إقليم كردستان يريد بدائل لتأجيل الاستفتاء

إقليم كردستان يريد بدائل لتأجيل الاستفتاء

20 سبتمبر 2017
دعوات كردية للتوجّه إلى صناديق الاقتراع (مروان إبراهيم/فرانس برس)
+ الخط -
قبل ستة أيام فقط من الموعد الذي أعلنته أربيل لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق المتعلق بانفصاله عن العراق والمقرر في 25 الحالي، ومع تزايد الضغوط المحلية والإقليمية والدولية على الإقليم، بدأت بعض الأحزاب الكردية تتحدث عن احتمال تأجيل الاستفتاء ولكن بشروط.

القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، كوسرت رسول، اشترط وجود بديل مناسب قبل الحديث عن تأجيل الاستفتاء، موضحاً خلال مؤتمر صحافي في كركوك أن الإقليم مستعد للحديث عن موعد آخر للاستفتاء في حال عُرضت عليه بدائل مناسبة. وأشار إلى أن إقليم كردستان لم يهتم لقرار إقالة محافظ كركوك، نجم الدين كريم، من منصبه، لأن هذا القرار كان سياسياً، بحسب قوله، داعياً أنصار حزبه إلى المشاركة في الاستفتاء. وتابع "إذا كان هناك بديل للاستفتاء واقتنعنا به فإننا مستعدون لتأجيله"، موضحاً أن السلطات الكردية لن تتخذ أي قرار بالتأجيل من دون وجود بدائل مُرضية.
من جهته، دعا كريم، أنصار حزبه "الاتحاد الوطني الكردستاني" إلى التوجّه إلى صناديق الاستفتاء يوم الاثنين المقبل للمشاركة في تقرير مصير الشعب الكردي، موضحاً خلال المؤتمر الصحافي ذاته أن الاستفتاء سيؤسس لدولة كردستان، بحسب وصفه.

في السياق نفسه، كشفت مصادر مقربة من "التحالف الكردستاني" أن القيادات الكردية أبدت الكثير من المرونة في ما يتعلق بمسألة تأجيل الاستفتاء، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن الوفد الكردي الذي سيتوجه إلى بغداد سيطرح على الحكومة والقيادات السياسية هناك شروطه المتمثلة ببدائل وضمانات للإقليم. وأشارت إلى وجود اتصالات مباشرة مع رئيس "التحالف الوطني" الحاكم في العراق عمار الحكيم، من أجل التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف، ويجنّب العراقيين بجميع مكوّناتهم خطر المواجهة، مؤكدة أن هذه الاتصالات أدت إلى تخفيف حدة التهديدات ونبرة التحدي التي كانت تصدر من إقليم كردستان الذي بدأ يتحدث كثيراً أخيراً عن البدائل بعد أن كان شعاره حتى وقت قريب "لا بديل عن الاستفتاء غير الاستفتاء".


من جهته، قال عضو البرلمان العراقي عن تيار "الحكمة الوطني"، سليم شوقي، في حديث تلفزيوني، إن الحكيم يجري منذ أيام اتصالات مكثّفة مع قادة كردستان من أجل إقناعهم بالتخلي عن إجراء الاستفتاء. وأعلن "التحالف الوطني" رفضه القاطع وعدم اعترافه بنتائج استفتاء الانفصال، وذلك بعد اجتماع للهيئة القيادية فيه أمس الثلاثاء. كذلك دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، إلى مواصلة الحوارات بين الأطراف السياسية لاحتواء الأزمة السياسية في البلاد على خلفية عزم إقليم كردستان إجراء الاستفتاء.

وعلى الرغم من دعوات التهدئة التي صدرت من أطراف لها علاقة مباشرة بأزمة الاستفتاء، إلا أن سلطات الإقليم ما زالت تتبع كل السبل للمضي بالاستفتاء، إذ أصدرت لجنة الفتوى في الإقليم فتوى "شرعية" تؤيد إجراء استفتاء الانفصال، مؤكدة في بيان أن "الاستفتاء شرعي وقانوني ودستوري". يأتي ذلك في ظل تصاعد موجة الرفض الإقليمي والدولي لاستفتاء الانفصال، إذ حذر وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، من أن تقسيم العراق أو سورية قد يؤدي إلى اندلاع صراع عالمي. وقال جانيكلي إن أنقرة لن تسمح بإقامة دولة على أساس عرقي في جنوب البلاد، مضيفاً: "لا يجب أن يشك أحد في أننا سنتخذ كل ما يلزم من خطوات وقرارات لوقف تنامي عوامل الخطر".