النظام السوري وروسيا يخرقان اتفاق أستانة لـ"خفض التصعيد"

النظام السوري وروسيا يخرقان اتفاق أستانة لـ"خفض التصعيد" بعد يوم من توقيعه

16 سبتمبر 2017
استهدف الطيران الروسي بلدة اللطامنة (Getty)
+ الخط -
في أول خرق لاتفاق خفض التصعيد، الذي تم التوقيع عليه أمس في أستانة، قصفت الطائرات الروسية فجر اليوم السبت عدة بلدات في ريف حماة الشمالي، والمشمولة ضمن اتفاق تخفيف التصعيد في الرابع من مايو/أيار الماضي.

واستهدف الطيران الروسي بلدتي اللطامنة وكفر زيتا شمال حماة، بغارتين جويتين، أسفرتا عن أضرار مادية فقط، تزامناً مع تحليق كثيف لطيران الاستطلاع، في حين قصفت قوات النظام المتمركزة في مدينة حلفايا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ الأحياء السكنية في بلدة اللطامنة.

وكان ريف حماة الشمالي شهد عمليات عسكرية لقوات النظام على منطقتي الجنابرة والزلاقيات خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن الطيران الحربي لم يتدخل في هذه المعارك.

كما قصفت قوات النظام فجر اليوم قرية السكيك بريف إدلب الجنوبي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين شنت الطائرات الحربية غارة بصواريخ عنقودية على مدينة خان شيخون، بريف إدلب الجنوبي ما أسفر عن أضرار مادية، كما سمع دوي انفجار عنيف فجر اليوم يرجح أنه ناجم عن انفجار خزان وقود في بلدة طعوم بريف إدلب الشرقي.

وفي شرق البلاد، قتل عدد من المدنيين وأصيب آخرون جراء غارات روسية على قرى وبلدات في ريف دير الزور الشرقي شملت قرى مراط، خشام، مظلوم، جديد عكيدات، الطابية، بالإضافة إلى مدينة الميادين.

إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها طيران التحالف الدولي يوم الخميس الماضي في ريف دير الزور إلى 120 قتيلاً من المدنيين، بينهم قرابة 100 طفل.

وكانت طائرات التحالف الدولي استهدفت مخيماً للنازحين قرب قرية جديد عكيدات في ريف دير الزور الشرقي، موقعة أكثر من 250 مدنياً بين قتيلٍ وجريحٍ.

وتتزامن هذه الغارات مع مواصلة قوات النظام تقدمها في محيط المدينة، والتي تسعى من خلالها إلى تأمين محيط المطار العسكري، والسيطرة على قرية المريعية؛ وذلك بعد سيطرتها على قرية البغيلية قرب المدينة.

كما تقدمت قوات بشكل محدود، على حساب تنظيم "داعش" الإرهابي في ريف حماة الشرقي. وقالت وسائل إعلام النظام إنه تمت السيطرة على مناطق الشنداخية الجنوبية وضهور الخنزير وأبو طراحة والتلال المحيطة بها شرق تلال الشومرية، مشيرة إلى تواصل المعارك في محيط أبو جريص وسط هجمات من قبل تنظيم داعش بالسيارات المفخخة.

وامتدت انتهاكات قوات النظام لاتفاقية خفض التصعيد إلى محيط العاصمة دمشق، إذ تعرضت أطراف حي جوبر الدمشقي ومحيط وأطراف بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، لقصف صاروخي مكثف من قوات النظام ما تسبب بأضرار مادية.

وقال ناشطون إن أكثر من 20 صاروخ أرض ـ أرض سقطت على هذه المناطق منذ ليلة أمس وحتى صباح اليوم.


طائرات يُعتقد أنّها روسية تقصف مواقع "قسد" في دير الزور


وفي السياق، أقدمت طائرات حربية، اليوم السبت، على استهداف مقاتلين تابعين لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمالي محافظة دير الزور شرقي سورية، ما أسفر عن سقوط جرحى.

وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات سورية الديمقراطية كانت تخوض معركة من الجهة الشمالي لمحافظة دير الزور، وسيطرت على معمل السكّر ومحطّة الكهرباء في تلك المنطقة".

وأضافت المصادر أنّ طائرات حربية يُعتقد أنّها روسية، عرقلت تقدّم "قسد"، وشنّت غارات جوية على المواقع التي تقدّمت إليها.

وأكّدت المصادر، أنّ القصف أسفر عن سقوط ما لا يقل عن سبعة جرحى، جميعهم من المقاتلين.

ولم يصدر عن المعرّفات الرسمية لـ "قسد"، أي بيان أو توضيح حول حقيقة ما جرى، غير أنَّ مطلعين يفسّرون هذه الخطوة، برغبة روسيا الانفراد بالسيطرة على دير الزور من "داعش" عبر قوات النظام، ومنع أي جهة أخرى بمقاسمتها المدينة.

وتحاول "قسد" المدعومة من واشنطن، التسابق مع قوات النظام السوري، المدعومة من موسكو، للتمدّد في أكبر مساحة ممكنة في دير الزور، بغية رسم حدود بينها وبين قوات النظام، على غرار ما حدث في ريفي حلب والرقّة، غير أنّ وصول النظام إلى مدينة دير الزور قبلها، قلّص آمالها بالدخول إلى المدينة، وقصر طموحها بالسيطرة على جزئها الشمالي.

يُذكر أنّ النظام السوري، كان قد تمكّن من فك الحصار عن قواته في مدينة ديرالزور واللواء 137 ومطار دير الزور العسكري، فيما يسعى لعبور ضفّة نهر الفرات لمطاردة "داعش" في شرق المحافظة.