"إندبندنت": حين اجتمعت إسرائيل والسعودية على "الجزيرة"

"إندبندنت": حين اجتمعت إسرائيل والسعودية على "الجزيرة"

11 اغسطس 2017
فيسك: الإدارة الأميركية الحالية جزء من الاتحاد السعودي-الإسرائيلي (Getty)
+ الخط -
نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية مقالاً حادّاً بقلم الصحافي روبرت فيسك، أمس الخميس، تعليقاً على قرار السلطات الإسرائيلية إغلاق مكتب قناة "الجزيرة" في فلسطين، وذلك بالتوازي مع الحملة التي تتعرض لها القناة منذ بدء الحصار السعودي-الإماراتي على قطر.

وأشار فيسك إلى ما كشفه وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، العضو الدرزي في حزب "الليكود" الصهيوني المتطرف، عن خطط حكومته لمصادرة أوراق صحافيي "الجزيرة" المقيمين في فلسطين، ولإغلاق مكتب القناة في القدس، ولحجب بثها عن الاشتراكات المحلية والأقمار الصناعية.

ونقل فيسك عن قرا قوله إن هذا "سيجبر باقي القنوات التي تعمل في إسرائيل على الالتزام بالتغطية الموضوعية"، ما فسره الصحافي البريطاني المخضرم بأنه تهديد مبطن لباقي القنوات.

وأشار فيسك إلى اتهامات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، المتكررة لقناة "الجزيرة" بـ"التحريض على العنف"؛ الأمر الذي ازداد أثناء تغطيتها الأخيرة لأحداث القدس، معقّبًا على ذلك بالقول إن كل صحافي أجنبي يجرؤ على انتقاد الدولة العبرية سيواجه التهم الإسرائيلية المعتادة، مثل "التحريض على العنف" و"معاداة السامية".


وعلّق فيسك ساخراً أن السعوديين أصبحوا يحددون وتيرة القمع ثم "يتلقون سنداً من منارة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، المعروفة في الأناشيد والأساطير باسم إسرائيل، أو ما تفضل حكومة بيبي نتنياهو أن تسميه دولة إسرائيل اليهودية".

وبرأي فيسك، فإنه حين يطالب كل من السعوديين والإسرائيليين بإغلاق القناة فلا بد أنها على حق، فمن النجاح حقاً أن تتحالف ضدك سلطات الاستيطان الإسرائيلية وسلطات قطع الرؤوس السعودية، على حد تعبير الصحافي البريطاني.


إلا أن لهذا التحالف تاريخاً، كما يشرح فيسك، فمن المعلوم أن أثرياء السعودية حين يمرضون يسافرون على متن طائراتهم الخاصة لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.

وأضاف فيسك أن من وصفه بالرئيس الأميركي المجنون (دونالد ترامب) ونظامه غريب الأطوار هو جزء من الاتحاد السعودي-الإسرائيلي؛ فالأرقام الخيالية لصفقة السلاح التي عقدها الرئيس ترامب مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وإشارته المتكررة إلى الخطر الإيراني، والاحتقار الذي يكنه للصحافة والتلفزيون، كل ذلك يجعله، برأي فيسك، جزءاً حميماً من العلاقة بين الرياض وتل أبيب.

وأشار فيسك إلى الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن، الذي سبق أن ناقش مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، احتمالات قصف مقر "الجزيرة" في قطر، وقد قامت قواته فعلاً بقصف مكتب الجزيرة في كابول وبغداد.

وأضاف فيسك أن بوش هو نفسه الرئيس الذي حرص على سلامة عائلة بن لادن الغنية إبان هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، أما بلير فقد أمر بإغلاق تحقيق كانت تجريه الشرطة البريطانية بشأن رشوة سعودية لشركة "بي إي إي" للسلاح قبل 10 سنوات؛ الأمر الذي يذكّر بقرار رئيسة الوزراء البريطانية الحالية، تيريزا ماي، إخفاء تقرير حكومي عن تمويل الإرهاب خشية أن يزعج ذلك الحلفاء السعوديين.


وذكّر فيسك بما دأب على قوله المسؤولون الأميركيون، ولا سيما وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، من أن كل شيء "على الطاولة" ما دام هناك تحالف غير معلن بين السعودية وإسرائيل.

وبحسب فيسك، فإن من بين ما تشترك به الأنظمة العربية السنية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارسة الاعتقال التعسفي، والإعدام بلا محاكمة، وانتهاكات حقوق الإنسان، والفساد، والحكم العسكري. كذلك يتفق الملك سلمان، أو محمد "ولده النجيب"، على حد تعبير فيسك، على أن إيران تمثل أكبر تهديد لأمن الخليج، وهو بالضبط ما يقوله نتنياهو، مع استبدال كلمة "الخليج" بـ"إسرائيل".

وخلص إلى القول إن "المشكلة اليوم، سواء في الشرق أو الغرب، أن حكامنا ليسوا أصدقاءنا، بل هم مضطهدونا أو أسيادنا، قامعو الحق وحلفاء الظالمين".

(العربي الجديد)