وزير الخارجية القطري يدعو لإسهام دولي جاد بمكافحة الإرهاب

وزير الخارجية القطري يدعو لإسهام دولي وإقليمي جاد في مكافحة الإرهاب

17 سبتمبر 2017
ثمة أسباب اجتماعية واقتصادية وعوامل أيديولوجية لنشوء الإرهاب(فرانس برس)
+ الخط -

دعا وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأحد، إلى إسهام دولي جاد بمكافحة الإرهاب، مبيّناً أن العلاقة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأميركية تواجه تحدّياً كبيراً يتمثل في تسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

وبدأ في فندق كونراد بمدينة نيويورك، اليوم، منتدى أميركا والعالم الإسلامي الـ 13، بحضور أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتنظم المؤتمر اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بالخارجية القطرية، وتشارك فيه نخبة من السياسيين والمسؤولين والأكاديميين من الولايات المتحدة وأنحاء العالم الإسلامي.

أكّد وزير الخارجية القطري خلال افتتاح المنتدى أن "عقد منتدى أميركا والعالم الإسلامي في هذا الوقت يكتسب أهمية خاصة، بسبب زيادة حدّة النزاعات والانقسامات السياسية والأيديولوجية، التي أدّت إلى عدم الاستقرار في العديد من مناطق العالم".

وأضاف الوزير القطري أن "بعض القضايا العادلة للشعوب ما زالت دون حلول، على الرغم من صدور عدة قرارات أممية بشأنها، الأمر الذي يتطلّب توجيه الجهود الدولية نحو تطبيق القرارات وإنفاذ الشرعية الدولية ووقف ازدواجية المعايير في هذا الشأن ونشر ثقافة التفاهم والتعايش، على الرغم من الاختلاف بعد تحقيق العدالة ولو نسبياً"، مبيناً أنه "لا يمكن أن نسمّي واقع الاحتلال أو الطغيان تعايشاً مع الآخر".

ودعا دول العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأميركية إلى ضرورة العمل على تعميق العلاقات القائمة على الحوار الدائم والصريح، وعلى أسس الاحترام والتفاهم المتبادل التي يجب تكريسها كمبادئ للتعامل بين الدول.

وحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا)، فإن المنتدى الذي يستمرّ على مدار يومين يناقش "فرص تعزيز التعاون بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأميركية".

في هذا الإطار، بيّن الوزير أن "هناك جهوداً متواصلة لترسيخ الحوار بين الحضارات والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، وأنشئت من أجل ذلك مؤسسات وطنية مثل مركز الدوحة لحوار الأديان، فضلاً عن منتدى الدوحة السنوي واستضافة العديد من المؤتمرات واللقاءات التي تعزّز هذا التوجه".

وأضاف أن هذا المنتدى "أنشئ في عام 2002 تحت اسم مؤتمر الدوحة حول العلاقات الأميركية مع العالمين العربي والإسلامي، وذلك ضمن الجهود العالمية لمعالجة تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001 الإرهابية، التي وقعت في الولايات المتحدة".



وقد أوضح الوزير القطري أن "الفترة السابقة ازدادت فيها مظاهر التعصّب والفهم الخاطئ للدين وربطها بالإرهاب"، مؤكداً أن "الأديان بريئة من الإرهاب وأن المتطرفين موجودون في كافة المجتمعات والدول وينتمون إلى مختلف الديانات".

وبيّن أن "ثمة أسباباً اجتماعية واقتصادية وعوامل أيديولوجية لنشوء الإرهاب"، مؤكداً في هذا الصدد أن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول العالم الإسلامي يمكنها أن تؤثّر فيها وتتأثر بها.

وأشار إلى أن "المجتمع الدولي بحاجة إلى الكثير من قنوات التواصل ومنصات الحوار مثل هذا المنتدى لمد الجسور وترسيخ التعاون بين الشعوب والدول والتسامح بين أصحاب العقائد وأتباع الديانات والمذاهب المختلفة، والعمل على معالجة التشويه الذي يحدثه المغرضون والجهلة والمتطرفون".

حول التحديات والمخاطر في الشرق الأوسط، قال الوزير إن "العلاقة المتميّزة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأميركية تواجه تحدّياً كبيراً يتمثل في تسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط"، مشيراً في هذا الصدد إلى استمرار الفشل في تحقيق السلام بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والكيل بمكيالين وتفضيل فرض سياسة الأمر الواقع على مبادئ العدالة والإنصاف لتحقيق المصالح الضيقة قصيرة المدى.

وأعرب الوزير عن تطلعه، في ظلّ الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مثمّناً جهودها في هذا الشأن لبذل مزيدٍ من الجهود لإعادة استئناف المفاوضات الجادة لتسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.

وقال في ختام كلمته إن دولة قطر أكّدت دوماً رفضها المطلق لجميع أشكال التعصّب والتطرف وما تولّده من عنف وإرهاب، كما دعت إلى ضرورة الإسهام الجاد ضمن إطار الجهود الدولية والإقليمية في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تتناقض مع قيم كل الديانات السماوية والحضارات الإنسانية.
(قنا)