الجيش اللبناني: لا تنسيق مع حزب الله بمعركة "الجرود"

الجيش اللبناني: لا تنسيق مع حزب الله في معركة "فجر الجرود"

19 اغسطس 2017
الجيش أطلق المرحلة البرية من عمليته (حسين بيضون)
+ الخط -
نفى مدير التوجيه في الجيش اللبناني، العميد علي قانصوه، اليوم السبت، وجود "أي تنسيق مباشر أو غير مباشر مع النظام السوري أو حزب الله في المعركة التي تم إطلاقها لتحرير الأراضي اللبنانية من تنظيم داعش الإرهابي".

وقال قانصو، في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الدفاع شمالي العاصمة بيروت، بعد ساعات قليلة على إطلاق المعركة التي تحمل عنوان "فجر الجرود"، إن "الجيش أطلق المرحلة البرية من عمليته التي تستهدف 600 مقاتل من داعش ينتشرون في الجرود اللبنانية، بعد قصف تمهيدي استمر لمدة أسبوعين".

وأشار إلى أن مقاتلي "داعش" يتمتعون بانتشار مُتمكن في الجرود التي ينتشرون فيها منذ سنوات، "ويتميزون بتحصين مرابض الهاون التي يستخدمونها، إضافة إلى الحركية العالية التي يتمتع بها العناصر الموزعون على 4 مجموعات بسبب استخدامهم للدراجات النارية".

ويمتلك مقاتلو "داعش" مجموعة أسلحة خفيفة ومتوسطة وقناصات إلى جانب الآليات رباعية الدفع المزودة بالرشاشات.

وأوضح قانصو في مؤتمره الصحافي عدم التنسيق مع النظام السوري و"حزب الله"، وأكد أنه "لا نقاط مشتركة على الخريطة تستوجب أو تفترض أي لقاء مع الطرفين".

ولم يحدد العميد اللبناني أمداً زمنياً للمعركة، بل ربطها بـ"انتهاء سيطرتنا على كامل الأراضي اللبنانية وحتى آخر نقطة قبل الأراضي السورية".

ونفى وجود أي معلومات عن مصير تسعة عسكريين خطفهم التنظيم خلال معركة عرسال عام 2014.




الجيش يسيطر على 30 كيلومتراً مربعاً


وفي أعقاب ذلك، أعلن الجيش اللبناني السيطرة على مساحة 30 كليومتراً مربعاً من أصل 120 كيلومتراً تحت سيطرة تنظيم "داعش" في جرود بلدات الفاكهة ورأس بعلبك والقاع، في اليوم الأول من عملية "فجر الجرود".


وأشار العقيد، نزيه جريج، إلى جرح عشرة عسكريين خلال السيطرة على 3 تلال و‏إزالة الألغام. كذلك أشار إلى استمرار العملية حتى "تحرير كافة الأراضي اللبنانية ودحر الإرهابيين".

وكانت ساعات الظهر قد شهدت استسلام مجموعة من "داعش" لعناصر من "حزب الله" ومقاتلي النظام السوري، واللذين أطلقا عملية موازية للسيطرة على مناطق انتشار التنظيم في الأراضي السورية تحت عنوان "وإن عدتم عدنا".

وكشف عناصر "داعش" المُستسلمون معلومات لم تعرف طبيعتها بعد عن مصير تسعة عسكريين لبنانيين مخطوفين لدى التنظيم الإرهابي منذ عام 2014، وهو ما استدعى توجّه قوة من جهاز الأمن العام اللبناني إلى نقطة معبر الزمراني الحدودية عبر مناطق سيطرة "حزب الله" في جرد بلدة عرسال، في مهمة قال مدير الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، إنها "تحمل قدسية وطنية"، متمنياً على وسائل الإعلام عدم نشر أخبار عنها. كذلك ناشد أهالي العسكريين وسائل الإعلام عدم تداول معلومات غير رسمية عن الموضوع، بعد تسجيل حالات إغماء بينهم نتيجة نقل الأخبار غير الدقيقة.


عون يتابع المعركة

وزار رئيس الجمهورية ميشال عون، صباح اليوم، غرفة العمليات في قيادة الجيش، حيث استقبله قائد الجيش، العماد جوزيف عون، في حضور رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك وعدد من كبار ضباط القيادة.

واطلع الرئيس عون على سير العمليات العسكرية التي بدأ الجيش بتنفيذها فجر اليوم، كذلك تابع النقل المباشر لوقائع تحرك قوى الجيش في المنطقة واشتباكها مع المجموعات الإرهابية، ثم أجرى اتصالاً هاتفياً بقادة الوحدات المقاتلة.

"وإن عدتم عدنا"

في الجانب السوري، حيث يمتد انتشار عناصر "داعش"، أعلن "جهاز الإعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله" عن انطلاق عملية و"إن عدتم عدنا" لـ"تحرير جرود القلمون الغربي من تنظيم داعش، وقد بدأ الحزب والجيش السوري ضرب تنظيم داعش من الجهة السورية بجميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة". وذلك في نفس توقيت إعلان الجيش اللبناني إطلاق المعركة من الجانب اللبناني.

وتشكل هذه المعركة آخر معارك السيطرة على حدود لبنان الشرقية مع سورية، والتي لعب فيها "حزب الله" دوراً محورياً في السيطرة على مواقع انتشار فصائل الجيش السوري الحر و"جبهة النصرة" و"داعش"، والتي أطلقها الحزب عام 2013 واستمرت حتى العام الجاري.

وشكلت معركة جرد عرسال التي انتهت بإجراء صفقة تبادل بين "النصرة" والحزب قبل أسبوعين، أكثر المعارك إثارة للجدل في لبنان، بسبب الانتماء المذهبي لأهالي عرسال، وقرب بقعة المعركة من مخيمات اللاجئين السوريين في جرد البلدة.

كذلك أعلن مدير الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة في تصريحات صحافية أن الجهاز حضّر 45 سيارة إسعاف ذات دفع رباعي مع 175 مسعفاً متطوعاً لمواكبة المعركة، و"هناك نحو 120 سيارة إسعاف إضافية جاهزة حسب الحاجة".


اشتباكات عين الحلوة مستمرة

وبالتزامن مع التطورات الميدانية على حدود لبنان الشرقية مع سورية، شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوبي البلاد، اشتباكات بين مسلحين إسلاميين وعناصر من "القوة الأمنية المشتركة".

وسرعان ما أعلنت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) سحب عناصرها من "القوة المشتركة"، بسبب "عدم التنسيق معها في الاشتباك الأخير". وأسفرت الاشتباكات المستمرة عن مقتل عنصر من القوة من حركة "فتح" وجرح آخرين.