السجن 20 عاماً لمنفّذ اغتيال المعارض الروسي نيمتسوف

السجن 20 عاماً لمنفّذ اغتيال المعارض الروسي نيمتسوف

13 يوليو 2017
دادايف مدان بتنفيذ جريمته قرب الكرملين (كيريل خوديريفياتسف/فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت المحكمة العسكرية في موسكو، اليوم الخميس، حكماً بالسجن المشدد لمدة 20 عاماً بحق الملازم السابق في الكتيبة الشيشانية "سيفير" التابعة للقوات الداخلية الروسية، زاور دادايف، بعد إدانته بتنفيذ عملية اغتيال المعارض الروسي البارز، بوريس نيمتسوف، على بُعد أمتار من الكرملين، في نهاية فبراير/شباط 2015.


وعلاوة على ذلك، قررت المحكمة معاقبة المدانين الأربعة الآخرين بأحكام بالسجن تراوحت بين 11 و19 عاما. وجاء النطق بالحكم بعد قرار هيئة المحلّفين إدانة جميع المتهمين، بينما كان الادعاء يطالب بالسجن المؤبد بحق المتهم الرئيسي، دادايف.

ووسط إصرار المدانين على نفي التهم الموجهة إليهم بعد اعترافهم بها أولا، أكد دفاعهم نيته الطعن على الحكم أمام المحكمة العليا في روسيا، وأمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

ووصف شقيق دادايف التحقيق بأنه كان "قذرا"، مشيرا إلى أن "زاور اختُطف يوم 5 مارس/آذار 2015، وأدلى بشهادته تحت التعذيب"، وفق روايته.

من جانب آخر، رأى وكيل المدعين، المحامي فاديم بروخوروف، أن الحكم "ناقص"، نظرا لغياب المدبرين والمحرّضين عن قفص الاتهام، معربا عن قناعته بأن آثار الجريمة تقود إلى "المحيط الأقرب" للرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، المعروف بمواقفه المتشددة حيال المعارضة الروسية.

من جهته، يعتبر المعارض الروسي إيليا ياشين، الذي كان صديقا مقربا لنيمتسوف، أن حكم اليوم يشكل "انتصارا جزئيا للعدالة"، مؤكدا في الوقت نفسه أنها لن تتحقق إلا بعد معاقبة المحرضين.

وقال ياشين لـ"العربي الجديد": "بعد اغتيال نيمتسوف مباشرة، كنت أخشى من إفلات جميع المسؤولين عن الجريمة من العقاب، ولكن العدالة تحققت جزئيا بمعاقبة المنفّذين. إلا أنه لا يمكن الحديث عن انتهاء التحقيق طالما أن المحرّض فلت من العقاب".

وأشار إلى أن عقوبة السجن لمدة 20 عاما لا تتناسب مع جريمة القتل، مذكّرا بصدور حكم مماثل في عام 2015 بحق المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف، بتهمة "الإرهاب"، رغم أنه لم يقتل أحدا حتى، وفق رواية التحقيق.

وحول العوائق التي تحول دون الوصول إلى المحرّضين على اغتيال نيمتسوف، يضيف ياشين: "يتطلب استكمال التحقيق إرادة سياسية من السلطات الروسية، إذ يدرك المحققون جيدا إلى أين تقود آثار الجريمة، ولكن هناك تستّرا على المحرضين ربما لشغلهم مناصب رفيعة داخل الشيشان على الأقل".

ويُعرف زعيم الشيشان قديروف بولائه المطلق للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتهجّمه على رموز المعارضة "غير النظامية"، وسبق له أن وصف نيمتسوف في إحدى المناسبات بأنه كان "عدوا لروسيا"، نافيا في الوقت نفسه ضلوعه في عملية الاغتيال.

وشغل نيمتسوف (من مواليد عام 1959) مناصب رفيعة في الدولة الروسية في عهد الرئيس الراحل، بوريس يلتسين، وتردد اسمه كمرشح محتمل للرئاسة، قبل أن يتم تعيين بوتين رئيسا للوزراء. ورغم أن نيمتسوف أيّد ترشيح بوتين لرئاسة روسيا أولا، إلا أنه تحوّل إلى أحد أبرز رموز المعارضة "غير النظامية" بعد عدة سنوات.

وفي جريمة هزت روسيا وأثارت استنكارا دوليا واسعا، قُتل نيمتسوف ببضع طلقات في ظهره في ساعة متأخرة من مساء 27 فبراير/شباط 2015، على جسر بولشوي موسكفوريتسكي بجوار الكرملين، عندما كان في طريق العودة إلى منزله برفقة عارضة الأزياء الأوكرانية آنا دوريتسكايا.

وبذلك أُضيف اسم نيمتسوف إلى مجموعة من الشخصيات السياسية والإعلامية الروسية التي لا يزال من يقف وراء اغتيالها مجهولا، مع معاقبة المنفّذين في أحسن الأحوال.

المساهمون