كوريا الشمالية: مناورات القاذفات الأميركية تدفع النزاع لحرب نووية

كوريا الشمالية: مناورات القاذفات الأميركية تدفع النزاع لـ"حافة" الحرب النووية

09 يوليو 2017
تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية (فرانس برس)
+ الخط -
انتقدت كوريا الشمالية بشدّة، اليوم الأحد، مناورات عسكرية أميركية - كورية جنوبية بالذخيرة الحية، رأت فيها استعراض قوة ضد بيونغ يانغ، متهمة واشنطن بدفع شبه الجزيرة الكورية إلى "حافة" حرب نووية، في حين دعا رئيس البرلمان الكوري الجنوبي تشونغ سيه كيون، إلى بذل الجهود لاستئناف الحوار مع كوريا الشمالية.

وأشار رئيس البرلمان الكوري الجنوبي إلى أن العقوبات وحدها لا يمكن أن تضمن السلام في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن تشونغ قوله "إن استمرار الاستفزازات العسكرية بواسطة كوريا الشمالية يشكل تهديداً للسلام، ولكن لتحفيز التغيير في كوريا الشمالية هناك حاجة كبيرة للحوار كما هي الحاجة للعقوبات والضغوط".

وتأتي تصريحات تشونغ وسط جهود دولية لإدانة إطلاق كوريا الشمالية لصاروخها الأخير في قرار جديد لمجلس الأمن الدولي، إذ اختبرت كوريا الشمالية ما تدعي أنه أول صاروخ باليستي لها عابر للقارات، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن التي تحظر تطويرها للأسلحة النووية ووسائل إيصالها.


تشكيك روسي

في المقابل، أكد مصدر في الأمم المتحدة أن روسيا سلمت أعضاء مجلس الأمن الدولي بياناً لوزارة دفاعها يثبت أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته كوريا الشمالية، يوم الثلاثاء الماضي كان متوسط المدى وليس عابراً للقارات.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المصدر قوله "إنه وفقاً لمعطيات أجهزة الرصد التي قدمها الجانب الروسي أطلقت بيونغ يانغ في 4 يوليو/ تموز الحالي صاروخاً باليستياً يمكن تصنيفه كصاروخ متوسط المدى".

وكانت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، قد قالت خلال جلسة لمجلس الأمن يوم الأربعاء الماضي، إن بلادها مستعدة لتوفير معلومات استخباراتية لموسكو بهدف إثبات أن الصاروخ الكوري الشمالي كان عابراً للقارات.

وأكدت هايلي أن الولايات المتحدة تحققت إن كان الصاروخ عابراً للقارات وحتى كوريا الشمالية نفسها أعلنت ذلك، مشيرة إلى أن واشنطن مستعدة لتقديم معلومات استخباراتية للتأكيد على أن الصاروخ عابر للقارات.

وأثار الاختبار الصاروخي موجة تحذيرات دولية لما يشكله خطر امتلاك بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات قادراً على الوصول إلى ألاسكا. وهو ما يشكل نقطة لكوريا الشمالية التي تمتلك السلاح النووي.

وتخللت المناورات الأميركية - الكورية الجنوبية التي تهدف إلى "الرد بحزم" على إطلاق محتمل لصاروخ كوري شمالي تدمير قاذفتين لبطاريات صواريخ "معادية" وشن مقاتلات سلاح الجو الكوري الجنوبي غارات ضد مراكز قيادة تحت الأرض.


قنبلة موقوتة


واتهمت صحيفة رودونغ التابعة للنظام الكوري الشمالي واشنطن وسيول بتأجيج التوتر من خلال إجراء هذه المناورات، وذلك في افتتاحية بعنوان "لا تلعبوا بالنار فوق قنبلة موقوتة".

وكتبت الصحيفة "الولايات المتحدة، باستفزازاتها العسكرية الخطيرة، تدفع بخطر (اندلاع) حرب نووية في شبه الجزيرة إلى أقصى الحدود"، واصفة شبه الجزيرة بأنها "أكبر برميل بارود في العالم".

والمناورات شاركت فيها قاذفتان من طراز "بي-1بي لانسر" أقلعتا من قاعدة أندرسن الجوية في غوام، وحلقتا على مسافة قريبة من المنطقة المنزوعة السلاح في شبه الجزيرة. وألقت القاذفتان قنابل ذكية زنتها 907,1 كيلوغرامات ويتم توجيهها عن بعد باللايزر، بحسب يونهاب.

ووصفت بيونغ يانغ المناورات العسكرية المشتركة بأنها "مناورة عسكرية خطيرة يجريها دعاة حرب يسعون إلى إشعال فتيل حرب نووية في شبه الجزيرة".

وتابعت "إن أي خطأ أو سوء تقدير يمكن أن يؤدي مباشرة إلى إشعال حرب نووية ستؤدي حتماً إلى حرب عالمية جديدة".

وتصاعد التوتر بعد انتقادات متبادلة بين الإدارة الإميركية برئاسة دونالد ترامب والنظام الكوري الشمالي بزعامة كيم جونغ أون. واشتد التوتر بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً عابراً للقارات، الثلاثاء الماضي، في تجربة تشكل منعطفاً في مساعي بيونغ يانغ للحصول على صواريخ قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

وأجرت كوريا الشمالية، البلد الفقير والمعزول، خمس تجارب نووية، اثنتان من بينها العام الماضي، وحققت في عهد كيم جونغ أون الذي تسلم السلطة في 2011 تقدماً كبيراً في قدراتها الصاروخية.

وفي مناورة أخرى بعد إطلاق بيونغ يانغ للصاروخ الباليستي، أطلقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة صواريخ باليستية تحاكي هجوماً ضد القيادة الشمالية "في رسالة تحذير شديد اللهجة"، بحسب ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي. وأعلنت الوكالة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ أنها ستختبر قريباً في ألاسكا منظومة مضادة للصواريخ الباليستية.


(فرانس برس، قنا)

المساهمون