لبنان: الجيش يكشف سبب تحذيرات السفارات الغربية

لبنان: الجيش يكشف سبب تحذيرات السفارات الغربية

15 سبتمبر 2017
سفارات غربية أصدرت تحذيرات لمواطنيها في لبنان(جوزيف براك/فرانس برس)
+ الخط -
​كشف الجيش اللبناني، في بيان أصدره مساء اليوم الجمعة، معلومات عن إحباط مُخطط لتنفيذ "عمل إرهابي" على الأراضي اللبنانية، حضّر له أحد أعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي المُقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.


وأشار الجيش إلى "توقيف 19 شخصاً من أعضاء خلية تنتمي لداعش كانوا يُحضّرون لعملية إرهابية، بإشراف مواطن مصري، اسمه فادي إبراهيم أحمد علي أحمد، الملقب بـ (أبو خطاب)،​ وهو متوارٍ في مخيم عين الحلوة". كما أكد الجيش في بيانه أن مديرية الاستخبارات تواصل تعقب باقي أفراد الخلية، واستمرار التحقيق مع الموقوفين.

وأكدت مصادر سياسية، لـ"العربي الجديد"، أن بيان الجيش صدر بعد موجة التحذيرات التي أطلقتها سفارات غربية لمواطنيها في لبنان. كما دفعت هذه التحذيرات بوزارتي الداخلية والخارجية لإصدار بيانين، تضمنا دعوات تشير إلى "حالة الهلع التي تسببها بيانات السفارات للمُقيمين في لبنان"، وتشدد على "فعالية التنسيق الأمني بين لبنان والدول الصديقة لمكافحة الإرهاب".

وكانت السفارة الفرنسية قد انضمت، اليوم الجمعة، إلى السفارات الغربية التي حذّرت مواطنيها من ارتياد الأماكن العامة في لبنان خلال الأيام القليلة المُقبلة، وتحديداً "كازينو لبنان"، الواقع في منطقة جونية شمالي العاصمة بيروت. ودعت السفارة الفرنسية مواطنيها إلى الحذر وتجنّب الأماكن العامة، بعد يوم على تحذير مماثل وجهته سفارة الولايات المتحدة الأميركية بهذا الشأن.



واستندت بيانات السفارتين إلى "وجود تهديدات إرهابية محتملة للمواقع العامة في لبنان مثل الكازينو"، واللافت كان تحديد الأسبوع الحالي موعداً مُحتملاً لحصول عمل أمني في لبنان. كذلك وصفت البيانات الوضع الأمني بأنه "لا يمكن التنبؤ به"، وأن "هناك تهديداً مستمراً بتنفيذ الهجمات الإرهابية التي يمكن أن تحدث في أيّ وقت في البلد".​

وأكد مصدر دبلوماسي لـ"العربي الجديد" إلغاء السفارة المكسيكية في لبنان احتفالاً كانت بصدد تنظيمه أمس الخميس في "كازينو لبنان".​

في المقابل، أكدت وزارة الداخلية اللبنانية، في بيان‏ أصدرته، أن "التحذيرات الصادرة من سفارات أجنبية مبنية على معلومات أجهزة أجنبية"، وأن "الأجهزة الأمنية اللبنانية تتحرّى عن صحّتها". ودعا البيان إلى "عدم الخوف أو تضخيم الأمور". وكان مواطنون لبنانيون قد عبروا عن حالة سخط من عدم صدور أي تطمين رسمي، بعد تداول بيانات التحذير الصادرة عن السفارات الأجنبية.

وإلى جانب ذلك، دعت وزارة الخارجية اللبنانية البعثات الدبلوماسية، التي تصدر بيانات حرصًا على سلامة رعاياها، إلى "الأخذ بعين الاعتبار الهلع الذي تسببه هذه البيانات على كافة المقيمين لبنانيين وأجانب".

ورأت الخارجية، في بيان أصدرته مساء اليوم، أن "بيانات كهذه يجب أن تندرج ضمن التنسيق، القائم أصلاً، مع وزارة الخارجية والمغتربين وأجهزة الدولة الأمنية، خاصة أن هذه الأخيرة قامت ولا تزال بالتعاطي مع التحذيرات والتهديدات الإرهابية وفق سياسة ردعية مبنية على تنسيق أمني فعّال مع الدول الصديقة، معتمدةً العمل الاستباقي الذي أدى إلى إحباط عدد كبير من المخططات الإرهابية من خلال تفكيك هذه الخلايا وتوقيف أعضائها".

وقد نفى عدد من المواطنين الكنديين في لبنان، لـ"العربي الجديد"، المعلومات التي وردت عن إصدار السفارة الكندية في لبنان تحذيراً لمواطنيها، واقتصرت التحذيرات المنشورة في موقع السفارة على تلك الاعتيادية التي تمنع المواطنين الكنديين من زيارة "الضاحية الجنوبية لبيروت، ومحيط المخيمات الفلسطينية وداخلها، والمنطقة الحدودية شمالي وجنوبي وشرقي لبنان بشكل كامل". ولم يتسن التأكد من خبر عن تحذير السفارتين البريطانية والألمانية لمواطنيهما في لبنان.

وتأتي هذه التحذيرات الغربية بعكس التصريحات السياسية والأمنية للمسؤولين اللبنانيين الذين يؤكدون أن "طرد عناصر تنظيمي داعش والنصرة من الحدود الشرقية مع سورية، إلى جانب استمرار العمل الأمني في الداخل اللبناني لتوقيف خلايا على علاقة بالتنظيمين، قد ساعدا على تحسين الأوضاع الأمنية وتراجع الخطر الذي يمثله التنظيمان في لبنان".​

ولا يقتصر العمل الأمني اللبناني لمكافحة التنظيمين المتطرفين على الأراضي اللبنانية وحسب؛ بل كشفت التطورات الإقليمية والدولية عن تعاون السلطات الأمنية في لبنان مع كثير من الدول في مجال مكافحة "الإرهاب". كذلك تعاونت السلطات السياسية والأمنية مع الدول الغربية التي طلبت تطوير الإجراءات الأمنية في مطار بيروت، نظراً لمخاطر مُحتملة رصدتها الأجهزة الأمنية البريطانية والأميركية في المطار المدني الوحيد في لبنان.


المساهمون