بانتظار "ساعة الصفر"... أجواء حرب في محيط تلعفر

بانتظار "ساعة الصفر"... أجواء حرب في محيط تلعفر

20 اغسطس 2017
تنتظر القوات العراقية ساعة الصفر لمهاجمة تلعفر(محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من عدم إعلان القوات العراقية عن الانطلاق الرسمي لمعركة تحرير بلدة تلعفر، غرب الموصل، من سيطرة تنظيم "داعش"، إلا أن أجواء الحرب تحيط بالبلدة من جميع جوانبها، في ظل وصول الآلاف من عناصر القوات العراقية وعناصر مليشيا "الحشد الشعبي" إلى محيط تلعفر، واستمرار القصف الجوي لمواقع التنظيم داخل البلدة. ووفقاً لعقيد في وزارة الدفاع العراقية، تحدث إلى "العربي الجديد"، فإن أعداداً كبيرة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب بدأت بالانتشار في محيط بلدة تلعفر. وأوضح أن القوات العراقية المشتركة باشرت استعداداتها لشنّ المعركة من خلال حفر المواضع القتالية، وإنشاء سواتر ترابية لصد الهجمات المحتملة بالسيارات المفخخة. وأشار إلى تعرض مواقع "داعش" داخل تلعفر إلى قصف جوي عراقي مكثف من أجل تفكيك دفاعات التنظيم قبل "ساعة الصفر" التي أصبحت قريبة، بانتظار إعلانها من قبل القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، مؤكداً أن الآلاف من عناصر مليشيا "الحشد الشعبي" سيشاركون في المعركة.

في هذه الأثناء، أكدت مليشيا "الحشد الشعبي" أن قواتها تتجمع على خط التماس مع بلدة تلعفر استعداداً لخوص المعركة المرتقبة، موضحة، في بيان، أن قطعات اللواء الثاني في المليشيا تنسق مع طيران الجيش العراقي، والقوات الأخرى المشاركة في المعركة. وأضاف البيان أن "الحشد تطور كثيراً في جميع المجالات العسكرية"، موضحاً أن "داعش" في حالة ارتباك وتوتر، الأمر الذي سيسهل تحرير تلعفر، بحسب البيان. وأكد المتحدث باسم مليشيا "الحشد الشعبي"، أحمد الأسدي، أن 20 ألف عنصر من المليشيا سيشاركون في معركة تلعفر، موضحاً أن المعركة ستستغرق عدة أسابيع. وأشار إلى أن العبادي هو الذي سيحدد "ساعة الصفر" لبدء المعركة، موضحاً، خلال مقابلة متلفزة، أنه تم الحصول على معلومات تشير إلى وجود مقاتلين أجانب في صفوف "داعش" في تلعفر. وتابع "لن نحتاج لوقت طويل، بل تقريباً عدة أسابيع"، وهو ما أكده الأمين العام لمليشيا "النجباء"، أكرم الكعبي، الذي شدد على أن معركة تلعفر لن تستمر أكثر من شهر واحد، مبيناً أن فصيله سيشارك بشكل فاعل في المعركة على الرغم من الضغوط الدولية، خصوصاً الأميركية. وأضاف أن "خطة تحرير تلعفر وضعت بشكل كامل، وجميع الجهات المشاركة في التحرير جاهزة للشروع بالمعركة"، مؤكداً، في بيان، أن الجميع يحاول إبعاد "الحشد الشعبي" عن تلعفر. وأشار إلى أن الشخص الوحيد المسؤول عن إعلان ساعة الصفر لمعركة تلعفر هو العبادي، مطالباً بموقف سياسي لدعم "الحشد". وعبر الكعبي عن أمله في أن ترفض الحكومة العراقية أية اتفاقية مع الولايات المتحدة لتدريب القوات العراقية، وعدم القبول بعمل الشركات الأجنبية في البلاد، داعياً للاعتماد على "الحشد الشعبي" بدلاً من الشركات الأمنية التي تقف خلفها دول مثل إسرائيل وأميركا، على حد قوله.



المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، حاول التقليل من أهمية مشاركة مليشيا "الحشد الشعبي" في المعركة، من خلال التأكيد على أن قيادة العمليات العراقية المشتركة هي المسؤولة عن تحرير المناطق وتقسيم المحاور بين القطعات المشاركة في العمليات العسكرية، مشدداً، في تصريح صحافي، على عدم منح أية جهة الأفضلية على حساب الأخرى. ورجح أستاذ الاستراتيجية في جامعة النهرين، علي البدري، حدوث مشاكل كبيرة بعد انطلاق معركة تلعفر، بسبب عدم التنسيق بين القطعات المقاتلة هناك، مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أن مليشيا "الحشد الشعبي" زجت بأعداد كبيرة من مقاتليها في محيط تلعفر، غير مبالية بالاعتراضات الداخلية والخارجية على مشاركة المليشيات في المعارك. وأشار إلى أن بعض قطعات "الحشد الشعبي" تمركزت في محاور مهمة قرب تلعفر، من دون أن تنسق مع القوات العراقية، متوقعاً أن تندلع شرارة التوتر بمجرد اشتراك القوات الأميركية، سواء كانت الجوية أم البرية، في المعركة، بسبب رفض فصائل "الحشد" مثل هذه المشاركة.

وفي الوقت الذي تنتظر فيه القوات العراقية "ساعة الصفر" لانطلاق معركة تلعفر، تتضارب الأنباء بشأن استبعاد قادة عسكريين عراقيين من المعركة. وذكرت قيادة العمليات العراقية المشتركة أنها وحدها المعنية بعملية التخطيط والإعداد للعمليات العسكرية، وتحديد نوع وحجم القطعات المشاركة، ومحاور كل عملية، وتأمين التنسيق الكامل بين القطعات العراقية أثناء العمليات العسكرية، موضحة، في بيان، أن مسألة اختيار القادة والآمرين وأسماء التشكيلات المشاركة في أية عملية عسكرية من مسؤولية وزارة الدفاع، بما يخص الجيش. وأشارت إلى أن وزارة الداخلية مسؤولة عن تشكيلات الشرطة الاتحادية والرد السريع وحرس الحدود وجهاز مكافحة الإرهاب، فيما تعتبر مليشيا "الحشد الشعبي" مسؤولة عن تشكيلاتها، مؤكدة عدم وجود أي توجه لاستبعاد أو منع أي قائد عسكري من المشاركة في معركة تلعفر، من دون الإشارة بالاسم إلى القائد في جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، الذي قالت مصادر عسكرية عراقية إنه منع من المشاركة في المعركة المرتقبة. ونقلت وسائل إعلام عراقية عن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق أول ركن طالب شغاتي، تأكيده عدم السماح لعبد الوهاب الساعدي بالاشتراك في معركة تلعفر. وقالت مصادر عسكرية إن شغاتي يخشى من تعاظم شعبية الساعدي بسبب الإنجازات التي حققها في معارك سابقة، في ظل تصاعد الدعوات لإنشاء نصب تذكاري له في مدينة الموصل التي أعلن عن تحريرها في يوليو/ تموز الماضي. يشار إلى أن الساعدي سبق أن قاد معارك لجهاز مكافحة الإرهاب خلال تحرير الفلوجة، غرب العراق، والموصل شمالاً. ويسيطر تنظيم "داعش" على تلعفر منذ منتصف العام 2014، وقد تأخر الإعلان عن معركة تحرير المدينة بسبب المعارضة الداخلية والخارجية، خصوصاً تركيا، لمشاركة مليشيا "الحشد الشعبي" في المعركة.