دان شابيرو يحذّر من مستقبل علاقة إسرائيل باليهود الأميركيين

دان شابيرو يحذّر من مستقبل علاقة إسرائيل باليهود الأميركيين

02 اغسطس 2017
تظاهرة ليهود الولايات المتحدة رفضاً لإسرائيل (محمد الشامي/الأناضول)
+ الخط -
حذّر السفير الأميركي السابق في تل أبيب دان شابيرو، من تداعيات القطيعة المتعاظمة بين إسرائيل والجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، في أعقاب القرارات التي صدرت عن حكومة تل أبيب، والتي تمسّ بالحقوق الدينية لليهود الإصلاحيين والمحافظين الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من اليهود الأميركيين. في هذا السياق، وفي ورقة نشرها يوم الإثنين، "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، الذي يعمل فيه حالياً كباحث، قال شابيرو إن "الحكومة الإسرائيلية خانت اليهود الأميركيين وميّزت ضدهم، عندما تراجعت عن قرار سابق يقضي بتخصيص مكان للصلاة في حائط المبكى (حائط البرّاق) لليهود الإصلاحيين والمحافظين". وأشار إلى أن "حكومة تل أبيب، تحت تأثير الأحزاب الدينية، وجّهت صفعة قوية لليهود الأميركيين بصياغتها مشروع قانون ينزع الشرعية عن عمليات التهويد التي يقوم بها الحاخامات الإصلاحيين والمحافظين في الولايات المتحدة، وعدم الاعتراف بيهودية الأشخاص، الذين يتهودون على أيدي هؤلاء الحاخامات، مما يمس بمكانتهم عندما يقدمون للاستيطان في إسرائيل".

واعتبر شابيرو، اليهودي الدين، أن "اعتبارات السياسة الداخلية هي التي تحكم سلوك الحكومة الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن "الائتلاف الذي يقوده (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، والذي يعتمد على دعم الأحزاب الدينية الحريدية، فضّل عدم استفزاز الحريديم الذين يرفضون بشكل قاطع السماح للإصلاحيين والمحافظين بالصلاة في حائط المبكى، إلى جانب رفضهم الاعتراف بيهودية الأشخاص الذين يتهودون على أيدي حاخامات إصلاحيين ومحافظين".

وشدّد شابيرو على أنه "في حال لم تتم معالجة جذور الخلاف مع الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، فإنه سيكون من المستحيل إعادة العلاقة إلى ما كانت عليه سابقاً". وحذّر من "التداعيات الاستراتيجية الكارثية لاستمرار الخلاف القائم بسبب الدور الذي يؤديه اليهود الأميركيون في ضمان بقاء التحالف بين واشنطن وتل أبيب قوياً".

وأشار شابيرو إلى أن "أساس المشكلة يكمن في شعور الإسرائيليين، بأنهم يمثلون محور الحياة اليهودية، لذا فهم لا يقبلون أن يكون ليهود الشتات الحق في التأثير على القرارات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية". وبحسب الدبلوماسي اليهودي الأميركي فإنه "على الرغم من حضور التيارات اليهودية الليبرالية في إسرائيل، إلا أن المجتمع الإسرائيلي ينظر إليها كنبتة غريبة"، لافتاً إلى أن "ما يفاقم الإحباط لدى اليهود الأميركيين واليهود في الشتات بشكل عام، أنهم اكتشفوا أن الحكومة الإسرائيلية تعمل ضدهم ولا تراعي مصالحهم". وأضاف أن "الجاليات اليهودية تعي حجم الدور الذي تقوم به في دعم إسرائيل بأنماط عمل مختلفة عملية وسياسية، علاوة على دورها في مواجهة حملات نزع الشرعية عنها. وفي المقابل فإن إسرائيل تعمل على نزع الشرعية عن هذه الجاليات".



ولفت إلى أن "قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير عدم التمسك بتخصيص مكان لصلاة اليهود الإصلاحيين في حائط المبكى، جعل كثيرا من اليهود الأميركيين يتساءلون ما إذا كان يمكن الاعتماد على القيادة الإسرائيلية". وتساءل شابيرو قائلاً: "إلى أي مدى يمكن لليهود الأميركيين مواصلة دعم إسرائيل في الوقت الذي لا تعترف إسرائيل بيهوديتهم".

وكان الكاتبان اليهوديان الأميركيان ديفيد مكوفيسكي ودوف زيكهايم، قد حذّرا من أن "الخلاف غير المسبوق بين حكومة تل أبيب واليهود الأميركيين بشأن الصلاة في الحائط وسنّ القانون الذي يشكّك في يهودية الأشخاص الذين يتهودون على أيدي الحاخامات الإصلاحيين والمحافظين، يعدّ مسّاً كبيراً بالأمن القومي لإسرائيل".

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" قبل أسبوع، أعاد مكوفيسكي وزيكهايم للأذهان حقيقة أن "علاقات التحالف بين تل أبيب وواشنطن سيما الطابع الأمني القوي لهذه العلاقة تعود للدور الذي يؤديه اليهود الأميركيون من خلال تأثيرهم على السياسة الأميركية الداخلية، وذلك من منطلق حبهم لإسرائيل".

وأشار الكاتبان إلى أن "الولايات المتحدة تربط دعمها لكل من مصر والأردن بضرورة احترام اتفاق السلام مع إسرائيل والحفاظ على العلاقات الأمنية معها". ولفتا إلى أنه "بفضل الدعم الاقتصادي الذي قدمته الولايات المتحدة لتل أبيب، تحت ضغط اليهود الأميركيين، تحوّلت إسرائيل إلى عملاق في مجال التقنيات المتقدمة وهو ما رفع مستوى حياة الإسرائيليين بشكل جذري". وشدّد الكاتبان على أن "المنظمات اليهودية تعمل لدى الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى جانب أنها تتحرك للتأثير على الرأي العام الأميركي، لضمان الحفاظ على بيئة أميركية داخلية تساعد على تواصل الدعم لإسرائيل".