مظاهرات ضد "تحرير الشام" والتنظيم يحشد في شمال سورية

مظاهرات ضد "تحرير الشام" والتنظيم يحشد في شمال سورية

23 يوليو 2017
انسحب "أحرار الشام" من مدينة دارة عزة (فرانس برس)
+ الخط -




استمرت التظاهرات في شمال غرب سورية ضد تنظيم "هيئة تحرير الشام" وممارساته بحق المدنيين والمعارضة السورية، في حين تشهد عدة مناطق منذ صباح اليوم الأحد حشوداً عسكرية ونقل أرتال من قبل التنظيم في ريفي حلب وإدلب.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فضّلت عدم الكشف عن نفسها لدواعٍ أمنية، إن مظاهرات حاشدة خرجت في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي ضد تنظيم "هيئة تحرير الشام"، وطلب المتظاهرون من الأخيرة إخراج السلاح ومغادرة المدينة، ووقف الأرتال العسكرية المتجهة إلى المدينة من ريف إدلب.
وأكدت المصادر ذاتها أنّ هناك حشوداً عسكرية لـ"هيئة تحرير الشام" في محيط معسكر وادي الضيف وبلدة خان السبل في ريف إدلب الشرقي، وفي محيط سراقب بريف إدلب الشرقي، وفي الطريق المؤدي إلى منطقة الأتارب بريف حلب الغربي.
وخرج مدنيون وناشطون في عدد من المناطق بإدلب وحلب في مظاهرات طالبوا خلالها "هيئة تحرير الشام" بالكفّ عن ممارساتها وسحب السلاح من المدن، كذلك طالبوا بمحاسبة من أطلق النار على المتظاهرين من عناصر الهيئة في مدينة سراقب، والذي أسفر عن وقوع قتلى.
ويشار إلى أنّ محافظة إدلب وريف حلب الغربي الخاضعين لسيطرة المعارضة السورية المسلحة و"هيئة تحرير الشام"، يشهدان حراكاً مدنياً في تصاعد مستمر ضد الأخير.
وفي الشأن ذاته، نفت "هيئة تحرير الشام" عبر منصاتها الإعلامية على الإنترنت، إرسال أي أرتال عسكرية إلى مدينة الأتارب بعد انسحاب "حركة أحرار الشام" منها، إثر اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
في المقابل، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" سيطرة "هيئة تحرير الشام" بشكل كامل على مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي بعد انسحاب "حركة أحرار الشام" منها.
وشهد ريف حلب الغربي ومناطق في محافظة إدلب شمال غرب سورية اقتتالاً بين "حركة أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام" استمر أربعة أيام، وانتهى باتفاق وقف إطلاق نار، بعد وقوع خسائر بشرية من الطرفين.
ولا يزال معبر باب الهوى مغلقاً من الجانب التركي لليوم السابع على التوالي، إذ سيطرت "هيئة تحرير الشام" على كامل المنطقة المحيطة به في الجانب السوري.

في الأثناء، بدأت "حركة أحرار الشام"، المعارضة للنظام السوري، اليوم، بعملية إخلاء معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال سورية، وفق اتفاق مع تنظيم "هيئة تحرير الشام" ينص على تسليم المعبر لإدارة مدنيّة.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الناطق العسكري باسم "حركة أحرار الشام"، عمر خطاب، إن الحركة بدأت بعملية إخلاء المعبر وتسليمه إلى إدارة مدنية وفق اتفاق وقف إطلاق النار مع "هيئة تحرير الشام".

وأضاف خطاب بأن أرتال وقوات الحركة الموجودة في المعبر سيتم نقلها إلى مدينة بنش وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب، وبلدات وقرى سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.

وأوضح أن المعبر سيتم تسليمه لإدارة مدنية وفق اتفاق وقف إطلاق النار وستكون إدارة مشتركة ليست تابعة لفصيل بعينه، وفق الاتفاق، من دون مزيد من التفاصيل.

وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر محلية أن رتلين من قوات "حركة أحرار الشام" وصلا إلى منطقة سهل الغاب بعد خروجهما من معبر باب الهوى، ومرورهما بمناطق تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام".

وكان الطرفان قد توصلا، برعاية فصائل أخرى، مساء الجمعة، إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الطرفين، بعد اشتباكات دامية استمرت عدة أيام، وأدت إلى حصار "هيئة تحرير الشام" لمعبر باب الهوى من كافة الجهات من ناحية الأراضي السورية.

ويعتبر معبر باب الهوي المنفذ الوحيد وشريان الحياة الرئيسي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية و"هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب وريف حلب الغربي.

إلى ذلك، تحدثت مصادر عن وقوع اشتباك بين "فيلق الرحمن" المعارض للنظام السوري وتنظيم "هيئة تحرير الشام" في منطقة حزة بريف دمشق الشرقي، أسفر عن وقوع جرحى من الطرفين، وأوضحت المصادر أنّ الاشتباك جاء على خلفية خلاف بين الطرفين على ملكية مقر عسكري بالغوطة الشرقية.