فوائد إسرائيلية من الدور المصري في سورية

"هآرتس": فوائد إسرائيلية من الدور المصري في سورية

21 اغسطس 2017
التقارب بين مصر والأسد بدأ في عهد السيسي(Getty)
+ الخط -
قال محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، في تقرير نشر اليوم الإثنين، إن الدور المصري المتصاعد في سورية والقائم على دعم نظام بشار الأسد وتأييده، يشكل مفاجأة للتطورات في سورية، لكنه يحمل أيضاً جوانب إيجابية لإسرائيل، لجهة توفير طرف عربي، بالإضافة إلى الأردن، يبدي تفهماً للمصالح والاحتياجات الأمنية الإسرائيلية في سورية.

وزعم برئيل أن "مصر ساهمت، أخيراً، في تثبيت اتفاقين لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وفي حمص، أي في المناطق المشمولة في خارطة مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق بشأنها في شهر مايو/أيار الماضي بين روسيا وتركيا وإيران". وكشف برئيل أن "تدخل مصر، جاء بعد أن حصلت على "إذن" من المملكة العربية السعودية".

واعتبر الصحافي الإسرائيلي، في تقريره، أن "التدخل المصري مهم لإسرائيل، لأن الأخيرة ترحب بكل تدخل لطرف ناشط في وقف النفوذ الإيراني في سورية، لأن ذلك يخدم المصالح الإسرائيلية"، مبيناً أن "من شأن إسرائيل أن تشجع الدول العظمى، على القبول بالدور المصري في سورية لضمان شريك عربي إضافي إلى جانب الأردن، يتعامل بإيجابية مع مصالحها".

وبحسب التقرير، "تعود جذور الموقف المصري للعام 2013، عند إطلاق نظام الانقلاب برئاسة عبد الفتاح السيسي تصريحات مؤيدة للجيش السوري، ولاحقاً تصويت مصر إلى جانب اقتراح روسي في مجلس الأمن، وهو ما أثار في حينه غضباً سعودياً، لكن الأزمة الخليجية وانضمام مصر لدول الحصار على قطر، من جهة وسعي السعودية لتحجيم الدور التركي، ساهم في دفع السعودية باتجاه تخفيف معارضتها للتحرك المصري في سورية".

واعتبر أن "مصر التي تملك علاقات جيدة مع روسيا أيضاً، تعمل، أخيراً، على إعادة العلاقات الطبيعية بينها وبين سورية، وفي حال تحقق ذلك، يكون تطوراً مهماً بالنسبة لروسيا، لأن ذلك يعني في حال عودة العلاقات بين مصر وسورية إلى ما كانت عليه، منح شرعية عربية لنظام الأسد، وبالتالي فإن مصر ستسحب البساط في هذه الحالة، من تحت أقدام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتصادر منه الورقة السورية".

مع ذلك، يرى برئيل أنه سيكون مبالغا فيه الادعاء أن دور وتدخل إيران في سورية سيتبخر بسبب التدخل المصري، إذ يدين النظام السوري بحياته لكل من إيران وروسيا، وستبقى الدولتان في السياق السياسي والدبلوماسي أيضاً، العمق الاستراتيجي للنظام في سورية.