الفلسطينيون يتحدّون الاحتلال ويفتحون الطرق المغلقة

الفلسطينيون يتحدّون الاحتلال ويفتحون الطرق المغلقة

31 يوليو 2017
يفتح الفلسطينيون الطرق التي يغلقها الاحتلال يوميًّا (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -
يصرّ الفلسطينيون على تحدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تقتحم فجر كل يوم وتغلق مداخل قراهم وبلداتهم في الضفة الغربية المحتلة، ضمن سياسات العقاب الجماعي، خصوصًا بعد العملية الفدائية التي نفذت في مستوطنة "حلميش" قبل أسبوعين.

وتقتحم جرافات الاحتلال العسكرية، بشكل يومي، قرية كوبر شمالي رام الله، وهي مسقط رأس عمر العابد، منفذ العملية، وتغلق الطرقات بالسواتر الترابية، وهو ما يقاومه أهالي القرية يوميًّا متحدّين قوات الاحتلال، ويفتحون الطريق بعد نصف ساعة من إغلاقه الجرافات.

ويقول رئيس المجلس القروي في كوبر، عزت بدوان، لـ"العربي الجديد"، إن تلاحمًا شعبيًّا شكل بين أهالي القرية تحديًا للاحتلال؛ فالجميع لا يقبل بالوضع الراهن الذي يحاول الاحتلال فرضه تحت سياسة العقاب الجماعي.

وأضاف أن أكثر من 300 شاب من أبناء القرية، يحملون أدوات بسيطة في أيديهم، ويتجهون نحو المدخل الرئيس للقرية، ويشرعون بفتحه، وكسر شوكة الاحتلال، الذي وحتى اللحظة لم يتمكن من النيل من عزيمة أهل القرية وحقهم في المغادرة والخروج.

ولفت بدوان إلى أن ثمة إجماعًا من جميع الأهالي، على ألا تغلق الطرق في وجههم، لا سيما الحالات الإنسانية، من بينهم المرضى الذين يتوجهون إلى المستشفيات بشكل شبه يومي، وهذا يعطي إصرار شبان القرية قوة وعزيمة إضافية، مؤكّدًا أن العقاب الجماعي مرفوض بكافة أشكاله.

قوات الاحتلال أيضًا أغلقت طرقًا أخرى حول رام الله، منها طريق مستوطنة "بيت إيل" شمالي المدينة، وهو طريق حيوي، إضافة إلى طريقين في محيط مخيم الجلزون، يصر أهالي المخيم والمارة على فتحهما ورفض إجراءات الاحتلال، كونها تعرقل حياتهم.

طريق مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شمالي رام الله، هو طريق حيوي رابط بين مدن وسط الضفة وشمالها، وعادة ما تتم إزاحة تلك المكعبات الإسمنتية، أو السواتر الترابية، من قبل المارة على طرق ومن يملكون معدات أخرى.

ويلفت عضو اللجنة الشعبية لمخيم الجلزون، حسام عليان، إلى أن الحالة العامة في الأراضي الفلسطينية، مبنية على تحدي الاحتلال، ورفض الظلم والقهر، وتعطيل مناحي الحياة، والطرق سرعان ما تفتح لأن الفلسطيني يدرك أن السكوت قد يفضي إلى غلق طرق أخرى، ويدفع الاحتلال إلى المزيد من الإغلاقات ووسائل العقاب الجماعي.

وأشار عليان إلى أن "الفلسطيني يصر على فتح الطرق الخاصة به، ولا ذرائع للاحتلال لإغلاقها، وغالبيتها لا يسلكها المستوطنون، أما في الوجه الآخر للتحدي، فالطريق ملك فلسطيني وحق شرعي مكفول بكل الأعراف والقوانين الدولية التي تنص على حرية الحركة والتنقل".

ولم يعد إغلاق جرافات الاحتلال الإسرائيلي لمداخل القرى والبلدات والطرقات العامة يجدي نفعًا اليوم؛ فانتفاضة التحدي والإصرار، ستدفع الاحتلال في المستقبل القريب للتخلي عن فكرة إغلاق الطرق، وإذا ما استمر هذا التحدي بتلك الصورة، فستتوقّف تلك السياسة، وفق عليان.

في المقابل، ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغلق مداخل قرية عزون، شرقي مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة، وتمنع الأهالي من الدخول أو الخروج منها، بذريعة منع الفلسطينيين من الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948.