النظام يخرق الهدنة بحمص.. ويطلق سراح العشرات بحماة

النظام يخرق الهدنة بحمص ويطلق سراح العشرات في حماة...ويتكبد خسائر بمحيط دمشق

13 اغسطس 2017
النظام يواصل خرق اتفاقات عدم التصعيد (عبد الدومني/فرانس برس)
+ الخط -

خرقت قوات النظام السوري، مجددا، اتفاق خفض التوتر في ريف حمص الشمالي، حيث قصفت قرية الحلموز بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى وقوع جرحى، فيما أطلق النظام سراح العشرات من سجونه وسلّمهم إلى "هيئة تحرير الشام" بريف حماة.

وشن طيران النظام السوري عدة غارات على قرى حمادة عمر وسوحا وجنى العلباوي وعكش وقليب الثور في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، متسبّبا بأضرار مادية وفق مصادر محلية، وجاء ذلك بالتزامن مع معارك بين قوات النظام وتنظيم "داعش" على محور خط البترول غرب ناحية عقيربات.

وذكر "مركز حمص الإعلامي" أن قوات النظام قصفت، مساء أمس السبت، بلدة السعن الأسود شمال حمص بعشرين قذيفة صاروخية، فضلا عن القصف المدفعي، مما أسفر عن وقوع جرحى، بينهم مصابون بجروح خطيرة، وأضرار مادية كبيرة في منازل المدنيين.


وفي الشأن ذاته، ذكرت مصادر محلية أن سبع نساء أصبن بجروح من جراء قصف على الطريق الواصل بين مدينة تلبيسة وبلدة السعن في ريف حمص، وذلك في خرق جديد لاتفاق خفض التصعيد الموقع بين المعارضة والنظام في المنطقة بضمانة روسية.

وشن طيران النظام أربع غارات بصواريخ فراغية وقنابل عنقودية عند منتصف الليل على قرية العامرية في ريف حمص الشمالي، متسبّبا بأضرار مادية، وفق ما ذكره "مركز حمص".

إلى ذلك، جددت قوات النّظام السوري، منتصف الليلة الماضية، القصف الجوي والمدفعي على مخيم الحدلات للنازحين السوريين في ريف السويداء على الشريط الحدودي مع الأردن، مما تسبب في فرار النازحين من المخيم.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عشرات العائلات فرت من مخيم الحدلات للنازحين على الشريط الحدودي مع الأردن، من جراء تجدد القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام على المخيم ومناطق في محيطه، كما تسود حالة من الذعر بين النازحين.

ويضم المخيم قرابة ثمانية آلاف شخص، فرّ عدد كبير منهم إلى منطقة الركبان في ريف حمص الشرقي، نتيجة الغارات المتواصلة.

وكانت قوات النظام قد سيطرت على كامل المناطق الحدودية مع الأردن في ريف السويداء جنوب شرق سورية، وتقول مصادر محلية إن النظام يخطط لفتح معبر جديد مع الأردن في تلك المنطقة.

وتحدث "مركز إدلب الإعلامي" عن قصف مدفعي من قوات النظام السوري على قرية ترعي وقرية سكيك بريف إدلب الجنوبي، دون وقوع إصابات بشرية.

وفي الرقة، وقعت معارك بين تنظيم "داعش" الإرهابي وقوات النظام السوري، إثر محاولة تقدم من الأخيرة في محيط قرية الجابر بريف المحافظة الشرقي، وسط غارات من الطيران الروسي على المنطقة.

وفي سياق متصل، أعلنت غرفة عمليات "غضب الفرات" التابعة لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عن إصابة أربعة من عناصرها إثر تفجير عربة مفخخة لتنظيم "داعش" في حي الرقة القديم، قبل أن تصل إلى هدفها.

وأفادت مصادر محلية بأن "قوات سورية الديمقراطية" ستفرج اليوم عن 75 معتقلا في سجونها من أبناء الرقة كانت قد اعتقلتهم في وقت سابق.

وذكرت المصادر أنه سيتم الإفراج عن المعتقلين في "مقر مجلس الرقة المدني" بمدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي وتم الإعلان عن أسماء المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم.

