تونس: أزمة في الأفق بين "النداء" وحركة "المشروع"

أزمة في الأفق بين "نداء تونس" وحركة "مشروع تونس"

24 يوليو 2017
مرزوق دعا الشاهد لفك ارتباطه مع "النداء" (ياسين كايدي/الأناضول)
+ الخط -




يبدو أن أزمة مفتوحة ستستمر لفترة طويلة بين حزبي "نداء تونس"، الذي يديره حافظ قايد السبسي، و"مشروع تونس"، الذي يترأسه محسن مرزوق، القيادي السابق بـ"النداء".

وتفجّرت المُلاسنات بين قيادات الحزبين على فترات، وبأشكال معقولة نسبيا، في إطار التنافس السياسي الساخن في تونس، لكن ما برز اليوم يؤشر على دخول الصراع مرحلة جديدة، بعدما صوّب زعيم "المشروع"، محسن مرزوق، سهامه نحو حزبه السابق، ووجه إليه اتهامات خطيرة، داعيا رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، إلى "فك ارتباطه بما تبقى من (النداء)"، في إشارة إلى الانقسامات التي عصفت بالحزب.

ولم يتوقف مرزوق عند هذا الحد، بل وصف تصرف بعض قياداته بـ"المعرّة"، في إشارة إلى تصريح لرجل الدين المعروف، فريد الباجي، المتعلق باليهود، ومحاولة القيادي برهان بسيس الضغط على مديرة إذاعة محلية، بحسب قولها.

وأضاف مرزوق، في ندوة صحافية، عقدت اليوم الإثنين، أن "الأحزاب التي تدعو إلى مكافحة الفساد لديها قضايا فساد، ينبغي التحقيق فيها"، كاشفا عن أن "رئيس الحكومة تعرض لضغوطات دفعته إلى تأخير التعديل الوزاري إلى ما بعد شهر أغسطس/ آب المقبل"، داعيا إياه إلى "الإسراع  في إجراء هذا التعديل وتكوين حكومة كفاءات، لأن حكومة المحاصصة الحزبية غير قادرة على إنقاذ البلاد".

وفي جانب آخر، توقف مرزوق مطولا عند مسألة الانتخابات البلدية القادمة، التي يفترض أن تجري نهاية هذا العام، مؤكدا صعوبة إجرائها في هذا الموعد لأسباب عديدة، أهمها أن "الدولة عاجزة عن مراقبة المال السياسي الفاسد، بسبب عدم استكمال محكمة المحاسبات وافتقارها لما يكفي من الموارد البشرية والتقنية، وعدم تفعيل التقسيم الترابي، وتركيز الفروع الجهوية للمحكمة الإدارية، وعدم المصادقة على قانون الجماعات المحليّة، بالإضافة إلى استقالة رئيس هيئة الانتخابات، شفيق صرصار، وعضوين آخرين من الهيئة، وما أشاروا إليه من إكراهات وضغوطات"، بحسب تصريحه.

ويرجح مراقبون أن يتولى قياديون من "النداء" الرد على تصريحات مرزوق، حينها سيُفتح سجال طويل بين الحزبين، خصوصا في هذه الفترة التي يستعد فيها "النداء" للاحتفال بذكرى تأسيسه الخامسة، والعودة ربما إلى بعض المراحل السابقة التي كان مرزوق أحد أطرافها، مع التذكير بأنه تولى إدارة "النداء" وحملة الباجي قائد السبسي الرئاسية، وكان مديرا لديوانه الرئاسي أيضا، قبل أن يغادر مع مجموعة كبيرة من الندائيين ويؤسسوا حزبا جديدا، وكتلة نيابية كانت أهم أسباب تراجع الحزب إلى المرتبة الثانية في البرلمان بعد حركة "النهضة".

ويبدو أن مرزوق بدأ يستعد للتنافس الانتخابي القادم، أي الانتخابات البلدية، الذي يدخله حزبه لأول مرة، ويحاول تحديد تموقعه السياسي بوضوح بعد خروجه من "جبهة الإنقاذ التي كان يحاول من خلالها مواجهة تحالف "النداء" و"النهضة".