غموض مباحثات الأكراد والحكومة العراقية حول الاستفتاء

لا يزال الغموض يكتنف المباحثات التي يجريها الوفد الكردي مع ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس "التحالف الوطني" الحاكم عمار الحكيم، في بغداد، منذ يومين، بشأن استفتاء الانفصال الذي قررت سلطات إقليم كردستان العراق إجراءه في الخامس والعشرين من الشهر المقبل.

وقال رئيس وفد إقليم كردستان إلى بغداد روز نوري شاويس، في مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء، إن رئيس الحكومة العراقية أبدى استعداد لحل المشاكل بين بغداد وأربيل (عاصمة إقليم كردستان)، مشيراً إلى أن الأكراد قالوا للمسؤولين في بغداد، إنهم لا يثقون بهم.


ولم يكشف شاويس عن تفاصيل الحوارات التي جرت في بغداد، مكتفياً بالقول إن الوفد الكردي تمسك بضرورة إجراء الاستفتاء في موعده، لافتاً في الوقت نفسه، إلى أن الأكراد شدّدوا على تبني مبدأ الحوار دون شروط.


وتجنب البيان الذي أصدره مكتب العبادي، أمس الثلاثاء، الحديث عن الاستفتاء، مكتفياً بالقول إن الحوار مع الوفد الكردي ركز على الأمور التي تحفظ مصلحة البلاد.

" احتمال تراجع البارزاني عن مسألة الاستفتاء في حال حصل على تعهدات من بغداد بدفع الرواتب "

وفي المقابل، رجّح رئيس الجبهة التركمانية العراقية، أرشد الصالحي، في تصريح صحافي، احتمال تراجع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، عن مسألة الاستفتاء في حال حصل على تعهدات من بغداد بإرسال رواتب موظفي الإقليم، مؤكداً وجود معارضة دولية للاستفتاء وبالأخص من الولايات المتحدة وتركيا وألمانيا. وأضاف "من المرجح أيضاً أن يطلب مسعود البارزاني وعوداً من واشنطن بشأن حماية نفطه".


بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداج، إن الاستفتاء المقرر إجراؤه في إقليم كردستان الشهر المقبل ينتهك الدستور العراقي، مبيناً أنّ هذا الأمر سيزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.


وشدّد بوزداج على أن تركيا لن تسمح بإنشاء "ممر إرهابي في المنطقة"، مبيناً أن بلاده جاهزة لجميع السيناريوهات التي ستتحتم على أي تهديد يستهدف وحدتها القومية.


في غضون ذلك، أبلغ السفير الأميركي في بغداد، دوغلاس سيليمان، الوفد الكردي المتواجد في بغداد، رفض بلاده للاستفتاء، قائلاً إن "الوقت غير مناسب لإجراء الاستفتاء إذ ما زالت المخاطر بشأن "داعش"، ومن الممكن تأجيل الاستفتاء لما بعد ذلك".

وكشفت مصادر سياسية كردية، أمس الثلاثاء، عن وجود ضغوط أميركية على أكراد العراق من أجل تأجيل استفتاء الانفصال المقرر إجراؤه في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول المقبل، مؤكّدة أن الأميركيين أبلغوا القيادة الكردية بوجود أولويات أهم من الاستفتاء، كالحرب على تنظيم "داعش"، والاستحقاقات الانتخابية المحلية والبرلمانية المقرر أن تجرى العام المقبل.