مسؤول أممي لـ"العربي الجديد": ترامب يقوض جهود الأمم المتحدة

مسؤول أممي لـ"العربي الجديد": خطاب ترامب يقوّض جهود الأمم المتحدة

19 سبتمبر 2017
هدّد ترامب بتدمير كوريا الشمالية (الأناضول)
+ الخط -
علّق مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة، مفضّلاً عدم التصريح باسمه، حول رد فعل المنظمة الأممية على خطاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الجمعية العامة، والذي هدد فيه بتدمير كوريا الشمالية، قائلاً "إن الولايات المتحدة تزيد من العبء على عمل الأمم المتحدة، ومحاولاتها لحل النزاعات والمقاربة بين وجهات النظر، أو التحرك بشكل أفضل في الدبلوماسية الدولية". 


وأضاف، رداً على سؤال لـ"العربي الجديد" في نيويورك، أن "هذا الخطاب الذي يحمل تهديداً لكوريا الشمالية وكذلك لإيران بطريقة ما، يزيد مهمتنا صعوبة على أصعدة عدة". وبيّن أن "الأمين العام في خطابه لم يستثن الحديث عن كوريا الشمالية، والخطر الذي تشكّله التجارب النووية، لكن ما شهدناه في خطاب الرئيس الأميركي يزيد من توتر الوضع في أوقات عصيبة يشهدها العالم".  


وسادت حالة من الذهول والململة على الحاضرين في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، من صحافيين ووفود دبلوماسية وموظفين أممين، عندما استمعوا بشكل مباشر لكلمة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهو يهدد بتدمير كامل لكوريا الشمالية.



وسيطر هذا التهديد على عناوين عشرات الصحف والمحطات داخل الولايات المتحدة، والتي نقلت وعلقت على خطابه الذي استمر لنحو 45 دقيقة. 


والتزم الرئيس الأميركي النص المكتوب له في خطابه الذي ألقاه في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال المداولات العامة رفيعة المستوى. لكن ما جاء به هذا النص أثار مخاوف كثيرين داخل الأمم المتحدة، والتي تحاول من جهة حلّ مشاكل كثيرة تعصف بالعالم، من بينها المناخ واللجوء والحفاظ على القانون الدولي ومنع استمرار المجازر وغيرها، ومن جهة أخرى المضي قدماً في خطوات وساطة في أزمات عديدة من بينها كوريا الشمالية وتجاربها النووية والاتفاق الإيراني والوضع في سورية واليمن وغيرها.


في المقابل كان خطاب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أكثر وعياً وتمسكاً بالدبلوماسية الدولية، ومرتكزاً على محاولات التواصل والحوار بدلاً من التهديد الذي وجهه ترامب، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة وقف التجارب النووية. وقد ركّز على سبع نقاط، بما فيها حل سلمي وسياسي لجميع الأزمات، بما في ذلك الأزمة في كوريا الشمالية، فضلاً عن قضايا المناخ واللجوء وإصلاحات مؤسسات الأمم المتحدة ومنع انتشار الأسلحة النووية. 


ولم يترك ترامب في خطابه مكاناً للأمم المتحدة للمناورة والتحرك دبلوماسياً، إذ لم يسبق أن هدد رئيس لدولة دولة أخرى، من على منبر الأمم المتحدة، بتدميرها، في خطاب أمام رؤساء العالم. وفي أول تعليق لها على خطاب الرئيس الأميركي، قالت السفيرة الأميركية نيكي هيلي، وبعد خروجها من القاعة، إن الخطاب كان قوياً ومهماً، ثم غادرت مسرعة. وجاءت أقوالها رداً على سؤال صحافي لها حول الموضوع.



ويتوقع دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن يزيد هذا الخطاب ويصعّد من حدة التوتر. كذلك يسد هذا التصعيد الطريق أمام الأمين العام للأمم المتحدة ومجهوداته من أجل التوصل إلى حل وجلب الأطراف المتنازعة إلى طاولة الحوار.


وفي ما يخص إيران، فإن خطاب ترامب لم يأت بجديد، ولكن ردود الفعل الأولية تشير إلى استياء عند بعض الدبلوماسيين الأوروبيين الذين لا يرون حلاً أفضل غير الاستمرار بتنفيذ الاتفاق النووي المبرم مع إيران. وكانت دول عديدة قد سعت من أجل التوصل إليه، وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بما فيها الولايات المتحدة، وألمانيا والاتحاد الأوروبي. ومن دون شك فإن وصف الرئيس الأميركي إيران باعتبارها دولة مارقة لا يساعد الأمم المتحدة في تقريب وجهات النظر، بل يراهن بعضهم على أن الولايات المتحدة تتجه أكثر نحو الانسحاب من الاتفاق. 


وسيُعقد في هذا السياق، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، لقاء بين وزراء خارجية إيران والدول الخمس دائمة العضوية وألمانيا والاتحاد الأوروبي، لنقاش آخر مستجدات هذا الاتفاق. وسيكون هذا اللقاء الرسمي الأول بين وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، ونظيره الإيراني، جواد ظريف.