ترحيب محلي ودولي بصمود القدس... وإشادات بصمود المرابطين

ترحيب محلي ودولي بصمود القدس... وإشادات بصمود المرابطين

27 يوليو 2017
هنية: انتصار الأقصى بداية اندحار الاحتلال (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -





توالت ردود الفعل المرحبة بانتصار القدس على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تكللت بإزالة كل ما قام بتركيبه خلال الأيام الماضية في المسجد الأقصى.

ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، اليوم الخميس، إلى اجتماع "الإطار القيادي المؤقت لوضع مسار العمل الفلسطينيبعد انتصار القدس على إجراءات الاحتلال. 

وأشاد هنية بـ"انتصار أهالي القدس المحتلة وصمودهم"، والذي قال إنه "أجبر الاحتلال على أن يخضع لإرادة شعبنا ويتراجع أمام المرابطين على أبواب المسجد الأقصى".

وقال في بيان: "لقد سطّرت جماهير القدس وأبناء شعبنا الفلسطيني مرحلة تاريخية جديدة في مسيرة الصراع مع المحتل، وأثبتت للقاصي والداني قدرة عظيمة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك".

وأضاف رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" أن "أهلنا في القدس أثبتوا أنهم أهلٌ لشرف المكان، وحازوا قدسيتهم وحموا أقصاهم، وها هو الاحتلال يجر أذيال الهزيمة ويخضع للإرادة الفلسطينية والعربية والإسلامية". وحيا "صمود أهل القدس وثباتهم في وجه الاحتلال"، مؤكداً أن "ما جرى يمثل صفحة مشرقة من صفحات الانتصار وبداية اندحار الاحتلال عن القدس والأقصى".

واعتبر أن "ما حدث يؤكد قدرة شعبنا على انتزاع حقوقنا في القدس والأقصى، وأن المخزون من الإرادة والعزيمة لدى شعبنا أكبر من قدرة الاحتلال ووسائل قمعه".



وجدد هنية التأكيد على أن "القدس أرض عربية إسلامية كانت وستبقى، لا تقبل القسمة، وليفهم القاصي والداني أن فلسطين أرضنا وعاصمتها القدس المباركة، وسنظل عيناً ساهرة على القدس، ولن نسمح للمحتلين بأن يدنّسوا أقصانا".

كما حيا هنية "المواقف الشعبية والرسمية التي ساندت أهلنا في القدس"، مشيداً بـ"المقاومة الباسلة والشهداء الأبرار وأبطال العمليات الجريئة التي أربكت حسابات الاحتلال، وأفشلت مخططاته، ودشّنت مرحلة جديدة من التحدي والانتصار".​


عبّاس: سنواصل دعم المقدسيين

وأكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال اجتماعه الطارئ بالقيادة الفلسطينية في رام الله، صباح اليوم الخميس "استمرار دعم أهل القدس وصمودهم في أرضهم وبيتهم ووطنهم بالقدس الشريف".

وأوضح عباس أنه "بعد الاستماع لسماحة مفتي الديار المقدسة، محمد حسين، الذي قدّم تقرير اللجنة الفنية التي عيّنتها وزارة الأوقاف الفلسطينية بأن الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل الرابع عشر من يوليو/تموز، فإن قرار القيادة الفلسطينية بالإجماع هو أداء صلاة الظهر في المسجد الأقصى المبارك، مع تواصل الجهود والاتصالات، والقرارات التي صدرت جميعها، خاصة قرارات الحكومة المتعلقة بدعم صمود المقدسيين، وسيستمر تنفيذها كما كانت، لأن ما يهم هو استمرار دعم أهل القدس وصمودهم في أرضهم وبيتهم ووطنهم في القدس الشريف".

وعلى ضوء ما يجري في القدس، أشار عباس، خلال كلمته، إلى "تواصل النقاش والبحث والرؤية للمستقبل، بمعنى أنه لم ينته كل شيء"، متطرّقاً إلى "تجميد التنسيق الأمني"، وقال: "عندما قررنا تجميد التنسيق الأمني قلنا إنه من جملة الأمور التي نشأت هي قضية الأقصى، وهناك قضايا أخرى لابد أن نبحثها وأن ندرسها، وعلى ضوء ذلك يتم القرار".

ولفت إلى أن "الحديث اليوم سيكون فقط عن صلاة الظهر في الأقصى، وبعد ذلك تجتمع القيادة الفلسطينية لتقرر أو تدرس باقي الأمور المعلقة والواقفة، ولترى ماذا يمكن أن تفعل فيها"، مؤكداً أن "كل شيء يبقى على ما هو عليه إلى أن ترى وتقرر القيادة ماذا يمكن أن يحصل".

وختم عباس حديثه بأن "الصلاة ستكون في قلب المسجد الأقصى". 

