"أحرار الشام" تعيّن سلفيّاً "إصلاحيّاً" قائداً جديداً لها

"أحرار الشام" تعيّن سلفيّاً "إصلاحيّاً" قائداً جديداً لها

02 اغسطس 2017
تعوّل الحركة على صوفان لانتشالها من أزمتها (فيسبوك)
+ الخط -
أعلنت حركة "أحرار الشام"، كبرى فصائل المعارضة السورية المسلحة، تعيين قائد جديد لها، بعد أيام من صدام مع "هيئة تحرير الشام"، التي تشكل "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا) ثقلها الرئيسي، أفضى إلى خروج مقاتلي الحركة من معاقلها الأهم في محافظة إدلب، شمال غربي سورية. 

وأوردت الحركة، في بيان مقتضب مساء أمس الثلاثاء، أن مجلس شورى الحركة عين حسن صوفان (أبو البراء) قائدًا عامًا لها، عقب قبول استقالة القائد الحالي علي العمر (أبو عمار) من منصبه.


وكان صوفان خرج في صفقة تبادل للأسرى بين الحركة وقوات النظام، منتصف العام الماضي، بعد اعتقال دام 12 عامًا، إثر تسليمه من قبل السلطات السعودية إلى نظام الأسد، وفق مصادر معارضة.

وكشفت المصادر أن "صوفان أدى دورًا بارزًا في استعصاء قام به معتقلون ينتمون إلى تيارات إسلامية في سجن صيدنايا سيئ السمعة شمال شرقي دمشق عام 2008". وأوضحت أن "حسن صوفان المولود في محافظة اللاذقية السورية عام 1979، والذي تعلم العلوم الشرعية في جامعة الملك عبد العزيز في السعودية، سلفي إصلاحي، وصاحب نفوذ بالتيار السلفي الجهادي".

وكان مقاتلو الحركة انسحبوا من مواقعهم في محافظة إدلب، منذ نحو أسبوعين، إلى مواقع لها جنوبي إدلب في جبل شحشبو، وسهل الغاب، والجزء الشرقي من جبل الزاوية، وجزء من سراقب.

ويعوّل مناصرو الحركة على القائد الجديد في انتشالها من أزمة تكاد تبعدها عن المشهد السوري، في ظل محاولات من "هيئة تحرير الشام" الهيمنة على مجمل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال وشمال غربي سورية.

وكانت "حركة أحرار الشام" تأسست في أواخر عام 2011، من اتحاد فصائل عدة في ريف إدلب لمواجهة نظام الأسد، الذي واجه الحراك الثوري السلمي بعنف، دفع المعارضة السورية إلى انتهاج العسكرة للرد على الانتهاكات الدموية بحق المتظاهرين.

وبدأت "حركة أحرار الشام" نشاطها ضد قوات النظام، منذ ذلك الحين، واستطاعت خلال فترة زمنية قصيرة تحقيق انتصارات عسكرية مهمة، وانتزعت السيطرة على العديد من المناطق في عموم سورية. ولكن النقلة الكبرى في مسيرة الحركة العسكرية كان اشتراكها مع فصائل أخرى في السيطرة على مدينة الرقة في شرق البلاد في بدايات عام 2013، وقد باتت، منذ ذاك الحين، من أبرز الفصائل التي تواجه قوات النظام والمليشيات التي تساندها، وأصبح لها حضور على مختلف جبهات الصراع مع النظام.

وتعرّضت "حركة أحرار الشام" لضربة كادت أن تطيح بها، حين قتل قائدها، وأحد أبرز مؤسسيها، وهو حسان عبود (أبو عبد الله الحموي) وشقيقاه، مع أكثر من 45 قيادياً آخرين، في سبتمبر/أيلول من عام 2014، كانوا في اجتماع لمجلس شورى الحركة في بلدة رام حمدان، بريف إدلب شمالي سورية، في تفجير لا يزال الغموض يلفه، إذ لم يصدر اتهام واضح لجهة معينة بالوقوف وراءه.