الاحتلال يهدم منازل 3 أسر فلسطينية في الضفة الغربية

الاحتلال يهدم منازل 3 أسر فلسطينية بالضفة الغربية ويغلق آخر تمهيداً لتفجيره

10 اغسطس 2017
حاول شباب التصدي لقوات الاحتلال (Getty)
+ الخط -
شهدت قريتان فلسطينيتان، فجر اليوم الخميس، اقتحاماً كبيراً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ترافقها جرافات عسكرية ومعدات ثقيلة، تم خلالها هدم ثلاثة منازل وإغلاق منزل تمهيداً لتفجيره، لعوائل فلسطينيين نفذوا عمليات فدائية، ثلاثة منهم استشهدوا والأخير معتقل في سجون الاحتلال.

وفي قرية دير أبو مشعل، شمال غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، دهمت عشرات الآليات ومئات جنود الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة لجرافات عسكرية القرية.

وعلى الرغم من تصدي الشبان للهجوم وإغلاق المداخل والشوارع، إلا أن جنود الاحتلال استطاعوا أن يصلوا إلى منازل الفدائيين الثلاثة، وسط مواجهات عنيفة دارت في المكان.

وشرعت قوات الاحتلال بهدم منازل الشهداء براء صالح وأسامة عطا، بينما أغلقت منزل عائلة الشهيد عنكوش تمهيداً لتفجيره، وذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي الذي تنفذه سلطات الاحتلال ضد منفذي العمليات الفدائية، حيث كان الشهداء الثلاثة قد نفذوا عملية فدائية في مدينة القدس المحتلة، في السادس عشر من يونيو/ حزيران الماضي، حيث أدت العملية إلى مقتل شرطي إسرائيلي وإصابة آخر بجروح.

وقال رئيس مجلس دير أبو مشعل، عماد زهران لـ"العربي الجديد"، إن "قوات راجلة تابعة لجيش الاحتلال اقتحمت القرية عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، من عدة محاور، تبعتها خمس آليات عسكرية، بالإضافة إلى جرافات وبواجر، حيث هدمت منزل الشهيدين صالح وعطا، فيما اقتحمت منزل الشهيد عادل عنكوش وأخلت المنازل القريبة من الأهالي، وذلك تمهيداً لتفجيره".


وأشار زهران إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت ما بين الشبان الذين تصدوا لقوات الاحتلال منذ اقتحامها للقرية، إذ أصيب أربعة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما تحتجز قوات الاحتلال شابين، لم يعرف إذا تم اعتقالهما أم لا حتى اللحظة.

وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحبت من القرية، بعد إغلاق منزل عائلة الشهيد عادل عنكوش بالإسمنت، مبيناً أن المواجهات اشتدت أثناء عملية الانسحاب، حيث ارتفع عدد الإصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط إلى ثماني إصابات، بالإضافة إلى حالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.



في غضون ذلك، دهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال برفقة جرافات عسكرية، بلدة سلواد شرقي مدينة رام الله، واقتحمت منزل عائلة الأسير الفدائي مالك أحمد حامد بعد أن قامت بتطويقه.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية، وشرعت بعملية هدم منزل عائلة الأسير مالك حماد، حيث استمرت عملية الهدم لأكثر من ساعتين، في حين تصدى عشرات الشبان لقوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة خلال عملية الاقتحام، بينما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاههم".

وكان الأسير مالك حامد قد نفذ عملية دهس في السادس من أبريل/ نيسان الماضي، عند مستوطنة "عوفرا" المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق رام الله، إذ أصيب حامد بجراح واعتقل على أثر ذلك، وفي المقابل أدت العملية إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر.

في السياق، تصدى عشرات الشبان والرجال والنساء من أهالي قرية الولجة غربي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، لقوات الاحتلال التي دهمت القرية بآليات عسكرية وجرافة من أجل هدم سور وسلاسل حجرية في أراضي الأهالي.

وقال رئيس مجلس الولجة خضر الأعرج لـ"العربي الجديد"، إن "ثلاث مركبات عسكرية يرافقها جيب تابع للإدارة المدنية، وجرافة وباجر، اقتحمت القرية، وتوجهت إلى منطقة السور والسلاسل من أجل هدمها، إلا أن أهالي القرية وبعد نداء في مكبرات الصوت وفي المساجد، هرعوا إلى المنطقة وتصدوا لقوات الاحتلال، ما دفعهم للانسحاب من القرية دون تنفيذ عملية الهدم".

وفي مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، دهمت قوات الاحتلال المخيم بعدد من الآليات العسكرية، حيث ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد": أن الاحتلال اقتحم حي جبل النصر بالمخيم، واعتقل الشاب رجا جمال الزايط، وذلك بعد اقتحام منزل عائلته وتفتيشه وإعاثة الخراب فيه.

حصيلة المداهمات

أكد مدير مركز "عبد الله الحوراني" للدراسات في الضفة الغربية سليمان الوعري، أن عدد المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الهبة الشعبية في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 وصل إلى 36 منزلا.

وأضاف في تصريحات أن قوات الاحتلال أغلقت كذلك (4) منازل عن طريق صب الباطون الجاهز بداخلها، إضافة إلى إغلاق منزل واحد عن طريق لحام الأبواب والشبابيك لتعذر هدمه.


وشدد الوعري على أن إسرائيل تمارس سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، فيما تغمض أعينها عن جرائم المستوطنين، حيث رفضت المحاكم الإسرائيلية هدم منازل المستوطنين قتلة الشهيد الطفل محمد أبو خضير من شعفاط شمال القدس، ورفضت هدم منزل الجندي ليئور أزاريا قاتل الشاب عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، والمستوطنين المتطرفين الذين أحرقوا عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية.

وأكد الوعري أن سياسة هدم المنازل كعقوبة رادعة أثبتت فشلها، ولم تردع منفذي العمليات كما توقعت دولة الاحتلال، وترفع من درجات الحقد والكراهية ضد الاحتلال كونها عقوبة جماعية، وهدفها إرضاء المستوطنين المتطرفين فقط، إضافة إلى أنها مخالفة لقواعد القانون الإنساني الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.


اعتقالات في القدس

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، حملة مداهمات وتفتيش واسعة بمدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين، واعتقلت خلال اقتحاماتها عدداً من الشبان الفلسطينيين عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها بشكل دقيق.

وفي مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين وقرية كفر عقب، شمالي مدينة القدس المحتلة، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة أحياء في المنطقة، حيث اندلعت مواجهات ما بين الشبان وقوات الاحتلال.

وذكر "مركز قلنديا الإعلامي" أن قوات الاحتلال دهمت منزل الأسير عايد الشوعاني في حي المطار مقابل المخيم، وفتشته بشكل دقيق، بينما اعتقلت الشاب باسم حماد من المخيم.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها لعدد من منازل الأهالي في البلدة القديمة بمدينة القدس، الشابين محمود إدريس ويوسف حزينة، واعتقلت الشاب يوسف العماوي من القدس، كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر أحمد سويلم من مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين شمالي القدس، واعتقلت الشاب يوسف الصياد من قرية الطور شرقي المدينة.