الاحتلال يخلي بالقوة المعتكفين داخل المسجد القبلي في الأقصى

الاحتلال يخلي بالقوة المعتكفين داخل المسجد القبلي في الأقصى

27 يوليو 2017
منعت قوات الاحتلال مئات الشبان من الدخول (الأناضول)
+ الخط -
اقتحمت قوات الاحتلال، ليلة الخميس -الجمعة، المسجد القبلي في باحات الأقصى، حيث كان يعتكف العشرات من المرابطين، قبل أن تعتدي عليهم، ما أدى إلى إصابة 15 منهم، غالبيتهم بالرصاص المطاطي، واعتقال أكثر من مائة شاب.

وأفاد مدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من 60 معتكفًا تواجدوا داخل المسجد القبلي، واقتحمته قوات الاحتلال بعد أن قطعت الكهرباء عنه.

وقامت قوات الاحتلال بتحطيم بوابة العيادة الطبية التابعة للمسجد الأقصى، واقتحمتها وعبثت بمحتوياتها، في حين أفاد مواطنون في البلدة القديمة بسماعهم صوت إطلاق نار حي في باب حطة بالقدس القديمة، دون اتضاح مصدر إطلاق النار.

واندلعت مواجهات داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك، وأصيب خلالها شاب بالرصاص الحي، نقلته طواقم الإسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاج.

إلى ذلك، أكد المتحدث الإعلامي باسم الأوقاف الإسلامية في الأقصى، فراس الدبس، في تصريحات صحافية، أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من مائة شاب فلسطيني من داخل باحات المسجد الأقصى، من بينهم ستة مسعفين، وأحد حراس المسجد الأقصى، بالإضافة إلى مصادرة جميع هواتف المتواجدين هناك.

بدوره، أكد مسؤول نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، أن قوات الاحتلال اعتقلت 120 فلسطينياً من داخل المسجد الأقصى.

وقالت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني "إنه ومنذ منذ اقتحام المسجد الأقصى لإخراج المعتكفين، لم نستطع إخراج أي إصابة من الداخل وتمنع جميع طواقم الإسعاف من الدخول إلى المسجد".

وأشارت إلى أنها "تقيم مستشفى ميدانياً بمقر الجمعية في حي الصوانة بمدينة القدس، متخصص بعلاج الإصابات الطفيفة والمتوسطة، وتقييم بعض الإصابات قبل نقلها للمستشفيات، وذلك للتخفيف على مستشفيات القدس".

وقبل ذلك، أدى عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين، مساء اليوم (الخميس)، صلاة العشاء داخل المسجد الأقصى، فيما منعت قوات الاحتلال مئات الشبان من الدخول إلى منطقتي بابي الأسباط وحطة في البلدة القديمة من القدس، وسط مواجهات امتدت مساء إلى مناطق في البلدة القديمة وخارجها.

وفي سياق متصل، استشهد الشاب الفلسطيني، محمد كنعان (26 عامًا)، مساء الخميس، متأثرًا بجروح أصيب بها قبل ثلاثة أيام، خلال مواجهات اندلعت في قرية حزما، شرقي مدينة القدس المحتلة.

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في قرية حزما نصرة للمسجد الأقصى المبارك، الإثنين الماضي، أصيب خلالها كنعان برصاصة في رأسه، ووصفت جراحه بالخطيرة جدًّا، وأدخل غرفة العناية المكثفة، حتى أعلن اليوم استشهاده.

بالتوازي مع ذلك، نظم العشرات من الفلسطينيين، مساء اليوم، مسيرة في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، أكدوا فيها أهمية الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة.

وشارك في المسيرة ممثلون عن فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وممثلون عن مؤسسات المدينة، حيث جابوا شوارع المدينة، ورفعوا أعلام فلسطين، ولافتات كتبت فيها عبارات حيت المسجد الأقصى والمرابطين.

وقال جهاد رمضان في كلمة لجنة التنسيق الفصائلي في المدينة، خلال المسيرة: "إن شعبنا بالقدس قال كلمته برفضه البوابات الإلكترونية والكاميرات، وكل ما من شأنه أن يمس المسجد الأقصى، وكانت الوحدة الوطنية هي أفضل رد على انتهاكات الاحتلال".

وأشار إلى أن "قوات الاحتلال حاولت النيل من عزيمة الفلسطينيين، وذلك من خلال الهجمة وإصابة العشرات اليوم من أبناء القدس"، مؤكدًا، "أهمية الوحدة في الميدان، والتي ستنتصر على الغزاة والمحتلين".

ولفت القائمون على الفعالية إلى أن الفعاليات ستستمر نصرة للأقصى، وأن المسيرات ستكون يومية للوقوف بجانب أهالي مدينة القدس وفلسطينيي الداخل المحتل، حيث سيتم تنظيم مسيرة باتجاه حاجز حوارة جنوب المدينة، وذلك عقب صلاة الجمعة.

وكانت قوات الاحتلال اعتدت بوحشية على آلاف المواطنين في باب حطة، شمال المسجد الأقصى، مطلقة الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، ما أوقع في المكان نحو 40 إصابة، قبل أن تمتد المواجهات إلى ساحات الأقصى ليصاب هناك نحو 70 شخصًا، وفق طواقم إسعاف الهلال الأحمر، وجمعية اتحاد المسعفين العرب، حيث أمطرت قوات الاحتلال المصلين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

كما اعتلى جنود الاحتلال سطح المسجد القبلي، وقاموا بإنزال أعلام فلسطينية من هناك، في وقت قامت فيه قوات خاصة بمحاصرة آلاف المصلين في المسجد القبلي، وانكفأت عنه لاحقًا إلى ساحة الصخرة المشرفة، وإلى بوابات المسجد، فيما منعت تلك القوات مئات الشبان من الاعتصام في باب الأسباط خارج سور القدس واعتدت على العشرات منهم بالضرب، ولم تتمكن سوى أعداد قليلة من الصلاة بالقرب من ساحة الغزالي وسط تواجد كثيف لقوات الاحتلال.

وكانت المواجهات قد اندلعت ابتداء بالقرب من باب حطة، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، حين حاولت قوات الاحتلال منع عشرات الشبان من الدخول إلى الأقصى عبره، فتصدى لها المصلون، ورد الجنود بإطلاق كثيف للرصاص المطاطي والغاز، في وقت عاد مئات الشبان الذين دخلوا ساحات الأقصى إلى حيث المواجهات، وقابل ذلك دفع الاحتلال أعدادًا كبيرة من جنوده لقمعهم.

وفي باب الساهرة، طاردت شرطة الخيالة، مساء اليوم، مئات المواطنين، وأرغمتهم على مغادرة الساحة الرئيسية هناك، في الوقت الذي امتدت فيه المواجهات إلى حيي الجالية الأفريقية والسلسلة، حيث أصيب هناك شابان برصاص مطاطي.

واستمرت اعتداءات جنود الاحتلال، على الصحافيين، إذ أصيب عدد منهم، عرف من بينهم: ريناد الشرباتي مراسلة "قناة القدس"، وديالا جويحان مراسلة "صحيفة القدس"، ولواء أبو ارميلة مراسلة "قناة فلسطين اليوم"، ونجوان سمري، "مراسلة قناة الجزيرة"، وأحمد الصفدي.