"تحرير الشام" تتصدّع: ثاني أكبر تشكيل عسكري يعلن انشقاقه

"تحرير الشام" تتصدّع: "جيش الأحرار" ثاني أكبر تشكيل عسكري يعلن انشقاقه

14 سبتمبر 2017
تسريبات صوتية عمّقت الخلافات (محمود طه/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن فصيل "جيش الأحرار"، المنضوي في "هيئة تحرير الشام"، وثاني أكبر تشكيل فيها، ليل الأربعاء - الخميس، انشقاقه عنها، على خلفية الهجمة على الهيئة بعد تسريبات صوتية لقياديين فيها، والحديث عن قرب عمل عسكري في إدلب.

وذكر الفصيل، في بيان وصل "العربي الجديد" نسخة منه، أنّ مجلس الشورى في "جيش الأحرار" قرر الانفصال عن "هيئة تحرير الشام"، مشيراً إلى أنه تم "الاتفاق مع قيادة الهيئة على تشكيل لجنة قضائية للنظر في الحقوق".

وأشار البيان إلى أنه "تكررت أحداث مؤلمة على المستوى الداخلي للساحة، ما كنا نرتضيها، وقد تجملنا بالصبر بغية الإصلاح، ورافق ذلك تجاوزات، آخرها التي انتشرت في التسريبات التي تحطّ من قدر حملة العلم الشرعي".

وكانت انتشرت تسريبات صوتية لقياديين في الهيئة، تقلّل من قيمة الشرعيين في الفصيل، وتصفهم بـ"المرقّعين"، وتحيك المؤامرات لإنهاء الفصائل الأخرى في مناطق سيطرتها.

وعلى إثر ذلك، أعلن الشيخان السعوديان، عبد الله المحيسني ومصلح العلياني، ليل الإثنين- الثلاثاء، استقالتهما من الفصيل، احتجاجاً على تجاوزات قياديين، و"انتقاصهم للشريعة".

وأوضح الشيخان، في بيان مشترك، أن "الاستقالة جاءت بعد التجاوز الحاصل من اللجنة الشرعية لتحرير الشام في قتال بعض فصائل الأخير، والتسريبات الصوتية التي تحمل انتقاصاً صريحاً لحملة الشريعة على نحو خطير".

وبعد استقالة المحيسني والعلياني، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، أن قرابة مائة عنصر من تنظيم "هيئة تحرير الشام" انشقوا بسلاحهم وفروا إلى مناطق سيطرة "حركة أحرار الشام" في جبل شحشبو بريف حماة الغربي.

وتحدثت أنباء عن انشقاق كل من "كتيبة الأنصار والمهاجرين" في منطقة سرمدا بريف إدلب الشمالي، و"كتيبة سيوف الإسلام" بريف حلب الغربي عن تنظيم "هيئة تحرير الشام".

يذكر أن "جيش الأحرار"، الذي يعتبر ثاني أكبر تشكيل في الهيئة، بعد "فتح الشام" (النصرة سابقاً)، انشق عن حركة "أحرار الشام الإسلامية"، نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، نتيجة خلافات داخلية، ثم انضم إلى "تحرير الشام".

وسبق أن انشقت حركة "نور الدين الزنكي" عن "تحرير الشام" قبل نحو شهرين، بسبب اعتداء الأخيرة على "أحرار الشام"، كما أعلن شرعيان سعوديان انشقاقهما عن الهيئة أيضاً، على خلفية التسريبات الصوتية.

وتأتي هذه الأحداث بالتزامن مع اجتماعات "أستانة 6" التي تحتضنها العاصمة الكازاخية، والتي تتمحور حول فرض منطقة "تخفيض تصعيد" في إدلب، والحديث عن قرب عمل عسكري في المحافظة أيضاً، بتوافق تركي - روسي.