تصفية 59 معارضاً في مصر خلال 35 يوماً

حصيلة القتل خارج القانون بمصر: تصفية 59 معارضاً في 35 يوماً

26 يوليو 2017
تصفية لمعارضين مختفين قسريّاً (محمود خالد/فرانس برس)
+ الخط -



خلال 35 يوماً فقط، قتلت الشرطة المصرية 59 معارضاً من الشباب في محافظات القاهرة والجيزة والفيوم وأسيوط والإسماعيلية، خارج نطاق القانون، من خلال التصفيات الجسدية، وكثير منهم من المختفين قسرياً، وفقاً للبيانات الرسمية لوزارة الداخلية، وذلك دون احتساب العشرات من المدنيين الذين قتلهم الجيش في شمال سيناء خلال تلك الفترة.

وأعلنت الداخلية المصرية عن مقتل 4 من العناصر الإخوانية في الجيزة، منتصف ليل الثلاثاء، بدعوى اختبائهم بشقة سكنية في منطقة "أبو الوفا" في مدينة السادس من أكتوبر، وكونهم مطلوبين على ذمة قضايا، بعدما ادعت إطلاق الضحايا للأعيرة النارية في اتجاه الشرطة، شأن جميع عمليات التصفية الجسدية التي تنفذها.

ودأبت الشرطة المصرية، في بياناتها الرسمية، على توصيف عمليات التصفية الجسدية، بأنها "تمت في إطار تبادل إطلاق النيران مع الضحايا"، في حين لم يصب فرد شرطة واحد خلال أي من المداهمات، ما يؤكد كذب ادعاءاتها، خاصة أن أغلب الضحايا من المحتجزين لدى الأمن، بعد اختطافهم من منازلهم، وفقاً للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات.


وتداول ناشطون صوراً لجثة الشاب المصري ثروت سامح، البالغ من العمر 19 عاماً، عُثر عليها في صحراء الفيوم، الإثنين، وظهرت عليها آثار التعذيب، وسط استنكار حقوقي لتكرار حالات التصفية الجسدية، إذ حمّل مركز "شهاب" الحقوقي، الداخلية المصرية، مسؤولية قتل سامح، مطالباً النيابة العامة بفتح التحقيق في الواقعة.

وصفّت الشرطة المصرية 8 من المنتمين لجماعة "الإخوان المسلمين"، الأحد الماضي، رمياً بالرصاص، في إحدى المناطق الصحراوية المتاخمة لمحافظة الفيوم، بدعوى انتمائهم إلى حركة "حسم الإرهابية"، وعزمهم على ارتكاب سلسلة أعمال تخريبية خلال الفترة المقبلة، من دون اتهامهم، رسمياً، في أي من القضايا.


وفي 18 يوليو/ تموز الجاري، قتلت الأجهزة الأمنية شابين اثنين، بمنطقة القاهرة الجديدة، قالت إنهما من المنتمين لحركة "حسم"، بزعم توافر معلومات لدى قطاع الأمن الوطني بتغيير بعض كوادر الحركة محل إقامتهم، وأنهم بصدد نقل معداتهم وأسلحتهم، عقب تورطهم في استهداف تمركز أمني بحي مدينة نصر.

وأعلنت الداخلية، في 15 يوليو/ تموز، عن تصفية 6 عناصر إخوانية قبل تنفيذها "عمليات إرهابية"، وساقت الحجج الواهية ذاتها مدّعية توافر معلومات لقطاع الأمن الوطني حول تردد عناصر من حركة "حسم" على طريق "أبو رجوان" بمحافظة الجيزة، لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية.

وصفّت قوة أمنية، تابعة لقطاع الأمن الوطني، طالبين اثنين، في اليوم ذاته، بإطلاق الأعيرة النارية عليهما مباشرة، بدعوى انتمائهما إلى العناصر الإرهابية، والتورط في واقعة مقتل 5 شرطيين في الهجوم المسلح الذي استهدف حاجزاً أمنياً بمركز البدرشين، اليوم السابق، قرب منطقة سقارة الأثرية بالجيزة.

كما أعدم جهاز الأمن الوطني بالإسماعيلية 4 مواطنين، وصفهم بـ"العناصر التكفيرية"، الهاربة من شمال سيناء، بعد الادعاء بوصول معلومات للجهاز تفيد بتواجدهم بمركز "القنطرة شرق"، بعد هربهم من ضغط المواجهات في سيناء، وتصفيتهم عقب تبادل لإطلاق النار.