من جانبها، ذكرت "حملة الرقة تذبح بصمت"، على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك، أن فريق الحملة وثّق مقتل 946 مدنيا منذ انطلاق معركة السيطرة على مدينة الرقة من قبل مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في التاسع من يونيو/حزيران الماضي.

ونشرت الحملة صورا للدمار الكبير في مدينة الرقة نتيجة المعارك بين مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش"، والقصف الجوي المتواصل من طيران التحالف الدولي "ضد الإرهاب".

إطلاق أسرى

إلى ذلك، أطلق النظام السوري سراح العشرات من المعتقلين من سجونه وسلّمهم إلى تنظيم "هيئة تحرير الشام" في ريف حماة الشمالي وسط البلاد.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المعتقلين وصلوا، في وقت متأخر الليلة الماضية، إلى نقطة معبر قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، حيث قام تنظيم "هيئة تحرير الشام" بنقل 59 منهم إلى مدينة إدلب، في حين توزع الباقون على مناطق في محافظة حماة.

وبيّنت المصادر أن "الهلال الأحمر السوري" قام بنقل الأسرى من مناطق سيطرة النظام في حماة إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة، فيما لم يعرف إذا ما تمّ تسليم أسرى للنّظام لدى "هيئة تحرير الشام" أو فصائل المعارضة السورية.

وأضافت المصادر أن "هيئة تحرير الشام" منعت الإعلاميين في مدينة إدلب من تصوير الأسرى المفرج عنهم أو إجراء مقابلات معهم، وفرضت طوقا أمنيا على مكان تواجدهم في المدينة.

وفي الشأن ذاته، ذكرت مصادر مطلعة  لـ"العربي الجديد" أن عدد الأسرى هو 102 أسير، بينهم 22 امرأة، وصل منهم إلى إدلب 59 أسيرا، بينهم سبع نساء، وباقي العدد قرر الذهاب إلى مدينة حماة حيث تسيطر قوات النظام.

وأوضحت المصادر ذاتها، نقلا عن عمّال في "الهلال الأحمر السوري"، أنّ "هيئة تحرير الشام" هي من استلمت الأسرى، ولم تكن هناك عملية تبادل.

وفي المقابل، ذكرت "وكالة إباء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" أنه تم الإفراج عن 104 أسرى من سجون النظام، بينهم 24 امرأة، وذلك استكمالا لبنود اتفاق خروج مقاتلي الهيئة من جرود القلمون الغربي مطلع الشهر الجاري.

ويعتقل النظام السوري في سجونه آلاف السوريين من المدنيين والمعارضين، بينما قُتل آلاف تحت التعذيب في المعتقلات التابعة لفروع النظام الأمنية، وفق تقارير عن منظمات حقوقية.

خسائر للنظام بمحيط دمشق
من جهة أخرى، تكبدت قوات النظام السوري، اليوم الأحد، خسائر بشرية إثر عملية مباغتة قامت بها المعارضة السورية المسلحة على موقع لقوات النظام في وادي عين ترما في الجهة الشرقية من مدينة دمشق.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المعارضة السورية المسلحة شنت هجوما معاكسا بشكل مباغت ضد قوات النظام السوري، وفجّرت نفقا تحت مبنى يتحصن فيه عناصر النظام في جبهة وادي عين ترما في الأطراف الشرقية من مدينة دمشق.

وقال المتحدث باسم "فيلق الرحمن" المعارض للنظام، وائل علوان، لـ"العربي الجديد"، إنهم قتلوا خمسة عشر من عناصر الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام في أطراف مدينة عين ترما شرق دمشق.

وكان "فيلق الرحمن" قد تمكن أمس من تدمير دبابتين وجرافة عسكرية خلال المواجهات في محيط مدينة عين ترما مع قوات النظام.

وتشهد منطقة وادي عين ترما معارك عنيفة منذ أسابيع، جراء محاولات تقدم متكررة من قوات النظام بهدف السيطرة على وادي عين ترما والمتحلّق الجنوبي الفاصل بين الغوطة الشرقية وحي جوبر، آخر حي تسيطر عليه المعارضة في شرق مدينة دمشق.

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن قوات الأخير صدّت هجوماً لـ"فيلق الرحمن" والمجموعات المرتبطة معه باتجاه نقاط في محيط شركة اللحمة في وادي عين ترما بالغوطة الشرقية.