تسريبات العتيبة: سخرية من القيادة السعودية ووصفها بـ"غريبة الأطوار"

تسريبات العتيبة: السفير الإماراتي سخر من القيادة السعودية ووصفها بـ"غريبة الأطوار"

18 اغسطس 2017
العتيبة: لدينا تاريخ أكثر سوءاً مع السعودية من سوانا(فيسبوك)
+ الخط -

أظهرت تسريبات جديدة، كشفت عنها مجموعة القرصنة التي تطلق على نفسها اسم "غلوبال ليكس"، سخرية السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، من القيادة في المملكة العربيّة السعودية، واصفاً إياها بألفاظ نابية.

ويصف العتيبة، بحسب تسريبات بريده الإلكتروني، القيادة السعودية بـ"غريبة الأطوار"، بحسب ما كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، يوم الجمعة، وفقاً لنصوص الرسائل التي حصل عليها عبر مجموعة "غلوبال ليكس".

وكان العتيبة يخاطب في تلك الرسائل زوجته المصرية، عبير شكري، كما يظهر اسمها في البريد، متهكماً على قرار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الرياض، حظر الورود الحمراء في عيد الحب.


وفي رسالة أخرى، مرسلة بتاريخ 21 مايو/أيار هذا العام، يكتب العتيبة، مخاطباً الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، توم فريدمان، أن "أبوظبي خاضت 200 سنة من الحروب مع السعودية بسبب الوهابية"، مضيفاً "لدينا تاريخ أكثر سوءاً مع السعودية من سوانا".

لكنه سرعان ما يستدرك في الرسالة ذاتها قائلاً "مع محمد بن سلمان نحن نرى تغييراً حقيقيّاً، ولهذا نحن متحمّسون. نحن أخيراً نرى أملاً هناك ونريده أن ينجح".

ويكشف مصدر للموقع، في هذا السياق، أن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، يعتبر نفسه مرشد محمد بن سلمان، وأن الرجلين يعقدان ثلاثة اجتماعات شهريّاً.

وفي رسالة أخرى، خلال شهر مايو/أيار أيضاً، يخاطب العتيبة أحد الموظّفين الكبار في "مركز التقدّم الأميركي"، قائلاً: "محمد بن سلمان يذكّر بمحمد بن زايد الشاب.. وأجل؛ الأقل خبرة".


لقاء سرّي مع ترامب 


ويؤّكد مصدر مطّلع آخر للموقع، طلب عدم الكشف عن هويته، أن وصول بن سلمان إلى منصب وليّ العهد، في وقت سابق من هذا العام، كان بمثابة "فرصة العمر" للإمارات، من أجل دمغ بصمتها على أكبر جيرانها.

وتؤكّد خيوط تسريبات العتيبة، فضلاً عن مصادر متعددة تحدّثت لـ"ميدل إيست آي"، أن السفير الإماراتي نفسه لعب دوراً في تسويق "الأمير السعودي الشاب" للجمهور المشكّك في واشنطن، في حين كان دور السفارة السعودية "سلبيّاً" وغير فاعل تقريباً.


وكما يكشف الموقع، فقد خرج الوزراء السعوديون من الحلقة حينما سافر محمد بن سلمان وشقيقه خالد لعقد لقاء سرّي مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في نادي الغولف الخاص به، قبل أسابيع قليلة من زيارة ترامب إلى الرياض، في الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام المحليّة تتكهّن بأن ترامب يقضي عطلته الأسبوعيّة منغمساً في ممارسة الغولف فحسب.

وقبل ذلك التاريخ بشهر واحد، يكتب العتيبة للسفير الأميركي السابق في إسرائيل، مارتن إنديك، "لا أعتقد أننا سنرى أبداً قائداً واقعيّاً في هذا البلد. ولهذا فإن الاشتراك معهم مهمّ للغاية، وسوف يحصد أهمّ النتائج التي يمكن لنا الحصول عليها من السعوديّة أبداً".

