مليشيات عراقية تهدد أكراد بغداد... الرحيل أو القتل

مليشيات عراقية تهدد أكراد بغداد... الرحيل أو القتل

26 يونيو 2017
فصائل مسلحة ضمن مليشيا "الحشد الشعبي" (سيباستيان باكهاوس/Getty)
+ الخط -
بالتزامن مع مضي إقليم كردستان العراق بإجراءات استفتاء الانفصال، يتعرّض الأكراد في العاصمة بغداد، لتهديدات من قبل مليشيات عراقية، أكد برلمانيون أنّها وصلت إلى حدّ التهديد بالقتل والتهجير والتلويح بإسقاط الجنسية العراقية، والطرد من مناطق سكنهم.

وأكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، ورود شكاوى من مواطنين أكراد من سكان بغداد، تشير إلى تعرّضهم لتهديدات مباشرة من قبل فصائل مسلحة تعمل ضمن مليشيا "الحشد الشعبي"، مبيّناً أنّ هذه الجماعات طلبت من الأكراد مغادرة العاصمة، والتوجّه إلى محافظات إقليم كردستان.

وأشار المصدر، إلى تحريك بعض الدوريات في المناطق التي يتواجد فيها أكراد في الجانب الشرقي من بغداد، محذّراً من احتمال تفاقم الأزمة، في حال لم تتخذ الحكومة العراقية الإجراءات المناسبة بهذا الشأن.

وأعلنت أحزاب كردستانية، باجتماع في 7 يونيو/ حزيران الحالي، تحديد يوم 25 سبتمبر/ أيلول المقبل، موعداً لإجراء استفتاء شعبي حول انفصال إقليم كردستان العراق، ولقي القرار رفض عدد من الدول.

إلى ذلك، انتقد المحامي الكردي مروان الجاف، اليوم الاثنين، انجرار السلطات في إقليم كردستان، وراء ما سماها "المخططات الخارجية" التي تدفع باتجاه الإسراع بالانفصال، وإعلان الدولة الكردية، معتبراً أنّ على رئاسة إقليم كردستان، التفكير بمصير آلاف الأكراد المنتشرين في بغداد والمحافظات الأخرى.

وقال الجاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك ضغوطات حقيقية تمارس من قبل مليشيات عراقية من أجل ترحيل الأكراد عن بغداد، واستغلال ذلك من أجل إحداث تغيير ديمغرافي، من خلال جلب أسر من جنوب العراق لتحلّ مكان الأكراد المرحّلين"، مطالباً الحكومة بـ"التدخّل العاجل لمنع تكرار مأساة التهجير التي شهدها العراق عامي 2006 و2007".

وشهد العراق عامي 2006 و2007، مع تسلّم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي للسلطة، موجة اقتتال طائفي، وقتل على الهوية، وتهجير غير مسبوقة، تسبّبت برحيل آلاف الأسر عن بغداد، لا سيما من الكرخ في الجانب الغربي للعاصمة العراقية، باتجاه المحافظات الغربية، خشية الاغتيال والخطف والاعتقال.


وفي سياق متصل، أكد أمين بكر عضو البرلمان العراقي عن "كتلة التغيير" الكردية، اليوم الاثنين، تعرّض الأكراد في محافظتي بغداد وواسط (110 كيلومترات جنوبي العاصمة) للتهديد، محذراً الحكومة من "مغبّة السماح أو السكوت عن أية تهديدات يتعرّض لها الأكراد خارج إقليم كردستان".

وأشار بكر، في بيان، إلى "تعرّض الأكراد لشتى أنواع التهديد؛ سواء على المستوى الحكومي المتمثّل بتصريح بعض المسؤولين بشأن إسقاط الجنسية والطرد خارج مناطق سكناهم، أو من قبل بعض ضعاف النفوس على المستوى الشعبي".

وكشف عضو البرلمان العراقي، أنّ "الأكراد بدأوا يتعرّضون بشكل واضح للتهديد بالقتل والتهجير والسلب والنهب، في بغداد وواسط وبعض مناطق محافظة ديالى (شرقي العراق)".

وأضاف، في البيان، أنّه "على الرغم من وضوح رأينا نحو تلك السياسات في الوقت الحالي، فإنّنا ندين وبشدة تلك الانتهاكات والتهديدات العنصرية"، مذكّراً بأنّ الأكراد عانوا من أشدّ أنواع التمييز العنصري والطائفي في السابق.

ولفت بكر، إلى وجود فئات كبيرة ومهمة من الأكراد تسكن خارج الحدود الحالية لإقليم كردستان، مؤكداً أنّ على الحكومة القيام بواجباتها الدستورية والأخلاقية لحمايتهم، محمّلاً الحكومة "مسؤولية أية مخاطر واقعة حالياً أو محتملة مستقبلاً عليهم".