المداهمات العشوائية لكافة المنازل في أي قرية يدخلها، إذ يرافقه مئات الجنود من قوات الجيش، ويرأس قوات الشرطة أيضاً التي ترافق الجيش في مداهمات مدينتي بئر العبد والعريش، فيما تغيب الشرطة عن مداهمات رفح والشيخ زويد؛ لخطورتها من حيث إمكانية استهدافهم كأهداف سهلة للتنظيم الإرهابي.

من جهته قال شيخ قبلي يقطن مدينة بئر العبد، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الاعتقالات خلال الأسبوع الذي مضى طاولت 300 مواطن من سكان المدينة غالبيتهم من فئة الشباب، من دون أي تهمة أو دليل، مؤكداً أن الاعتقالات كانت عشوائية بالدخول للمنازل واعتقال الشباب منها وترك البقية.

وأضاف الشيخ القبلي أن الأمن المصري تعمّد استدعاء العميد جحوش للمدينة لتنفيذ أكبر حملة اعتقالات ومداهمات في صفوف المدنيين من دون أي رحمة. وتوقع أن يزداد عدد المعتقلين خلال الأيام المقبلة، في ظل تشديد قوات الجيش على المدينة، ونشر كمائن في غالبية مناطقها.

يشار إلى أن العميد جحوش متهم من قبل المواطنين في المدينة بما تسمى "مجزرة السلام" التي راح ضحيتها ثلاثة شبان من سكان المدينة وأصيب آخرون، حين أمر في 9 سبتمبر/أيلول 2013 بإطلاق النار على مسيرة رافضة للانقلاب العسكري في قرية السلام في مركز بئر العبد.

ويسرد الأهالي واقعة أخرى، يوم اقتحم جحوش برفقة قواته العسكرية أكثر من مسجد في مدينة بئر العبد أثناء الصلاة فيه، واعتقل في إحدى المرات غالبية المصلين في أحد مساجد المدينة بعد أدائهم صلاة الفجر، من دون أي سبب أو تهمة، ليطلق سراحهم بعد ساعات عدة.

وفي ما يتعلق بالوضع في المدينة، أكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" أن الاستخبارات أبلغت بعض المشايخ بالمدينة أن الحملة ستستمر لمدة ثلاثة أسابيع، سيجري خلالها تنفيذ حملة اعتقالات ومداهمات ومصادرة سيارات ودراجات نارية من المواطنين.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الحملة العسكرية استهدفت حتى اللحظة قرى رابعة وأم عقبه ونجيلة واقطية وقاطية وسلمانه وبالوظة، فيما يتوقع أن تتمدد لبقية قرى المدينة، في أوسع حملة عسكرية تشهدها المدينة منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013.

وأكدت المصادر أن الجيش يشدد على الحركة من وإلى المدينة منذ أيام عدة، بحجة البحث عن مطلوبين، ومنع تحرك العناصر الإرهابية في محيط المدينة، فيما يتخوف الأهالي من إمكانية المنع الكلي للحركة.

وحذّرت المصادر القبلية من بدء الحديث عن إدخال مركز بئر العبد والمدينة بأكملها إلى نظام حظر التجوال المعمول به في مدن رفح والعريش والشيخ زويد منذ أربع سنوات، بعدما بدأ الجيش بالتمهيد لذلك، في منع الحركة في ساعات المساء المتأخرة.

وللنازحين من مدينتي رفح والشيخ زويد نصيب من الحملة العسكرية للجيش، إذ أفاد شهود عيان، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن قوات الجيش تعمدت حرق عشش وبيوت بسيطة مصنوعة من صفائح الزينكو تعود للنازحين من رفح والشيخ زويد بعد أن تم اعتقال أصحابها.

وأوضح هؤلاء أن عدداً كبيراً من الشباب النازحين تم اعتقالهم من قبل قوات الجيش التي بدأت فعلياً في فرز المعتقلين لديها من مركز بئر العبد، في أحد مواقع الجيش القريبة من المدينة، كمرحلة أولى لنقلهم إلى السجون العسكرية، ضمن الحملة العسكرية التي تلت الهجوم الإرهابي على رتل الشرطة قبل تسعة أيام.

وكان رتلٌ للشرطة المصرية تعرض لاعتداء عنيف من قبل تنظيم ولاية سيناء يوم الاثنين من الأسبوع المنصرم، ما أدى إلى مقتل 18 شرطياً بينهم 4 ضباط، وإصابة آخرين، فيما تمكن التنظيم من الاستيلاء على سيارة تابعة لعميد في الشرطة كان ضمن الرتل وأصيب بجروح بالغة.

ويقطن في مدينة بئر العبد آلاف المصريين الذين يعملون في مجالات عدة أهمها الزراعة والتجارة. ولطالما شهدت هذه المدينة هدوءاً أمنياً عالي المستوى مقارنةً ببقية مدن محافظة شمال سيناء كالعريش ورفح والشيخ زويد، فيما بدأت تتسلل اعتداءات التنظيم الإرهابي من المدن سابقة الذكر إلى الطريق الدولي المار بالمدينة وصولاً إلى مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.