العراق: المالكي يبحث عن "قشّة النجاة" عند المرجعيات

المالكي يبحث عن "قشّة النجاة" عند أبواب الخصوم والمرجعيات الدينية والسياسية

05 يونيو 2017
يبحث المالكي عن فرصته الأخيرة للعودة إلى الحكم (Getty)
+ الخط -
تدفع حالة الإحباط والقلق النفسي من تأجيل الانتخابات، نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، إلى البحث عن قشّة النجاة التي تنتشله من شبح التأجيل، فلم يترك بابا إلّا وطرقه طالبا يد العون والدعم لأجل إجراء الانتخابات بموعدها المقرر، فمن أبواب الخصوم إلى أبواب المرجعيات الدينية الى الأحزاب والجهات السياسية، محاولا تدارك الأمر، وسط تحريض ومحاولات تأليب الشارع العراقي.

وعلى ما يبدو فإنّ شبح تأجيل الانتخابات أقضّ مضاجع المالكي وأفقده توازنه، إذ إنّه يعدّ هذه الانتخابات فرصته الأخيرة التي يسعى من خلالها إلى العودة إلى سدّة الحكم من جديد، في وقت يؤكد فيه مراقبون فشل كل مساعي المالكي، لأنّ أمر الانتخابات بات بحكم المحسوم ولا يمكن إجراؤها.

وقال نائب قريب من التحالف الوطني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المالكي يمرّ بحالة إحباط خطيرة بسبب تفلّت فرصة إجراء الانتخابات من بين يديه"، مبينا أنّ "المالكي يدرك أن مصيره السياسي معلّق على هذه الانتخابات، وبذات الوقت يدرك أنّ فرص إجرائها باتت ضعيفة للغاية".

وعقب أنّه "يحاول جاهدا التمسّك بخيط الأمل الضعيف والتحرّك نحو طلب العون لإجراء هذه الانتخابات"، مبينا أنّه "ذهب في الأمس إلى النجف والتقى بالمرجع الديني، إسحاق الفيّاض، طالبا مساعدته ودعمه بإجراء الانتخابات والوقوف بوجه تأجيلها".

وأضاف أنّ "زيارة المالكي لم تكن موفقة كما كان يطمح، فلم يحصل من المرجع سوى على الوعود غير قابلة التنفيذ، إذ إنّ المرجع يدرك جيدا أطماع المالكي السياسية، ومدى إحباطه ومحاولته تدارك الوقت لأجل مستقبله السياسي".

وما إن "رجع المالكي إلى بغداد حتى عقد اجتماعا مع قيادات ائتلافه (دولة القانون)، مطالبا إيّاهم بالتحرّك على كل الصعد من أجل إجراء حملة إعلامية بالتحريض على جهات سياسية تسعى لتأجيل الانتخابات".

وأوضح أنّ "المالكي التقى اليوم برئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، وطلب منه تقديم الدعم بجهود إجراء الانتخابات، والتحرّك الجدي لعدم تأجيلها".

 وبحسب بيان لرئاسة الجمهورية، أكد أنّ "الجانبين بحثا موضوع الانتخابات، وأكدا على ضرورة إجرائها حسب التوقيتات الدستورية المحدّدة لها، وضرورة استكمال الاستعدادات القانونية والمادية والتنظيمية لها بشكل متزامن".

ويكثّف المالكي خلال هذه الفترة من ظهوره الإعلامي، فهو مستمرّ بإجراء اللقاءات المتلفزة ومع الصحف ووكالات الأنباء المحلية والعربية، ويلتزم المالكي خلال تصريحاته بالتحذير من تأجيل الانتخابات، ويتحدّث عن رئيس حكومة "أميركي" أي معد من قبل أميركا، وحكومة جاهزة لحكم البلاد، أعدت في الخارج، محاولا تأليب الشارع العراقي ضدّ أي توجه لتأجيل الانتخابات.

ويرى الخبير السياسي، سمير الجنابي، أنّ "كثرة ظهور المالكي الإعلامي وطلبه الدعم من الجهات السياسية والمرجعيات الدينية والأحزاب، وحتى المختلف معهم، ومنهم إياد علاوي، كل ذلك يدل على حالة الإحباط النفسي والشعور بضياع المستقبل السياسي الذي رهنه على هذه الانتخابات".

وقال الجنابي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "موضوع الانتخابات بات بحكم المحسوم، ولا يمكن إجراؤها، وأنّ المالكي كالغريب الذي يبحث عن قشة النجاة، والتي لا يكاد أن يمسك بها"، مبينا أنّ "المالكي استنجد حتى بخصومه ومنهم إياد علاوي، ولم يترك أحدا حتى طلب منه الدعم وقدّم له الوعود التي لا يستطيع تنفيذها في حال أجريت الانتخابات". وأكد أنّ "كل مساعي المالكي ستواجه الفشل، وأنّ مستقبله السياسي يقترب من نهايته".