وأعلنت الداخلية المصرية، في 11 يوليو/ تموز، عن تصفية أحد المواطنين بمحافظة الفيوم، زعمت أنه ينتمي لحركة "حسم"، ويعد أحد قيادات جماعة الإخوان في الوقت ذاته، والمسؤول عن استقطاب الشباب لتدريبهم في معسكرات صحراوية على القيام بعمليات عنف ضد الأمن.

وقبلها بيوم واحد، قتل أفراد الداخلية 6 من المنتمين للجماعات الإسلامية، بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، بدعوى اعتناقهم لأفكار "داعش"، واتخاذهم من إحدى الوحدات السكنية وكراً تنظيمياً، للإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية بنطاق محافظات الوجه القبلي، سعياً لإثبات تواجدهم على الساحة.

وفي 8 يوليو/ تموز، قالت وزارة الداخلية إنه "في إطار جهود ملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في تنفيذ العمليات العدائية في البلاد، صفت قوات الأمن 14 عنصراً إرهابياً، بعد توافر معلومات لقطاع الأمن الوطني بشأن اضطلاعهم بإعداد معسكر تنظيمي، لاستقبال العناصر المستقطبة حديثاً لصفوفهم، وإخضاعهم لبرامج إعداد بدني وتدريب عسكري على تنفيذ العمليات الإرهابية بسيناء.

وكانت الداخلية المصرية قد أعلنت في 23 يونيو/حزيران الماضي، عن مقتل مدرس لغة إنكليزية بالجيزة، بعد رصد سيارتين متوقفتين بمدينة السادس من أكتوبر، مدعية أنه حال اقتراب أفراد الأمن منهما بادر الضحية بإطلاق أعيرة نارية باتجاههم، ما دفع القوات إلى قتل قائد إحدى السيارتين.

وأعلنت وزارة الداخلية، في اليوم السابق، عن تصفية 7 من المعارضين بصحراء منفلوط، جنوب البلاد، وصفتهم بـ"الخلية الداعشية"، بعد الزعم بتورطهم في عمليات استهداف المسيحيين في 3 محافظات، واتخاذهم إحدى مناطق الظهير الصحراوي وكراً للاختباء، وتلقي التدريبات البدنية والعسكرية على استخدام السلاح.

وفي 21 يونيو/ حزيران، أعلنت الداخلية عن تصفية 3 مواطنين، حال اختبائهم بإحدى الوحدات السكنية بمنطقة برج العرب، بمحافظة الإسكندرية، بعد الادعاء بأنه حال اقتراب القوات من العقار فوجئت بإطلاق أعيرة نارية باتجاهها، ما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وقتل الشبان الثلاثة.

القتل بدم بارد

وحدة "البرامج والبحوث" في التنسيقية المصرية للحقوق والحريات (منظمة مجتمع مدني)، كانت قد رصدت حالات القتل خارج نطاق القانون في الثلث الأول من العام 2017 (الفترة من أول كانون الثاني/ يناير، وحتى نهاية نيسان/ إبريل الماضي)، التي وقعت من الأجهزة الأمنية ضد المدنيين، في تقرير حمل عنوان "أرواح مهدرة".

وغطى التقرير محافظات مصر، عدا مناطق سيناء، لفرض حالة من التعتيم الإعلامي والحقوقي على ما يحدث بها، مؤكدة وقوع 76 حالة قتل خارج القانون في الفترة المحددة، شملت خمسة أنواع من القتل، هي: "التصفية الجسدية، وإسراف الأمن في استخدام السلاح، والتعذيب، والإهمال الطبي المتعمد داخل السجون، ومقار الاحتجاز".

ووثقت "التنسيقية المصرية" وقائع قتل مباشر من قبل قوات الأمن لمواطنين عزل من السلاح، وفقاً لروايات شهود العيان، وهو ما يفنّد ادعاء وزارة الداخلية بأن القتل كان "في تبادل لإطلاق النيران"، وما يمثله من تزييف وتدليس واضح للتغطية على جريمة الإعدام والقتل بدم بارد بحق معارضي السلطة العسكرية الحاكمة.


المساهمون