فصائل ديرالزور تتوحد إثر توجه التحالف لطرد "داعش" منها

فصائل ديرالزور تتوحد إثر توجه التحالف لطرد "داعش" منها

10 اغسطس 2017
تتكوّن تلك الفصائل من أبناء ديرالزور والحسكة (فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن التوجهات الدولية المستجدة الرامية للسيطرة على دير الزور، شرق سورية، وطرد تنظيم "داعش" الإرهابي منها، والذي يحمل بين طياته إعادة دعم الفصائل المسلحة المعارضة، وخاصة من هي مشكلة من أبناء المنطقة، بعد إهمال دولي وإقليمي بدأ قبيل سيطرة التنظيم على دير الزور عام 2014؛ خلقت حراكًا واسعًا بين من تبقى من قيادات وفصائل مشتتة بين البادية الشامية والمناطق الشمالية في ريف حلب وإدلب، إضافة إلى من يتواجد منهم في تركيا، بهدف توحيد الجهود ليكونوا أمام التحالف الدولي قوة وازنة، ما يتيح لها الحصول على الدعم والاشتراك في المعركة.

وأعلن 24 فصيلا مسلحا معارضا من دير الزور، أخيرًا، اندماجهم الكامل في تشكيل جديد حمل أسم "لواء تحرير دير الزور". وبحسب بيان وصل لـ"العربي الجديد"، فقد أعلنت الفصائل أن أهداف اللواء الجديد تتمثّل  بـ"تحرير محافظة دير الزور من القوى التي تسيطر عليها؛ ومنع أي قوى أخرى معادية للثورة السورية من محاولة دخولها والاستيلاء عليها؛ ودعم القوى والفعاليات الثورية المدنية في مشروعها لإدارة المحافظة؛ الاستعداد التام للعمل والتنسيق مع كافة القوى العسكرية الثورية والسعي للاندماج الكامل معها ضمن جيش تحرير وطني؛ وانتخاب ياسر عز الدين التركي قائدًا للواء".

أما المتحدّث باسم "جيش مغاوير الثورة"، محمد مصطفى الجراح، وهو الفصيل المدعوم بشكل كامل من التحالف الدولي، ويتمركز في التنف بالبادية السورية، والذي أطلق نداء في وقت سابق يدعو لتوحيد الجهود بهدف تحرير دير الزور، بعد أن اتفق مع الأميركيين، عبر هيئته السياسية، برئاسة رياض حجاب، على مشروع متكامل متعلق بطرد "داعش" وإدارتها مدنيًّا من بعد ذلك، فقد أكّد أن "التشكيل الجديد مؤيد ومشارك روحًا وجسدًا مع جيش مغاوير الثورة"، مبينًا أن "هناك جهودًا تبذل من قبل عسكريين وسياسيين وإعلاميين لتوحيد الكلمة وتحرير الشرقية".


ورحّب المتحدّث ذاته "بأي فصيل من فصائل الجيش الحر للانضمام تحت راية جيش التحرير الوطني، الذي قلبه ونواته هو جيش مغاوير الثورة، وذلك لتحرير الأراضي السورية بدءًا من الشرقية".

وقال الجراح إن "مبادرتهم لاقت الكثير من الإقبال والتأييد، وسيعلن قريبًا بيان تذكر فيه الجهات والقوى والشخصيات التي ستكون ضمن التشكيل الجديد"، مبينًا أن "القائم على الأمر هو مضر الحمادي، وهو من ينسق للأمر في الشرقية لإصدار البيان".

وحول ما تم تداوله من خلافات بين المغاوير والفصائل المنضوية تحت ما سمي "اللجنة المؤقتة"، بخصوص تحديد جبهة المعركة لتحرير دير الزور، قال المصدر ذاته، إن "نقطة الانطلاق ليست نقطة خلاف جوهرية، فبعد إنجاز تشكيل الجيش؛ قد تكون هناك جبهتان أو أكثر، فخلال القتال ستتم فتح عدة جبهات بكثافة نارية وعددية كبيرة، حتى لا يتسنى لهم مؤازرة بعضهم. الخلاف ليس على ذلك، فجبهة البادية الشامية مفتوحة، ومنطقة الشدادة مفتوحة، وقوات سورية الديمقراطية ليس لديها علينا سلطان، ولكن الخلاف على أشياء بسيطة وهي في طريقها للحل، ونحن متفقون أنه يجب الهجوم على (داعش) من أكثر من جبهة واحدة. ويعلم الجميع، ثانيًا، أن مشروع جيش التحرير الوطني مقدم من قبل الهيئة السياسية لمغاوير الثورة على أن يكون هو نواته بدون أي منازع، لأنه هو صاحب المشروع المقدم".

وأضاف: "أغلب الكتائب يودون أن يكونوا هم النواة، لكن ذلك مرفوض عالميًّا لأن المشروع هو لجيش مغاوير الثورة، وهو الوحيد بين الفصائل المعارضة الذي يعتبر شريكًا للتحالف الدولي في محاربة الإرهاب وتحرير سورية".

من جانبه، قال مدير "المكتب الإعلامي للمنطقة الشرقية"، مضر حمادي الأسعد، والتابع لـ"تجمع كتائب المنطقة الشرقية المتحدة مع مغاوير الثورة"، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "لا شك بأن الضغوط الكبيرة، الخارجية والداخلية، التي تتعرض لها المحافظات الشرقية، وهي دير الزور والحسكة، جعل كوادرها السياسية والعسكرية والإدارية في حالة من السباق مع الزمن من أجل توحيد جهودهم للخروج في جسم واحد يقوم بمواجهة الضغوط التي تتعرض لها".

وأضاف: "حالياً، ومن خلال الجهود الكبيرة، تم تجميع أبناء المحافظات الشرقية (تجمع أبناء المنطقة الشرقية) إضافة إلى الكثير من الكتائب التي أبدت الاستعداد الكامل للتوحد ضمن هذا التجمع العسكري الكبير، ومنها ثوار الشدادي وأبناء الحسكة وثوار دير الزور وأحرار الشرقية وأبناء العشائر في دير الزور والحسكة، ومن كافة طوائف المجتمع السوري، وخاصة بعد أن عرضت القيادة الأميركية على قيادة مغاوير الثورة وضع قاعدتهم العسكرية في الشدادي جنوب الحسكة. وهذا الأمر يبشر بالخير لطرد العصابات الإرهابية وبقايا نظام الأسد من المنطقة، ويكون النواة الأولى لتشكيل الجيش الوطني السوري لسورية الجديدة".

ولفت إلى أنه "مع بدء العمل في قاعدة الشدادي ستكون الأمور بخير لتوحيد كل الجهود السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والعسكرية للنهوض بالمنطقة، والبدء في المرحلة الانتقالية لتحرير سورية من الطغيان والإجرام، وتنظيفها من العصابات الإجرامية التي دخلت علينا تحت مسميات قومية أو دينية".

وبين أنه "سيتم تحرير محافظة دير الزور وجنوب الحسكة من محوري البادية في جنوب دير الزور، ومن الشمال من قاعدة الشدادي، وكل تلك الكتائب هي من أبناء دير الزور والحسكة".

المساهمون