وتطرّق إلى الاتصالات مع الملك والقيادة الأردنية، والتي كان آخرها أمس، لافتاً إلى "تناسق الموقف، والثبات والاتفاق مع الأردنيين"، كما حدث أيضاً بالاتصالات مع العاهل السعودي، الملك سلمان، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل المغربي، محمد السادس، مشيراً إلى أن "تلك الاتصالات سوف تتواصل وتستمر".

 

وأكد الرئيس الفلسطيني أنه سيتم الاستمرار في متابعة ما يجري في الجامعة العربية وفي القمة الإسلامية، وفي الأمم المتحدة، وأنه يجب أن يولي الفلسطينيون اهتماماً أكثر هذا العام لما يجري في الأمم المتحدة، كونهم يستطيعون تحقيق الكثير من الإنجازات في الأمم المتحدة.

الأردن :تراجع إسرائيل خطوة أساسية

إلى ذلك، اعتبرت الحكومة الأردنية، تراجع السلطات الإسرائيلية عن إجراءاتها حول المسجد الأقصى "خطوة أساسية كان لا بد منها لتهدئة الأوضاع".

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن "تفكيك البوابات الإلكترونية وإزالة ممرات التفتيش، وإلغاء كاميرات المراقبة وإزالة قواعدها، هي خطوات لابد منها في سبيل الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس".

وأكد المومني، في بيان صحافي، أن "إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لا يحق لها فرض إجراءات من شأنها تغيير هذا الوضع"، موضحاً أن "إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه تأكيد على ضرورة عدم المساس بالأوضاع التاريخية والقانونية للأماكن المقدسة، وضرورة الالتزام بذلك من أجل التأسيس لأفق سياسي لحل النزاع على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وفيما تحدث عن الدور الذي بذله الأردن، والملك عبد الله الثاني، للوصول إلى هذه النتيجة، عبر المومني عن "تقدير الأردن للدور الكبير الذي قام به المقدسيون وحراس الحرم القدسي الشريف في التصدي للإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ورفضها بعزيمة وإصرار".

الشيخ الكسواني: تراجع الاحتلال ثمرة رباط المقدسيين

ووصف مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، تراجع قوات الاحتلال عن إجراءاتها بحق المسجد الأقصى، بأنه "ثمرة الرباط والصمود الأسطوري للمقدسيين وإخوانهم من الداخل الفلسطيني المحتل".

وقال الكسواني، في حديث لـ"العربي الجديد" بعد انتهاء اجتماع المرجعيات الدينية المقدسية التي أهابت بالمواطنين الفلسطينيين كافة الدخول الجماعي للأقصى قبيل ساعات العصر، إن "ما تحقق يعد انتصاراً كبيراً لإرادة شعبنا الفلسطيني"، داعياً إلى "الالتفاف حول هدف واحد، وهو إلغاء جميع إجراءات الاحتلال التي تعيق وصول المصلين للأقصى، من خلال الحواجز العسكرية وتحديد الأعمار".

وأشار إلى أن "إدارة الأوقاف الإسلامية، المسؤول الأول والمباشر عن إدارة شؤون المسجد الأقصى، ستقوم على الفور بفحص شامل لمعظم مرافق الأقصى ومحاولة تبيُّن سلامتها من أي عبث".

أما مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، فقال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الجهود الكبيرة التي بذلها الأردن، وعلى رأسها الملك عبدالله الثاني، إضافة إلى الدعم الكبير للرئيس محمود عباس، كانا سببين مهمين لهذا الإنجاز الكبير الذي تحقق بالأساس من خلال صمود المقدسيين ورباطهم ودفاعهم عن مسجدهم وتقديمهم الشهداء والجرحى".

إلى ذلك، دعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، المواطنين الفلسطينيين، إلى "الرباط الدائم في الأقصى وإعماره على مدى الوقت".

وقال صبري لـ"العربي الجديد": "لقد اجتزنا محطة مهمة في رفض إجراءات الاحتلال، ولدينا محطات أخرى لا بد من مواصلتها، وهي رفض استباحة المستوطنين اليومية للأقصى، والتصدي لمحاولات عرقلة وصول المصلين إلى مسجدهم".

وفي أعقاب انتهاء اجتماع المرجعيات الدينية، تدفقت أعداد كبيرة من المواطنين إلى بابي المجلس والأسباط، وانتظمت في هتافات التكبير وشعارات الافتداء، في الوقت الذي واصل مسؤولو وموظفو الأوقاف اعتصامهم قرب باب المجلس منذ ساعات الصباح، فيما أوعزت إدارة الأوقاف لطواقمها وللحراس بالاستعداد لاستقبال الجموع الحاشدة من المواطنين التي ستصل إلى رحاب الأقصى اعتباراً من بعد ظهر اليوم.

(شارك في التغطية: غزة، رام الله، عمّان- العربي الجديد، القدس المحتلة– محمد محسن)