التحذير من مخطط للاحتلال بإغلاق أحد أبواب الأقصى

التحذير من مخطط للاحتلال بإغلاق أحد أبواب الأقصى لفترة طويلة

25 يوليو 2017
استمر التصعيد في محيط المسجد الأقصى (الأناضول)
+ الخط -





حذر مدير الوعظ والإرشاد في إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس، الشيخ رائد دعنا، اليوم الثلاثاء، من مخطط إسرائيلي يقضي بإغلاق باب حطة، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى.

وقال الشيخ دعنا، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "ما يثير المخاوف بهذا الشأن هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تفرض على هذا الباب إجراءاتها التي فرضتها على الأبواب الأخرى من بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول ما تفكر به سلطات الاحتلال وتخطط لهذا الباب الرئيسي من أبواب الأقصى، وتتفق مع هذا الاحتمال والتوجه المرجعيات الدينية الأخرى"، كما قال الشيخ دعنا، فيما تبدي تلك المرجعيات استغرابها هي الأخرى لذلك، ولهذا كانت مطالبات من قبل المرجعيات بإعادة فتح جميع الأبواب.

إلى ذلك، كشف مدير الوعظ والإرشاد في الأوقاف لـ"العربي الجديد"، عن أن اللجنة التي شكلتها الأوقاف الإسلامية والمؤلفة من عدد من المهندسين الخبراء في أكثر من تخصص، باشرت عملها فور تشكيلها وأعدت تقريرها الأول بخصوص حصر الأضرار التي ألحقها الاحتلال داخل المسجد، فيما يتوقع أن تنجز حتى قبل يوم غد الأربعاء، تقريرها الثاني لتسلمه إلى المرجعيات الدينية قبل التئام اجتماعها المقرر صباح الغد، حيث ستتم دراسته وبناء على ما تتوصل إليه ستصدر توصياتها وتعلن موقفها على الملأ.

وتتشكل اللجنة من كل من المهندسين: محمود أبو هنية، محمد عميرة، صالح عطا الله، وآخرين.

كما كشف الشيخ دعنا عن حفريات قامت بها سلطات الاحتلال في اليوم الثاني من العملية الفدائية، التي نفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل، حول سطح الصخرة المشرفة لا تعرف ماهيتها، وما زال أمر هذه الحفريات مبهما حتى تتمكن اللجان المتخصصة من فحص ما جرى والتثبت من حقيقته، نافيا ما ورد على لسانه من أن حفريات جرت أسفل الصخرة المشرفة.



إلى ذلك، أكد الرئيس محمود عباس على وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، نافيا إمكانية عودته بدون إعادة الوضع الأمني في القدس كما كان سابقا. 

وقال عباس، في كلمة له في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية، مساء اليوم، إنه "ما لم تعد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 14 تموز/يوليو في القدس لن تكون هناك أية تغييرات".

وأضاف: منذ أن حاولت إسرائيل أن تعبث بالأوضاع، نهض أهل القدس نهضة رجل واحد، ورفضتم كل الإجراءات، ونحن أيدناكم بما قمتم به، وبما تقومون به.

وأشار إلى أن الاجتماع للقيادة الفلسطينية كان من المفترض أن يكون يوم غد الأربعاء، "وقربنا موعده لأن هناك مستجدات قد حصلت، ولا بد أن ندرسها ونتدارسها حتى نقول كلمتنا وإلى أين نمضي".

وتابع: "ما قررناه هو تجميد التنسيق الأمني وهذا قائم، والدفاع عن المقدسات وهذا قائم، ونريد أن ندرس ماذا جرى منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا لنرى ماذا سنفعل".

من جهة أخرى، أصر الجانب الفلسطيني اليوم خلال لقاء مع المبعوث الأميركي لعملية السلام، جيسن غرينبلات، على ضرورة التزام سلطة الاحتلال بالحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك.

وأصر الجانب الفلسطيني كذلك، وفق نبأ أوردته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، على إعادة الأوضاع بشكل تام في "الحرم القدسي الشريف" (المسجد الأقصى) إلى ما قبل 14 من الشهر الجاري.

وجاء ذلك خلال لقاء بين غرينبلات، يرافقه القنصل الأميركي العام، دونالد بلوم، مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، الوزير ماجد فرج.

وفي السياق نفسه، طالب المندوب الفلسطيني في مجلس الأمن، رياض منصور، اليوم الثلاثاء، بإيقاف "أعمال إسرائيل العدوانية في الأقصى". وقال "إننا لا نقبل، بأي شكل من الأشكال، بإغلاق الأقصى أمام المصلين".

وأضاف منصور، خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الأوضاع في القدس، "إننا لا نزال نشهد عواقب وخيمة للاحتلال الإسرائيلي". 

من جهته، حمّل رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، في تصريحات له، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية والتي عقدت بمقر محافظة القدس في بلدة الرام شمال القدس، الحكومة الإسرائيلية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن المساس بالمسجد الأقصى وكافة محاولات الاحتلال لتهويد القدس، وتغيير معالمها التاريخية وطمس هويتها العربية الفلسطينية، رافضا إجراءات الاحتلال الرامية لتهويد معالم المدينة المقدسة بذرائع أمنية مختلفة.

ودعت حركة "حماس" في الضفة الغربية اليوم إلى التدخل العاجل للجم الاحتلال عما يفعله في المسجد الأقصى، من تغيير في معالمه وفرض واقع جديد فيه.

وأكدت الحركة، في تصريح صحافي على لسان المتحدث باسمها، حسام بدران، تعقيباً على ما تشهده القدس من أحداث متسارعة؛ أن الاحتلال يسعى لفرض واقع جديد، بتغيير أبرز معالم الأقصى، حيث عمدت جرافاته لإزالة بعض الأشجار والأحجار التي كانت تشكل ممرات للمسجد الأقصى بباب الأسباط، مستغلاً حالة الضعف التي تعيشها الأمة، دون أن يجد من يقف في وجهه، سوى أهل القدس الذين يرابطون ليلاً نهاراً على أبوابه.