5000 مذكرة اعتقال من أهالي جرف الصخر العراقية

5000 مذكرة اعتقال من أهالي جرف الصخر العراقية

28 يوليو 2017
المليشيات تحاول التغطية على أزمة عودة النازحين (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -
قال مسؤولون عراقيون ومصادر بجهاز الشرطة إنه تم إصدار أكثر من خمسة آلاف مذكرة اعتقال بحق سكان بلدة جرف الصخر شمال بابل، المتواجدين منذ ثلاث سنوات ونصف في المخيمات، تفاوتت بين تهم الإرهاب أو الاشتباه بأنهم متورطون بعمليات إرهابية لصالح تنظيم "داعش". 


وجاء ذلك بعد سلسلة الضغوط الدولية والأممية على الحكومة العراقية خلال الأسابيع الماضية لإعادة سكان هذه البلدة إلى منازلهم، حيث استولت عليها فصائل مسلحة موالية لإيران تتبع ما يعرف بـ"الحشد الشعبي"، وهو ما يدفع الملف إلى مزيد من التعقيد ويرسخ فكرة تبعية القضاء العراقي لنفوذ المليشيات والقوى السياسية المتطرفة.

وحذرت مصادر أمنية محلية اليوم الجمعة من مخطط لزج الآلاف من أهالي بلدة جرف الصخر (100 كلم جنوب بغداد) النازحين في السجون، من خلال تفعيل أوامر قبض كيدية للحيلولة دون عودتهم إلى منازلهم.

وقال مصدر في شرطة محافظة بابل إن مليشيا "الحشد الشعبي" التي تسيطر على بلدة جرف الصخر شمالي المحافظة الخالية من السكان تمكنت من خلال ضغوط مارستها على بعض القضاة من إصدار مذكرات قبض بحق آلاف المدنيين النازحين من البلدة، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن فصائل "الحشد" سلمت القضاء قوائم بأسماء نازحين قالت إنهم متهمون بالانتماء أو مساعدة تنظيم "داعش" الإرهابي في جرف الصخر وبقية مناطق شمال بابل.

وأشار إلى قيام "الحشد الشعبي" بتوزيع قوائم الأشخاص الذين صدرت بحقهم أوامر قبض على نقاط التفتيش التابعة للمليشيا وللقوات العراقية، مبينا أن هذا الإجراء تسبب بهروب عدد كبير من الأسر التي كانت نازحة في قرى محيطة بجرف الصخر إلى مناطق أخرى.

إلى ذلك، أكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل، فلاح عبد الكريم، صدور أكثر من خمسة آلاف مذكرة قبض بحق أهالي جرف الصخر بتهم الانتماء لتنظيم "داعش"، وجرائم مختلفة أخرى، مبينا في تصريح صحافي عدم جاهزية البلدة لاستقبال النازحين في الوقت الحاضر بسبب الخروقات الأمنية وغياب الخدمات.

وأشار إلى وجود ما سماه بالتواطؤ بين عدد من الأسر النازحة التي عادت إلى محيط جرف الصخر وتنظيم "داعش" لاستهداف مليشيا "الحشد الشعبي"، لافتا إلى تعرض المليشيات المرابطة هناك إلى تفجيرين بسيارة مفخخة ودراجة ملغومة تسببا بسقوط جرحى من "الحشد الشعبي".

واتهم عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل بعض السياسيين الذين وصفهم بـ "الدواعش" بالترويج لملف جرف الصخر كلما اقتربت القوات العراقية و"الحشد الشعبي" من إطلاق عمليات جديدة للتحرير.

في المقابل، حذر عضو مجلس شيوخ شمال بابل، ريكان الجنابي، من وجود مخطط لزج الآلاف من رجال وشباب جرف الصخر في السجون بذريعة التواطؤ مع تنظيم "داعش"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن الهدف من حملة الاعتقالات الجديدة هو العمل على تأخير عودة نازحي البلدة إلى منازلهم التي غادروها منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وأضاف أن "...تحاول المليشيات التغطية على أزمة عودة النازحين إلى جرف الصخر من خلال اختلاق أزمة أخرى تتمثل بالاعتقالات الكيدية"، مناشدا رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري وأعضاء البرلمان عن محافظة بابل التدخل لمنع الانتهاكات الجديدة التي تخطط المليشيات لارتكابها في جرف الصخر.

وسيطر تنظيم "داعش" على بلدة جرف الصخر بعد اجتياحه للموصل ومدن عراقية أخرى منتصف عام 2014 قبل أن تعلن القوات العراقية والمليشيات استعادتها مطلع عام 2015 لكن "الحشد الشعبي" لم يسمح لغاية الآن للنازحين بالعودة إلى بلدتهم التي تحولت إلى سجن كبير للمليشيات يضم آلاف المختطفين بحسب نواب وسياسيين عراقيين.