محتجون تونسيون يحتشدون وسط العاصمة احتجاجاً على قانون المصالحة

أعضاء "مانيش مسامح" يتظاهرون وسط العاصمة التونسية: قانون المصالحة اعتداء على الثورة

16 سبتمبر 2017
مشهد من الاحتجاجات في شارع الحبيب بورقيبة اليوم(العربي الجديد)
+ الخط -

"ثورة ثورة تستمر والقانون لن يمر"، "لا تصالح ولا تسامح مع الفساد"، "مانيش مسامح والقانون لن يمر"، "17 ديسمبر/كانون الأول ثورة ثورة"، "نظام أكله السوس هذه ليست ثورة... هذه ضيعة محروس"؛ تلك بعض الشعارات التي رفعها المحتجون وأعضاء حملة "مانيش مسامح"، الذين توافدوا بأعداد غفيرة، مساء اليوم السبت، على شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية، احتجاجًا على قانون المصالحة الذي تمت المصادقة عليه من قبل مجلس نواب الشعب.

وشهد شارع الحبيب بورقيبة تعزيزات أمنية مكثفة، وتطويقًا لأغلب الشوارع والمداخل المؤدية إليه، ولكن مع ذلك نجح المحتجون الذين انطلقوا من تمثال ابن خلدون، بالقرب من المسرح البلدي، في الاقتراب من مقر وزارة الداخلية، رافعين عدة شعارات منددة بقانون المصالحة وبأي قمع قد يطاولهم.

وشهدت المسيرة حضور بعض جرحى الثورة وعائلات الشهداء، ورفعت خلالها الراية الوطنية، وتعالت الهتافات والتصفيق وأطلقت الشماريخ، في الوقت الذي فرض أعضاء حملة "مانيش مسامح" طوقًا بشريًّا كي لا تنفلت الأمور في ظل تسرب شائعات، صباح اليوم، حذرت من إمكانية تسرب منحرفين ومأجورين لإفساد المسيرة.

وقال عضو حملة "مانيش مسامح "، شرف الدين القليل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ قانون المصالحة والمصادقة عليه في الجلسة العامة جريمة ارتكبت في حق الشعب التونسي وضد شهداء الثورة وضد تاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول، والذي يعتبر رمز الثورة التونسية.

واعتبر المتحدث ذاته أن حملة "مانيش مسامح" هي القاطرة التي تجمع الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني الذين يتقاسمون شواغل الثورة وآلام عائلات شهدائها، معتبرًا أن هذه المسيرة هي "ضد الخيانات التي مارسها الحكام"، وأن هذا القانون "سقط أخلاقيًّا و قانونيًّا ودستوريًّا".

وبيّن أنّ "المحتجين اليوم، والشعارات التي رفعوها، هي رسالة لأهالي شهداء الثورة، وأنهم لن يفرطوا في الثورة التونسية".

واعتبر الناشط الحقوقي، وأستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك، أن الرسالة التي أرادوا تبليغها هي "تجديد رفضهم لقانون المصالحة ومعارضتهم لهذا القانون الذي تمت المصادقة عليه بطريقة مخالفة للدستور"، معتبرًا أن "هذه التظاهرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فالاحتجاج على هذا القانون سيتواصل وسيستمر".

واعتبر بن مبارك في تصريح لـ"العربي الجديد" أن عديد المؤشرات تنبئ بأن المستقبل لن يكون جيدًا، مبينًا أن "الحضور المكثف للتونسيين دليل على الوعي بالمخاطر القادمة"، معتبرًا أن التواجد الأمني المكثف، ومحاولة "عسكرة" شارع الحبيب بورقيبة، وكأن تونس في حالة حرب؛ مسألة خطيرة وغير طبيعية، في حين أن المحتجين قاموا بمسيرة سلمية.

وأكدت المشاركة في الاحتجاج، هيفاء منصوري، لـ"العربي الجديد"، أن هذه المسيرة "هي رد على التجاوز الذي حدث في قبة البرلمان، والاتفاق الذي حصل بين النهضة والنداء لتمرير هذا القانون"، معتبرة أن "الشعب التونسي ضد هذا القانون، وضد طريقة التصويت التي حصلت في البرلمان".