تسريبات جديدة للعتيبة... تواصل مع "عراب" القبة الحديدية الإسرائيلية

تسريبات جديدة للعتيبة... تواصل مع "عراب" القبة الحديدية الإسرائيلية

16 اغسطس 2017
علاقات وطيدة تجمع العتيبة باللوبي الإسرائيلي (تويتر)
+ الخط -




كشف موقع "ميديل إيست آي" البريطاني، عن تسريبات جديدة للسفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، تظهر تواصله مع "عراب" القبة الحديدية الإسرائيلية، والقائد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عوزي روبين، بعد شهر واحد من العدوان على غزة، ومع أهم مؤسسات اللوبي الإسرائيلي في أميركا. 

وقُدم يوسف العتيبة إلى عوزي روبين، من قبل المحلل البارز في واشنطن، وأحد أهم مفكري اللوبي الإسرائيلي هناك، روبرت ساتلوف، بالرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان الاثنان قد التقيا. ولكن رسائل البريد الإلكتروني، التي تم تسريبها، تظهر حسب الموقع، العلاقات العسكرية والدبلوماسية المتنامية بين الإمارات وإسرائيل.

وكتب روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن للأبحاث المؤيد لإسرائيل، إلى يوسف العتيبة في 19 ديسمبر/كانون الأول 2012 لاقتراح لقاء مع عوزي روبين، العميد الإسرائيلي السابق الذي قاد منظمة الدفاع الصاروخي للحكومة الإسرائيلية. وفي غضون ثلاثة أيام، كان روبين والعتيبة يتراسلان إلكترونيا مباشرة.


وجاء ذلك بعد شهر من العملية العسكرية الإسرائيلية التي نفذتها إسرائيل ضد قطاع غزة، والتي استشهد فيها 174 فلسطينياً، بينهم 107 مدنيين، منهم 33 طفلا. 


وحسب الصحيفة، فقد زار روبين واشنطن لتمجيد نجاح نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في إحباط الصواريخ التي أطلقت من غزة خلال الحرب التي استمرت لثمانية أيام. وقال خلال إحدى الندوات: "استراتيجياً، كان الصراع الأخير إلى حد كبير حرب (ضغط الزر)".


وبعد الندوة، كتب ساتلوف، الذي استضاف روبين، إلى العتيبة: "خطرت على بالي أمس، عندما سمعت عرضاً مقنعاً من (أبي القبة الحديدية) الإسرائيلية المضادة للصواريخ، عوزي روبين".

وأضاف: "لقد أنهى عرضه بتعليق حول قابلية تطبيق هذا النظام في دول الخليج التي تواجه الصواريخ الإيرانية. أفترض أنكم من جانبكم سمعتم منه ومن زملائه، إن لم يكن كذلك، فيمكنني ترتيب شيء ما". 


وردّ العتيبة: "لم ألتق بعوزي من قبل. سأكون مهتماً بسماع كيف كان أداء (نظام القبة الحديدية) في غزة مؤخراً. لقد قرأت بعض التعليقات الصحافية حول ذلك، لكنني سأكون مهتماً بالسماع بشكل أكثر تخصيصاً".

ثم طلب ساتلوف الإذن من أجل تقديم روبين، لإتاحة لقاء مستقبلي، وهو ما وافق عليه العتيبة. ويبدو أن الاتصالات نجحت بسرعة. ففي رسالة من العتيبة إلى روبين مباشرة، في الـ22 من ديسمبر 2012، قال العتيبة: دعني أعرف متى ستكون مرة أخرى في واشنطن. ورد روبين: "لقد وصلت للتو إلى الوطن (..) ربما في المرة القادمة. تحياتي - عوزي".

ولم ينكر ساتلوف رسائله مع العتيبة، وفي رسالة لموقع "ميديل إيست آي": "لا أعرف إن كان الأشخاص المعنيون قد التقوا، لكنني لا أعتقد أن لقاء خاصا تشيرون إليه، قد حدث".

وأضاف أن "معهد واشنطن، مثل منظمات بحثية وفكرية أخرى، يرتب بشكل مستمر اجتماعات تجمع كل أنواع الناس، من جميع الحكومات والخلفيات، في مجموعة واسعة من الأشكال". 

وكان التواصل بين العتيبة وروبين من بين عدد من المراسلات التي تم الحصول عليها بين الدبلوماسي وساتلوف، الذي خدم منذ فترة طويلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (وينيب)، المدعوم من لجنة الشؤون الإسرائيلية الأميركية العامة (إيباك) المعروفة بوقوفها الكامل مع إسرائيل.

