الموصل وأسئلة ما بعد التحرير من "داعش"

الموصل وأسئلة ما بعد التحرير من "داعش": المرحلة الأصعب

15 يوليو 2017
يغيّب صوت أهالي الموصل (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من تحرير محافظة الموصل شمالي العراق، من سيطرة "داعش"، بعد ثلاث سنوات من معاناتها على يد التنظيم، إلا أنّ شبح المصير المجهول يطارد أهلها، وسط طروحات وسيناريوهات سياسية متعارضة، بينما يحذّر مسؤولون من انتكاسة تطبع مرحلة ما بعد "داعش".

وقال رئيس كتلة التحالف الكردستاني البرلمانية النائب عرفات كرم، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "أهم من النصر الذي تحقق بالموصل هو الحفاظ على النصر"، محذّراً من "تحوّل هذا النصر إلى انتكاسة خطيرة، لأنّ مرحلة ما بعد داعش ستكون مرحلة أصعب بكثير من مرحلة داعش وما قبل داعش".

وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مساء الإثنين الماضي، في بيان، عن تحرير مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، بشكل كامل من تنظيم "داعش"، وذلك بعد تسعة أشهر من القتال المتواصل، في أكبر حملة عسكرية يشهدها العراق منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

وعلى الرغم من إعلان تحرير الموصل، يشير مسؤولون عراقيون، إلى وجود خلافات حول المستقبل السياسي للمحافظة.

وفي هذا الإطار، رأى كرم، أنّ "الجميع كانوا منشغلين بالمشاركة بالقتال، لكن بعد ذلك ستكون هناك مشاركة سياسية في اتخاذ القرار بمستقبل الموصل والمحافظات السنية الأخرى"، مبيناً أنّ "هناك خلافات كبيرة بشأن الموصل؛ بين من يدعو إلى المركزية ومن يدعو إلى الفيدرالية ومن يطالب بأقلمة المحافظات"، معتبراً أنّ هذه الدعوات المتباينة "لا تصب بمصلحة المحافظات ولا العراق".

ورجّح كرم، أن تظهر "المشاكل لاحقاً بشأن الموصل"، مذكّراً بأنّ "التحالف الكردستاني طالب سابقاً أن يكون قبل تحرير المدينة، اتفاق على صياغة سياسية لمرحلة ما بعد داعش".

واتهم رئيس كتلة التحالف الكردستاني البرلمانية، الأطراف الأخرى، بـ"التلكؤ"، معتبراً أنّ كل طرف يركّز على مشروعه، مستدركاً بالقول "لكن بما أن التحرير كان قد تم فإذاً المرحلة المقبلة ستكون معقّدة إلى أقصى درجة".

وفيما دعا القادة السياسيين إلى "الاتفاق على صيغة قرار بشأن الموصل"، استبعد كرم في الوقت عينه "إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي، بسبب الاختلاف بالطروحات".

وشدّد كرم على أنّ "الحل يكمن بترك الأمور للشعب، لأنّ الطبقة السياسية في العراق فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة البلد".

وتابع "علينا أن نترك الخيار للشعب، فيما إذا كان يريد إقليماً أو محافظة أو انفصالا، خصوصاً وأنّ الجهات الخارجية والإقليمية لا تؤثّر على إرادة الأهالي، وتأثيرها لا يعدو القادة السياسيين فقط".


وبينما شاركت مليشيات في تحرير الموصل، إلى جانب القوات العراقية مثل "الحشد الشعبي"، يحذّر مسؤولون محليون من غياب الحكومة، وفرض المليشيات أجندتها السياسية بعيداً عن اقتصار دورها في الميدان.

وفي هذا الإطار، دعا المسؤول المحلّي في بلدة الحمدانية بالموصل نافع الحمداني، الحكومة إلى "منع الأحزاب والمليشيات من التوغّل داخل الموصل والتحرّك لفرض أجنداتها السياسية".

وقال الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة للأسف تركت الحبل على الغارب للجهات السياسية والحزبية والمليشيات، وهي تتحرك بنشاط وفعالية داخل المناطق المحرّرة، وتعمل على سلب إرادة الأهالي وتمزيقهم بين جهات سياسية متناحرة".

وحذّر الحمداني، من أنّ "هذه التحركات في حال لم تتوقف، ستفشل كافة الجهود للحفاظ على النصر بالموصل، وستجر المحافظة إلى مصير مجهول".

ويحذّر مراقبون من خطورة مرحلة ما بعد "داعش" في الموصل، خصوصاً أنّ الجهات الحزبية والمليشيات فتحت مكاتبها بعمق المحافظة وبدأت تطبيق أجنداتها الخاصة، كما أنّ صراع المصالح بين الأحزاب الحاكمة في بغداد والجانب الكردي محتدم، حيث يحاول كل جانب تنفيذ إرادته في الموصل، في وقت يغيّب فيه صوت الأهالي.

المساهمون