خلافات تعيق الاتفاق على منافس للسيسي...وحركات شبابية تلوح بالمقاطعة

خلافات تعيق الاتفاق على منافس للسيسي... وحركات شبابية تلوح بمقاطعة انتخابات الرئاسة

07 يونيو 2017
خلال ملاحقة الشرطة لمتظاهرين في القاهرة عام 2015(أحمد إسماعيل/الأناضول)
+ الخط -
يبدو أن القوى السياسية والحركات الشبابية المعارضة للنظام المصري، غير قادرة على الاتفاق على مرشح رئاسي توافقي لمنافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المقبلة 2018.
وبدأت تظهر تخوّفات من عدم القدرة على المُضي في هذه الخطوة خلال الفترة المقبلة من وحْي المشاورات التي يقودها التيار الديمقراطي، الذي يضم أحزاباً من معسكر 30 يونيو، مع عدد من الحركات السياسية، بما يعني إمكانية خوض مرشحين أو ثلاثة انتخابات الرئاسة.
وتؤجل قوى المعارضة حسْم مسألة المرشح التوافقي خوفاً من إثارة الخلافات في ما بينها خلال الفترة الحالية، في المقابل هناك اتجاه لتفعيل مبادرة البرنامج الرئاسي أولاً.
وعلى النقيض تماماً، بدأت تتصاعد الأصوات الداعية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في ظل التضييق المفروض على المعارضة، وعدم وجود ضمانات حقيقية لنزاهة العملية الانتخابية، وبالأخص من فئة الشباب، بحسب ما كشفته مصادر خاصة لـ"العربي الجديد".



وكشف قيادي بارز في التحالف الديمقراطي عن بدء تفعيل مبادرات الفريق الرئاسي والبديل المدني خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال القيادي نفسه، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه حتى الآن لا يوجد اتفاق على مرشح توافقي يمكن أن ينافس السيسي خلال انتخابات الرئاسة المقبلة. ولفت إلى وجود خلاف بين القوى المشاركة في المشاورات حول خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة أم لا، في ظل التضييق الأمني على معارضي السيسي. وأشار إلى أن قطاعاً كبيراً من الشباب بات أقرب للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات بعد أحداث عدة، منها القبض على نشطاء ومحاكمة خالد علي، لكن بالنسبة للأحزاب فإن هذا الخيار ليس مطروحاً خلال الفترة الحالية.
واعتبر القيادي في التحالف الديمقراطي أن الأحزاب تبدأ في تفعيل مبادرة البديل الرئاسي بعقد سلسلة ندوات عن الموازنة العامة للدولة وكيفية معالجة الخلل فيها، فضلاً عن وضع برنامج اقتصادي متكامل. ولفت إلى أن الخطوة المقبلة تقتصر فقط على البدء في وضع برنامج انتخابي قوي، تمهيداً لدعم أي مرشح في انتخابات الرئاسة لمنافسة السيسي.
وأعلن القيادي نفسه عزم التيار الديمقراطي بمشاركة عدد من الأحزاب والكيانات الشبابية، على تنظيم ندوات وورش عمل عدة لتقييم الوضع العام والظروف السياسية.
وحول الاتفاق حول مرشح واحد، أكد أنه حتى لم يتم التطرق بشكل كبير لهذه المرحلة، وإن كانت الفكرة بدأت تتراجع خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح القيادي في التحالف الديمقراطي أن هناك صعوبة في الدفع بمرشح واحد توافقي بين قوى المعارضة للسيسي، في ظل اختلاف الأيديولوجيات بين الكيانات المشاركة في هذه المشاورات.
وأشار إلى أنه يمكن الدفع بمرشحين على الأكثر ليمثلا قوى المعارضة إذا كانت هناك صعوبة في الاتفاق على مرشح واحد، ولكن مع ضرورة التأكيد على عدم الصدام بين المرشحين وقواعدهم.
وأكد القيادي في التيار الديمقراطي، على أهمية احترام المرشحين المعارضين للسيسي، أنهم جاؤوا من رحم ثورة يناير، وبالتالي لا بد من الحفاظ على العمل المشترك بدون إعطاء فرصة لفوز مريح للرئيس الحالي، استغلالا لانقسام المعارضة.
من جهته، قال قيادي آخر في التيار الديمقراطي، إن الاستعداد لانتخابات الرئاسة من جانب قوى المعارضة لم يتأخر كما يظن البعض، ولكن الأمر يتحدد وفقاً للمعطيات على الساحة السياسية. وأضاف القيادي لـ"العربي الجديد"، أن تحديد الموقف النهائي من خوض الانتخابات أو عدم خوضها، فضلاً عن فتح هذا الملف من الأساس لن يكون إلا قبل شهرين على الأقل. وتابع أن الجميع في انتظار أولاً معركة محاولة النظام الحالي تمرير اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتي تقضي بالتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير".
وأشار إلى أن هناك مؤشرات على تمرير الاتفاقية خلال الفترة القليلة المقبلة، وأهمها حجْب المواقع الإلكترونية واعتقال النشطاء ووقْف بث قناة صوت الشعب التي تذيع جلسات مجلس النواب، ولقاء رئيس الحكومة بعدد من النواب، وبالطبع فرض حالة الطوارئ.
وأكد القيادي نفسه أنه في حالة تمرير الاتفاقية ستكون هي نقطة اللقاء الأولى الحقيقية لكل القوى المعارضة للنظام الحالي، والتي يمكن البناء عليها في إطار الاستعداد لانتخابات الرئاسة، واستغلال حالة الزخم الشعبي الرافض للاتفاقية.
وحول ملف الانتخابات الرئاسية والمرشح التوافقي، شدد القيادي على أن هذا الأمر لم يُطرح بشكل كبير حتى الآن، ولكن خلال الشهرين المقبلين سيتم التطرق له باستفاضة في سبيل الاستقرار على مرشح واحد. واستطرد: "إذا تعذر الاستقرار على مرشح واحد سيكون هناك عملية تنظيم للمرشحين المحتملين ومحاولات لإقناعهم بضرورة الاتفاق على شخص واحد فقط منعاً لضياع أصوات الشباب وتفريق جهود المعارضة".
ورأى الخبير السياسي، محمد عز، أن مسألة الاتفاق على مرشح توافقي لخوض سباق الانتخابات الرئاسية أمر غير منطقي، في ظل الاختلافات الفكرية داخل صفوف المعارضة.
وقال عز لـ"العربي الجديد"، إن الوضع الراهن في مصر يحتّم على الجميع تقديم تنازلات للتوافق على مرشح واحد، ولكن هذا السيناريو صعب للغاية في ظل رغبة كل تيار فكري بدعم مرشح قريب منه، وفي هذه الحالة ربما سيكون هناك أكثر من مرشحين.
وأضاف أن السيسي يدرك أن المعارضة تعاني من خلافات وتشتت ولكنه يسعى لتحجيم دورها ليس خوفاً منها بل خشية من محاولة استغلالها الغضب الشعبي وتوظيفه ضد النظام الحالي. وأشار إلى أن المعارضة تعاني من ضعف داخلي بفعل عدم التماسك وترسيخ الاختلاف الأيديولوجي، وعدم القدرة على الاصطفاف في إطار عمل جبهوي.
وأوضح أن التجارب السابقة في عمليات اصطفاف القوى السياسية غير مبشِّرة لجهة إمكانية الاتفاق عن قناعة بمرشح توافقي.

المساهمون