وافتتح ساتلوف المحادثات بتوجيه الشكر للسفير الإماراتي على "هدية السنة الجديدة السخية"، من دون تحديد ماهية الهدية.

وقال ساتلوف في رده على استفسار الموقع البريطاني، إنه لا يتذكر ما هي الهدية. وقال إن سياسة المعهد تنص على أن الموظفين يستطيعون قبول الهدايا الشخصية من الحكومات الأجنبية التي تقل قيمتها عن 20 دولاراً.

عشاء مع اللوبي الإسرائيلي في واشنطن

وحسب التسريبات، طلب ساتلوف من العتيبة في فبراير/شباط 2012، استضافة عشاء خاص لمجلس إدارة المعهد المناصر لإسرائيل، في السادس من مارس/آذار. ورد العتيبة بالإيجاب، وقال "إن هذه فكرة عظيمة. سعيد باستضافة هذه المجموعة القوية". 

ويضم مجلس إدارة وينيب بعض الشخصيات مثل بيتر لوي، المدير التنفيذى لشركة ويستفيلد وابن الملياردير الأسترالى ومؤيد إسرائيل، اليميني فرانك لوي.

ويشمل أيضا مؤسسها، باربي واينبرغ، نائب رئيس "إيباك" السابق. وساعد واينبرغ، جنبا إلى جنب مع نائب مدير الأبحاث آنذاك مارتن إنديك، على إنشاء "وينيب" ككيان منفصل في الثمانينيات لتقديم فسحة لأفكارهم السياسية المؤيدة لإسرائيل.

وبعد العشاء، كتب ساتلوف إلى العتيبة لإبلاغه "بأنك كسبت أصدقاء الليلة الماضية"، كما أشاد بالنقاش الذي خاضه العتيبة مع مجلس "وينيب". "فتحوا عيونهم على حقيقة قلق الإمارات العربية المتحدة من إيران". 

وردّ العتيبة: "لقد استمتعت حقا بالحوار، وكانت رسالتي الرئيسية هي التوافق بين إسرائيل والعديد من الدول العربية عندما يتعلق الأمر بإيران".

ومنذ عام 1996 استضافت "وينيب" عددا من ضباط الجيش والمخابرات الإسرائيليين كزملاء زائرين في مكاتبها في واشنطن، وذلك جزئيا للتأثير على واشنطن بشأن أمور من بينها فلسطين وإيران.

وطلب ساتلوف من العتيبة النظر في السماح للمسؤولين الإماراتيين بالعمل في "وينيب" كزملاء زائرين، وهو حسب الصحيفة مؤشر على التقارب بين الإمارات والمجتمع الأميركي المؤيد لإسرائيل.

وكان العتيبة قد وعد في وقت سابق ساتلوف بالنظر في هذا الطلب، "ورؤية كيف يستجيب أفراد الجيش لدينا".

واقترح العتيبة في وقت لاحق مساعدة "وينيب" على "إيجاد بعض المتحدثين الإماراتيين، وربما غير الإماراتيين لمناقشة التطرف في المنطقة"، مشيرا إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي تقول الصحيفة إن الإمارات وإسرائيل دأبتا على شيطنتها.

وفي واحدة من المراسلات، كتب العتيبة أيضا لساتلوف طالباً ترويج مقالة كتبها ديفيد بولوك،  في يناير/كانون الثاني 2016، في "الدفاع عن العلاقة الأميركية السعودية".

"أردت أن أخبركم"، كتب العتيبة. "أعتقد أن مقالة ديفيد بولوك عن السعودية أفضل تحليل رأيته منذ زمن بعيد. حاولوا إيجاد وسيلة لنشره في المنشورات الرئيسية، لأن هذه المقالة تحتاج إلى أكبر قدر ممكن من العرض".

واقترح السفير الإماراتي مساعدة معهد الأبحاث، لكن ساتلوف قال عندما سئل من "ميديل إيست آي"، إن المعهد لم يقبل أي تمويل من الإمارات، وإن تمويله يقتصر على مؤسسات أميركية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها تسريبات للعتيبة، عن علاقات إماراتية مع اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، ومحاولاته للتأثير على السياسات الخارجية تجاه دول خليجية أخرى، مثل قطر، أو ضد الإخوان المسلمين. 

ويعرف عن "إيباك" دورها الفعال في دعم السياسات الإسرائيلية، والدفاع عن أدوار اليمين الإسرائيلي، إضافة إلى تلقيها تمويلا بملايين الدولارات من إسرائيل. وقد عرفت أيضا بدورها في بلورة مرسوم ترامب، ألذي يحظر دخول مواطنين من سبع دول عربية إلى أميركا.