هروب محافظ البصرة إلى إيران يحرج السلطات العراقية

هروب محافظ البصرة إلى إيران بعد اتهامات بالفساد يحرج السلطات العراقية

12 اغسطس 2017
اتهامات بالفساد تلاحق النصراوي بعد اعترافات بعض شركائه (فيسبوك)
+ الخط -
تسبب هروب محافظ البصرة ماجد النصراوي إلى إيران بلغط سياسي وبرلماني في العراق، بعد الاتهامات الموجهة للسلطات العراقية بالتواطؤ مع النصراوي وتسهيل هروبه، على الرغم من اتهامه بالفساد.



وأكد عضو في البرلمان العراقي، اليوم السبت، وجود توجه لدى عدد من النواب لاستضافة الضباط المسؤولين عن منفذ "الشلامجة" الحدودي بين العراق وإيران، والواقع في محافظة البصرة (590 كلم جنوب بغداد) الذي هرب منه النصراوي، مؤكدًا لـ"العربي الجديد" وجود بعض الآراء التي تشير إلى تورط أطراف حكومية في تهريب محافظ البصرة، بالتواطؤ مع "المجلس الأعلى الإسلامي" الذي ينتمي إليه المحافظ الهارب.



وأضاف أن "الحكومة كانت تخشى القبض على ماجد النصراوي القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، لتجنب إثارة غضب المجلس، في ظل الحديث عن تحالف انتخابي جديد يضم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، والمجلس الأعلى الإسلامي، وتيارات سياسية أخرى"، مؤكدًا أن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان ضلوع الحكومة العراقية السابقة، برئاسة نوري المالكي، بتهريب وزراء ومسؤولين ثبت تورطهم بالفساد، وأبرزهم وزير التجارة الأسبق، عبد الفلاح السوداني".


وعلى الرغم من إصدار القضاء العراقي قرارًا عام 2009 بمنع السوداني من السفر بتهمة اختلاس مبالغ مالية كبيرة من وزارة التجارة، وتأسيس شركة وهمية مع شقيقه وولده، فإن حكومة المالكي السابقة ساعدت على تهريبه إلى خارج العراق.



إلى ذلك، شدد عضو البرلمان العراقي عن محافظة البصرة، مازن المازني، على ضرورة حماية المحافظة من الفاسدين، مؤكدًا على وجود توجه لاختيار محافظ جديد للبصرة من التكنوقراط، يتمتع بالنزاهة والكفاءة والقدرة على اتخاذ القرار.



وأضاف أن "البصرة بما تتمتع به من مكانة اقتصادية وتاريخية وموقع جغرافي حيوي بحاجة للمحافظة عليها من الفاسدين والعابثين"، موضحًا في بيان أن "الإصلاح الحقيقي يكون من خلال اختيار الأصلح والأنزه"، وأشار كذلك إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد القيام بحراك سياسي يوضح الآراء الداعمة للإصلاح.



وقال محافظ البصرة الهارب ماجد النصراوي، أمس الجمعة، إنه اضطر لمغادرة العراق نتيجة تعرضه للتهديد، مؤكدًا تعرض موظفين يعملون في الإدارة المحلية بالبصرة للتعذيب في أوقات سابقة.



وأضاف: "بعد أن آليت على نفسي ألا أبوح بما يجري خلف الكواليس من استهداف مباشر لنا، ومحاولة الإيقاع بنا بأي شكل من الأشكال، ابتداءً من الأوراق المزورة التي قدمت إلى هيئة النزاهة، والتي ليس فيها أي اتهام ضدنا، ولكن الأساليب التي استخدمت لإثبات تلك الاتهامات كانت بطريقة غير قانونية"، موضحًا في بيان أن "موظفين ومقاولين تم اعتقالهم بطريقة غير مسبوقة، وتم إرغامهم على الإدلاء باعترافات ضدنا"، بحسب قوله.


يشار إلى أن محافظ البصرة غادر بعد ساعات من إعلانه استقالته، أمس، إلى إيران برفقة ولده عبر منفذ "الشلامجة" الحدودي، بحسب مصادر أمنية محلية أكدت أيضًا أن هروب النصراوي جاء للتخلص من اتهامات بالفساد، بناءً على اعترافات أدلى بها عدد من شركائه الذين ألقي القبض عليهم في وقت سابق.