حصار "داعش" شرقي حماة: جبهات النظام تقود إلى ديرالزور

حصار "داعش" شرقي حماة: جبهات النظام تقود إلى ديرالزور

16 اغسطس 2017
معركة دير الزور تبقى هدف قوات النظام (فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن بدء معركة فك الحصار الذي يفرضه تنظيم "داعش"، على مناطق سيطرة النظام في مدينة دير الزور، إلى جانب المطار العسكري الملاصق للمدينة واللواء 137، أصبح قريباً، في ظل اقتراب النظام من إطباق الحصار على مناطق سيطرة التنظيم في الريف الشرقي لحماة، التي تعتبر من أهم المناطق المهمة الخاضعة للتنظيم، والتي انطلقت منها عملياته للسيطرة على السخنة وتدمر ومناطق واسعة من البادية السورية قبل سنوات.

في هذا السياق، أفادت مصادر عدة بأن النظام استطاع أخيراً التقدم من محور جنوب شرقي الرقة عبر الزملة الشرقية إلى بلدة الكدير، جراء عملية إنزال جوي بالقرب من البلدة، سمحت لقواته والمليشيات الموالية له بالتقدم والسيطرة على واحة الكوم. ما يعني أنها أصبحت على بعد نحو 30 كيلومتراً عن مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي التي سيطر عليها النظام ايضاً يوم الأحد الماضي.

وكانت وكالة "سانا" التابعة للنظام قد ذكرت في وقت سابق أن "وحدات من الجيش، بالتعاون مع القوات الرديفة، نفّذت يوم السبت الماضي، عملية إنزال جوي ليلي بعمق 20 كيلومتراً خلف خطوط تنظيم داعش جنوب بلدة الكدير على الحدود الإدارية بين الرقة وحمص".

وبيّنت الوكالة أن "عملية الإنزال أسهمت في تأمين تقدم القوات لمسافة 21 كيلومتراً والسيطرة على خربة مكمان وبلدة الكدير، والتقدّم لمسافة 12 كيلومتراً جنوب شرقي الرقة، والسيطرة على قرية بير الرحوم، بعد القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش وتدمير 3 دبابات و17 عربة مزودة برشاش و7 سيارات مفخخة وإبطال اثنتين والاستيلاء على دبابتين وعدد من المدافع المتنوعة".

ورأى متابعون أنه "في حال استطاعت قوات النظام والمليشيات الموالية والطائفية، مدعومة من الروس عبر الطيران الحربي والمروحي والخبراء العسكريين والقوات الخاصة، السيطرة على المسافة المتبقية بين السخنة وواحة الكوم، فإنهم بذلك يطبقون الحصار على منطقة عقيربات والتي تتبع لها أكثر من 20 قرية، وهي خاضعة لسيطرة داعش، وتعتبر آخر معاقله في محافظة حماة".



ويعمل النظام على حصار منطقة عقيربات بهدف تحييدها عن معركته للوصول إلى مدينة دير الزور، والتي يعتقد أن يكون محورها الأساسي السخنة - دير الزور، إذ يفصل بين المنطقتين نحو 136 كيلومتراً، لا يتخللها سوى نقطتين قد تواجه بهما قوات النظام مقاومة من التنظيم، الأولى هي بلدة كباجب التي تبعد عن السخنة نحو 83 كيلومتراً، وتليها بلدة الشولا وتبعد عن السخنة نحو 103 كيلومترات، لتكون القوات من بعدها على مشارف مدينة دير الزور. ويعتبر هذا المحور من أسهل المحاور التي يمكن أن يسلكها النظام إلى مدينة الدير من جهة الطبيعة الجغرافية للأرض، إذ يمكنه بمساعدة من الروس، تأمينها عسكرياً.

أما المحور الثاني، فيبدأ انطلاقاً نحو دير الزور من جنوب الرقة، وقد استطاع النظام أخيراً السيطرة على منطقة غانم علي، والوصول إلى مشارف منطقة معدان. والتي تعتبر أهم العقبات أمامه للوصول إلى دير الزور، وهو محور يسير بموازاة نهر الفرات. وبهذا باتت تقدر المسافة الفاصلة بين قوات النظام ودير الزور على هذا المحور نحو 57 كيلومتراً.



من جهتها، تحاول المعارضة السورية جمع أوراق قوتها شرقي سورية، ليكون لها دورٌ في معركة طرد "داعش" من دير الزور، في الوقت الذي يحث فيه النظام خطاه نحو المدينة، مع إعلان 24 فصيلاً مسلّحاً معارضاً من دير الزور قبل أسبوعين، اندماجهم في تشكيل جديد حمل اسم "لواء تحرير دير الزور".

وذكرت الفصائل في حينه أن "أهداف اللواء الجديد تتمثّل بتحرير محافظة دير الزور من القوى التي تسيطر عليها، ومنع أي قوى أخرى معادية للثورة السورية من محاولة دخولها والاستيلاء عليها، ودعم القوى والفعاليات الثورية المدنية في مشروعها لإدارة المحافظة، فضلاً عن الاستعداد التام للعمل والتنسيق مع كافة القوى العسكرية الثورية والسعي للاندماج الكامل معها ضمن جيش تحرير وطني؛ وانتخاب ياسر عز الدين التركي قائداً للواء".

كما يبدو أن أمام دير الزور سيناريوهين. الأول يفيد بوجود توافق دولي، روسي - أميركي، يفضي إلى تقاسم مناطق السيطرة في دير الزور، مع احتمال سيطرة فصائل مدعومة أميركياً على ريف دير الزور الشرقي، المتاخم للحدود العراقية، فيما يسيطر النظام مدعوماً من الروس، على مدينة دير الزور وريفها الغربي والجنوبي المتصل بالبادية السورية التي يحرز فيها النظام تقدماً سريعاً.

يشار إلى أن النظام تقدم من ثلاثة محاور إلى دير الزور، أولها عبر محور مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها، كما تقدمت قواته إلى ريف دير الزور الغربي، عبر جنوب شرقي الرقة، والمحور الثالث هو من منطقة الوعر والبعاجات في جنوب شرقي دير الزور على الحدود السورية - العراقية.