خلافات في "الرئاسي الليبي" تسبق لقاء السراج بحفتر

خلافات في "الرئاسي الليبي" تسبق لقاء السراج بحفتر

24 يوليو 2017
السراج يلتقي حفتر في باريس غداً (الأناضول)
+ الخط -
أكد مصدر دبلوماسي من وزارة خارجية حكومة الوفاق الليبية، سفر رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، إلى العاصمة الفرنسية باريس، ليل اليوم الإثنين، تلبية لدعوة من الرئاسة الفرنسية، لعقد قمة بينه وبين قائد قوات برلمان طبرق، اللواء المتقاعد خليفة حفتر.


وفيما أكدت مصادر إعلامية وصول حفتر إلى باريس، كشف مصدر ليبي لـ"العربي الجديد"، أن كواليس المجلس الرئاسي تشهد خلافات متصاعدة حيال لقاء باريس، مؤكدًا أن تلك الخلافات هي سبب تأخر السراج في الإعلان عن قبوله للدعوة الفرنسية، مشيرًا إلى معارضة بعض أعضاء المجلس الرئاسي لمواصلة اتصالات السراج بحفتر.


وكشف المصدر أن كواليس الاتصالات والإعداد للتقارب بين حفتر والسراج لم تتوقف منذ فترة، وسيكون اللقاء الحالي لمناقشة تفاصيل أكثر دقة؛ من بينها تشكيل الحرس الرئاسي (جهاز عسكري تابع للمجلس الرئاسي)، وشكل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مستقبلًا.

وقال إن تهديدات حفتر للقادة السياسيين بضرورة وضع حلول قبل نهاية العام الحالي لم تكن بمعزل عن ما يجري في البلاد، وتابع: "أعتقد أن شكلًا من أشكال التفاهم الجدي قد يتبلور قريبًا بين الرجلين، وسيتم فرضه من قبل حكومات غربية قوية، تأتي على رأسها فرنسا، بدعم أميركي، نهاية العام الحالي، بالتوازي مع إنهاء أعمال الأجسام السياسية الحالية والدعوة لانتخابات جديدة".

وكشف المصدر عن أن السراج أصدر قرارًا بالأمس يقضي بتعطيل وتجميد صلاحيات أعضاء المجلس الرئاسي، وحصر اتخاذ القرارات في نفسه فقط، وقد حصل "العربي الجديد" على نسخة من القرار.





واعتبر المصدر أن القرار مقدمة قد تكشف عن مساعي الرجلين، بدعم دولي، لإعادة تشكيل المجلس الرئاسي من شخصيات أخرى غير الأعضاء الحاليين، مضيفًا أن "حفتر سيناقش مع السراج تفاصيل تشكيل الحرس الرئاسي التابع للسراج وإمكانية ضمه لمؤسسة الجيش بعد ضم عدد من ضباط المنطقة الغربية، ولا سيما من الموالين لحفتر فيه".


وقال: "السراج لم يعد يأبه بالمجموعات المسلحة التي كانت تهدده في طرابلس وتضغط على قراراته؛ فبالأمس فقط أصدر رئيس الحرس الرئاسي، التابع له، قرارًا يعلن فيه عن البدء بمنع دخول الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لطرابلس، وسحب الأسلحة الخفيفة غير المرخصة"، في إشارة لسيطرته الكلية على العاصمة، وإبعاد تأثير سلاح مصراته، الأقوى عسكريًّا وسياسيًّا في غرب البلاد.

وتابع المصدر بالقول إن السفيرة الفرنسية لدى ليبيا، بريجيت كورمي، والتي سترافق السراج خلال رحلته إلى باريس، نقلت في مناسبات سابقة له أن الغرب يرغب في تسوية سياسية جدية بمشاركة حفتر، مضيفًا أن "الغرب هو من يمسك يد حفتر حاليًّا حتى لا تطاول طرابلس وغرب البلاد، لعدم رغبته في إدخال مدن ليبية جديدة لحمامات من الدم".

وكشف عن أن المساعي الغربية الجديدة جاءت بناء على طلب إماراتي مصري لإتمام صفقة سياسية بين حفتر وسلطة مدنية يكون على رأسها السراج. وأشار إلى أن توافقًا دوليًا حول حسم الملف الليبي، بتسوية سياسية، جاء بعد تولي دونالد ترامب الإدارة الأميركية والتقارب مع الجانب الروسي.