نخب إسرائيلية تحمل نتنياهو مسؤولية انفجار الوضع الفلسطيني

نخب إسرائيلية تحمل نتنياهو مسؤولية انفجار الوضع الفلسطيني

22 يوليو 2017
اليمين الإسرائيلي هاجم قرارات نتنياهو(Getty)
+ الخط -
تنافس معلقون وباحثون إسرائيليون، أخيراً، على تحميل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن التدهور الأمني الذي تلا قراره وضع البوابات الإلكترونية على مداخل الحرم القدسي.

وعلى الرغم من أنه سبق للنخب الإسرائيلية أن هاجمت الكثير من القرارات التي اتخذها نتنياهو خلال إدارته دفة الحكم في إسرائيل وحملته المسؤولية عن التسبب بإلحاق ضرر كبير بالمصالح "الوطنية"، إلا أنه لم يحدث أن وصل مستوى الانتقاد وحدته إلى ذلك المتعلق بقراره وضع البوابات الإلكترونية، إذ حتى نخب يمينية معروفة بحماسها التلقائي لقرارات نتنياهو هاجمت القرار وأقرت بأنه أفضى إلى مس خطير بمصالح إسرائيل.

وهاجم الصحافي الرئيس الأسبق لسلطة البث، والذي يعمل حالياً باحثاً في "مركز يروشليم لدراسة الجمهور والمجتمع"، اليميني يوني بن مناحيم، والذي عادة ما يدافع عن سياسات حكومة اليمين المتطرف، القرار معتبراً أنه مسؤول عن إلحاق الضرر بإسرائيل.
وقال بن مناحيم في سلسلة تغريدات كتبها على حسابه على "تويتر"، ظهر اليوم السبت، موجهاً حديثه لـ"القيادة الإسرائيلية": "أنتم تحتاجون إلى حكمة وبرود أعصاب وإتقان لإدارة خطواتكم السياسية والعسكرية. إنكم تفتقدون هذه الميزات. لاحظوا إلى أين أوصلتم دولة إسرائيل بهذه الخفة التي باتت تميز إدارتكم لشؤون الحكم".

وأضاف: "لقد تجاهل نتنياهو توصيات المخابرات والجيش اللذين حذرا من تداعيات نصب البوابات، وبدلاً من ذلك يصغي لوزير الأمن الداخلي، جلعاد إردان، الذي هو مجرد هاوي سياسة، وهكذا تجسد الكابوس"، لافتاً إلى أن ما زاد الأمور تعقيداً حقيقة أن نتنياهو لم يحرص على تعيين وزير خارجية ولا مستشار أمن قومي في الوقت الذي يستعين "بوزير دفاع بدون خلفية أمنية".

كذلك، هاجمت مقدمة البرامج الحوارية في قناة التلفزة الثانية، دانا فايس، نتنياهو لأنه منح الشرطة الحق في نصب البوابات. وكتبت على حسابتها على "تويتر"، ظهر اليوم: "الآن توجه نتنياهو للجيش والمخابرات لمساعدته في التوصل لحل ينهي المعضلة التي أوصل إسرائيل إليها بعدما أوكل للشرطة، التي هي جسم تنفيذي، مهمة التقرير في أمر تنطوي عليه مخاطر استراتيجية".

بدورها، شككت المعلقة طال إفرام، في تغريدة على "تويتر"، ظهر اليوم، في دوافع نتنياهو من وراء اتخاذ قرار نصب البوابات، مشيرة إلى أن هذا القرار أملته "حسابات السياسة الداخلية لنتنياهو، وهذا ما جعله لا يستمع للمخابرات والجيش اللذين حذرا من تداعيات وضع البوابات".

وأعاد سكرتير حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، يريف أوفنهيمر، في تغريدة على "تويتر"، ظهر اليوم، للأذهان أنه "استعطف على مدى أسبوع المستوى السياسي ألا يقوم بوضع البوابات الإلكترنوية"، معبراً عن أسفه لتجسد سيناريو الرعب الذي حذر من تحققه.

بينما هاجم المعلق بن كاسبيت نتنياهو بشدة لتجاهله توصيات الأجهزة الأمنية التي حثته على عدم نصب البوبات، مشيرا في مقال نشره موقع صحيفة "معاريف"، اليوم، إلى أن ما يفاقم وضع نتنياهو حساسية حقيقة أن هامش المناورة المتاح أمامه محدود للغاية، قائلاً: "نتنياهو عالق على رأس الشجرة، فإذا أبقى البوابات، فسيتواصل العنف وبشدة، ويمكن أن يتحول العنف إلى انفجار إقليمي، وإذا قام بإخلاء البوابات فسيظهر أمام الملأ كقائد هش الإرادة لا يقوى على الصمود وتبرز إسرائيل ككيان ضعيف يخشى التهديد ويمكن ردعها بسهولة".

وأضاف كاسبيت أن نتنياهو لا يعلم كيف يتخلص من الورطة التي أوصل إسرائيل إليها، كاشفاً في الوقت نفسه النقاب عن أن نتنياهو الذي أدرك خطأ استماعه لتوصية مفتش عام الشرطة روني إلشيخ بوضع البوابات، بات معنياً بالتخلص منه وطرده من منصبه بأسرع وقت ممكن.

من جهته، أشار المعلق العسكري لصحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، إلى أن الإنجاز الوحيد لقرار نتنياهو تمثل في إعادة العمليات الفردية للواجهة من جديد، معتبراً أن قرارات نتنياهو أدت إلى انهيار الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية على مدى عام والتي نجحت في تجاوز العمليات الفردية.

وفي مقال نشره موقع الصحيفة، ظهر اليوم السبت، شدد هارئيل على أن ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا حقيقة أن "العامل الديني بات مركباً أساسياً من بيئة الصراع القائمة حالياً". 
وأشار هارئيل إلى أن الأجهزة الأمنية سبق أن حذرت المستوى السياسي بقيادة نتنياهو من أن أي تغيير في الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف "لن يؤدي إلى انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية فحسب، بل سينتقل تأثيره إلى الدول العربية المجاورة".