ويؤكد العتيبة وجهة نظره تلك لأحد كبار الأعضاء في مجلس العلاقات الخارجية، ستيفن كوك، إذ يكتب في رسالته: "هذه ملاحظتي المتواضعة؛ محمد بن سلمان هو إصلاحي. هو يؤمن بشكل كبير بما نؤمن به في الإمارات؛ تمكين الشباب، ووضع الحكومة في موضع المسؤولية. هو شخص ينحو في اتجاه النتائج". ويتابع قائلاً: "هو أيضاً ليس لديه وقت للعجز. ما يقوده هو الرغبة في إنجاز الأمور والرغبة في إصلاحها؛ وليس انقلاباً في القصر أو لعبة سلطة".



مرض بن نايف: زرع بذور الشك

وعلاوة على الدعاية التي أطلقها العتيبة لصالح بن سلمان في واشنطن، تمهيداً لوصوله إلى ولاية العهد، ومن ثمّ إلى سدّة العرش مستقبلاً، لعب السفير الإماراتي أيضاً دوراً أكثر قتامة في إزالة العقبات أمام بن سلمان، وأبرزها بالطبع كان وجود وليّ العهد السابق، محمد بن نايف.

ويبيّن الموقع أن العتيبة مارس ألاعيبه السياسية داخل العائلة الملكية السعودية نفسها، وكان على دراية بأن الأمير الشاب يواجه معضلة التغلب على محمد بن نايف.


وقبل أكثر من عام من إقالة بن نايف في يونيو/حزيران، بسبب "الإدمان على المسكّنات" التي زعموا أنّها تؤثّر على اتّخاذه القرارات، بدأ العتيبة حملة تأثير في واشنطن عبر إثارة شائعات حول الحالة العقليّة لبن نايف.

هذا ما تؤكّده رسالة يعود تاريخها إلى 14 ديسمبر/كانون الأول عام 2015، مرسلة من العتيبة إلى مدير "سي آي إيه" السابق، دافيد بترايوس، بعد أن سأله في بريد سابق إذا ما كان بن نايف يمارس نفوذه. يقول العتيبة في رسالة الرد: "محمد بن سلمان هو بلا شكّ أكثر فعالية في معظم القضايا اليوميّة. بن نايف يبدو إلى حدّ ما خارج اللعبة في الآونة الأخيرة".

يجيب بترايوس على ذلك قائلاً: "نحتاج إليه أيضاً. وزارة الداخلية (التي كان يديرها بن نايف) مهمّة بالنسبة للمملكة. نحتاج إلى صياغة اتفاق مع الأعضاء الأصغر سنّاً".

ويردّ العتيبة في رسالة أخرى: "متّفق. هذه حالة فريدة، إذ إن نجاح السعودية يعتمد على نجاح عمل محمد بن زايد ومحمد بن نايف معاً. أعتقد أن العلاقة الثنائية بينهما أقوى بكثير مما يعتقد الناس هنا". ويتبع ذلك بالقول: "لكنني أعتقد أيضاً أن مستوى ثقة محمد بن نايف في نفسه ليست حيث ما اعتادت أن تكون عليه".

وبعد ستّة أشهر أخرى، يكتب العتيبة لستيفن كوك أنه سيكون "متفاجئاً جدّاً" إذا حاول محمد بن سلمان القفز على محمد بن نايف، لكنه يستدرك قائلاً: "قابلت بن نايف مؤخّراً، وحتّى أقولها بشفافية؛ لم يكن مثيراً للإعجاب، وكان أقلّ صفاء".

لكن الدور الذي لعبه العتيبة كـ"وسيط" لبن سلمان كان واضحاً أيضاً في رسالة أخرى مع المدير رفيع المستوى في مجلس الأمن القومي في ذلك الحين، روبرت مالي، والذي طلب لقاء مع وزير قريب من بن سلمان. وفي مراسلة أخرى، يطلب مسؤول من وزارة الخارجيّة الأميركية التوسط لعقد لقاء بين بن سلمان والمبعوث الخاص آنذاك للتحالف الدولي لمواجهة "داعش"، بريت ماكغورك، بالإضافة إلى مالي.

(العربي الجديد)


المساهمون