النظام يواصل خرق هدنة الغوطة...والشرطة الروسية تصل إلى حمص

قوات النظام تواصل خرق هدنة الغوطة... وشرطة عسكرية روسية تصل إلى حمص

07 اغسطس 2017
جاء هجوم النظام السوري بعد قصف مستمر (محمد عياد/الأناضول)
+ الخط -
شنت قوات النظام السوري، صباح اليوم الإثنين، هجوماً عنيفاً على محاور وادي عين ترما وزملكا في غوطة دمشق الشرقية، على الرغم من سريان اتفاق خفض التوتر في المنطقة، حيث اندلعت معارك عنيفة مع المعارضة السورية المسلحة في المنطقة، فيما وصلت أولى دفعات الشرطة العسكرية الروسية إلى ريف حمص الشمالي تنفيذاً لبنود اتفاق خفض التوتر.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام تشن هجوماً منذ صباح اليوم على مواقع المعارضة السورية المسلحة في محاور وادي عين ترما وزملكا، انطلاقاً من المتحلق الجنوبي، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف خلال محاولة التقدم، كما تدور معارك بين الطرفين في حي جوبر شرق مدينة دمشق.

وفي الشأن ذاته، قال "مركز الغوطة الإعلامي" إنّ اشتباكات عنيفة تدور على جبهة وادي عين ترما في الجبهات الغربية من الغوطة الشرقية بين "فيلق الرحمن" وقوات النظام السوري.
وجاء الهجوم من قوات النظام، وفق مصادر، بعد قصف مدفعي وصاروخي مستمر على الأحياء السكنية في مدينة عين ترما منذ مساء أمس وحتى فجر اليوم، ما أسفر عن إصابة العديد من المدنيين بينهم امرأة، فضلاً عن أضرار مادية جسيمة.

وشن طيران النظام السوري منذ صباح اليوم سبع غارات بصواريخ فراغية على الأحياء السكنية في مدينة عين ترما، ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنها بعد.
وتستمر قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات أجنبية ومحلية في خرق اتفاق خفض التوتر الموقع في القاهرة بين ممثلين عن المعارضة وروسيا، وتتذرّع بمهاجمة مواقع تقع تحت سيطرة "جبهة النصرة".
وكان طيران النظام قد قصف أمس الأحد مدينة عين ترما وحي جوبر بتسع غارات، فضلاً عن القصف المدفعي والصاروخي، كما طاول القصف بلدات النشابية وحزرما والزّريقية وتل فرزات وجسرين.

في غضون ذلك، وصلت أولى دفعات الشرطة العسكرية الروسية إلى ريف حمص الشمالي، تنفيذاً لبنود اتفاق خفض التوتر في ريف حمص الشمالي.

وقالت مصادر محلية متطابقة، لـ"العربي الجديد"، إن الشرطة العسكرية الروسية وصلت إلى حاجز قوات النظام السوري في أطراف بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي والذي يعرف بـ"معبر الدار الكبيرة"، ورفعت العلم الروسي فوق الحاجز.

وأوضحت المصادر أن مهمة هذه القوات تفتيش المواد التجارية والمواد التي سوف يقوم التجار بإدخالها إلى ريف حمص، وفق بنود الاتفاق الذي تم في القاهرة بضمانة روسية.

ولم يُعرف على الفور ما إذا كانت من مهام تلك الشرطة مراقبة وقف إطلاق النار، أم أن مهامها سوف تقتصر فقط على التفتيش، وفق المصادر التي أكدت أن الشرطة العسكرية الروسية جلبت مجموعة من الكلاب البوليسية من أجل عمليات التفتيش.

وتوجد في ريف حمص الشمالي عدة معابر، أهمّها معبر الدار الكبيرة، ومعبر تحويلة مصياف ومعبر تيرمعلة، وهي عبارة عن حواجز كبيرة يحاصر النظام السوري من خلالها مناطق سيطرة المعارضة السورية في المنطقة.

 
في شأن متصل، أفادت مصادر مختلفة أن النظام استقدم مزيدا من القوات إلى محاور القتال مع تنظيم "داعش" في ناحية السلمية ريف حماة الشرقي، حيث تدور معارك بالتزامن مع تقدم قواته في ريف حمص الشمالي الشرقي وسيطرتها على مدينة السخنة.
وفي حديث مع "العربي الجديد" أكّد القيادي العسكري في فصائل المعارضة بريف حماة، أبو خالد، أنهم رصدوا وصول أرتال إلى ناحية السلمية، تم إرسالها من القلمون ومن نقاط عسكرية أخرى في ريف دمشق، ومن ريف حمص إلى ريف حماة الشرقي غالبيتهم من عناصر مليشيا "درع القلمون"، وذلك بهدف توسيع الحملة العسكرية التي يشنها النظام ضد "داعش" في المنطقة.
ويشار إلى أنّ ريف السلمية الشرقي هو امتداد لريف حمص الذي يشهد تقدماً كبيراً من قوات النظام على حساب التنظيم في الآونة الأخيرة، وتأتي معارك ريف حماة الشرقي عقب تمكن النظام من تحقيق طوق عسكري يحيط بمناطق وجود داعش في كل من ريفي حماة وحمص، وهذا ما جعله يرسل تعزيزات عسكرية جديدة لاستكمال طوقه وبدء عمليات الاقتحام في عقر معاقل التنظيم.
وفي هذا الشأن، أظهرت صفحات موالية للنظام السوري على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تناقلتها تظهر عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى ريف حماة الشرقي، التي قالوا عنها إنها حشود عسكرية لقتال التنظيم بعد هجوم نفّذه في مناطق ممتدة في ريف حماة الشرقي، ردّاً على سيطرة النظام على مدينة السخنة، آخر معاقل داعش في ريف حمص.
وفي السياق نفسه، تحدّث الناشط الميداني بريف حماة الشرقي، ياسين المحمد، عن وصول قرابة 350 عنصرا إلى مواقع النظام شرق ناحية السلمية، مزودين بعتادهم الكامل، ترافقهم آليات عسكرية.
وأشار في حديث مع "العربي الجديد" إلى خوف كبير بين أهالي مدينة السلمية التي تضم مختلف الطوائف الدينية، مع عمليات نزوح من المدينة إلى مناطق أخرى خوفاً من القصف المتبادل بين النظام و"داعش"، وخاصة أن التنظيم كثّف محاولاته في العام الجاري لاقتحام مناطق في محيط مدينة السلمية، وتحمل المدينة مكانة سياسية مهمة، لكونها تضم أكثر من خمس طوائف دينية مختلفة.
ويذكر أن قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها تكبدت خسائر بالعتاد والأرواح جراء المعارك وعمليات القصف المتبادلة مع تنظيم "داعش"، في حين يقصف الطيران الروسي مناطق سيطرة التنظيم بشكل عشوائي ومكثف ما أوقع ضحايا من المدنيين.