مسؤول أممي: إسرائيل زادت من ترخيصها وحدات الاستيطان

مسؤول أممي: إسرائيل زادت من ترخيصها وحدات الاستيطان

20 يونيو 2017
دعوات إنهاء الانقسام الفلسطيني (محمد الشامي/ الأناضول)
+ الخط -
أكد المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أن إسرائيل "زادت من ترخيصها وحدات الاستيطان، حيث أصدرت أخيراً تراخيص بناء أكثر من 3 آلاف وحدة سكنية خلال الأشهر الثلاثة الماضية"، وذلك خلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول تنفيذ القرار 2334، المتعلق بالمستوطنات وكان مجلس الأمن قد تبناه في الـ 23 من ديسمبر/ كانون الثاني الماضي. وينص القرار على أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره مرة كل ثلاثة أشهر عن تنفيذ القرار.




وأشار ملادينوف إلى أن التقرير يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة عنفاً متزايداً واستمرار الاحتلال ببناء المستوطنات. وأضاف "الوقت قد حان لخلق الظروف اللازمة من أجل العودة إلى المفاوضات". ويدعو القرار إلى اتخاذ كافة الخطوات من أجل وقف الاستيطان، لكن "كل الظروف على الأرض تشير إلى عكس ذلك".



وتحدث ملادينوف عن أعمال العنف المختلفة بما فيها تلك التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين العزل، وقال كذلك إن وسائل الإعلام الفلسطينية وتلك المتصلة بفتح "ما زالت تشيد بالهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين". وتحدث عن الوضع الإنساني الخطر في غزة وقال "إن حماس قامت بتوسيع سيطرتها على غزة وتقوم بالحد من آفاق المصالحة الوطنية". وتحدث عن أن الخدمات الأساسية توقفت بشكل شبه كامل، ثم أضاف "إن غزة في حالة خطرة وإن انفجر الوضع فيها سيشكل هذا خطراً على المنطقة أجمع". ونوه إلى أن "حماس قامت بفرض سيطرتها على غزة وتقوض فرصة المصالحة مع حركة فتح. لقد بات قطاع غزة يعتمد على إسرائيل ومصر في توفير الكهرباء".


وقال سفير بوليفيا للأمم المتحدة، ساشا سيرجيو سوليز، والذي ترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، إن هذه الجلسة تأتي في وقت يمر فيه 50 عاماً على احتلال فلسطين و"هناك كثير من الأمور التي ما زالت دون حل وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين". ودعت بلاده ثلاثة متحدثين لتقديم مداخلات أمام المجلس بمناسبة مرور خمسين عاماً على حرب حزيران.


أما المداخلات الثلاث فهي من الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، بصفته ممثلاً عن "مجموعة الحكماء" وهي مجموعة مستقلة مكونة من قادة وسياسيين دوليين يعملون من أجل السلام وحقوق الإنسان. كما قدم كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إضافة إلى مايكل دوران، وهو خبير في معهد هدسون إحاطتهما أمام المجلس. وخدم دوران كمستشار في إدارة بوش الابن وهو معروف بموافقه اليمينية الداعمة لإسرائيل.


وتحدث أبو الغيط أمام المجلس قائلاً "لا يزال للأسف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مستمراً دون أن تكون أي بادرة حقيقة لإنهاء الصراع إلى غير رجعة"، مشدداً على تأثير الصراع على معظم المجتمعات العربية وإنهاكه للقدرات التنموية وتوليده لبراكين غضب كبيرة.


وأضاف "لقد مني الجانب العربي في حزيران/ يونيو بهزيمة نتجت عن العدوان الإسرائيلي على أراضيه وعلى الرغم من أن حرب 73 أدخلت معادلة جديدة، إلا أن الإصرار الإسرائيلي على التمسك بالأراضي الفلسطينية تحت أي ظرف، يضع الشعب الفلسطيني في مأزق، حيث لم يعد له مكان يمكن أن يدعوه دولته المستقلة. وهذا وضع شاذ وليس له نظير في التاريخ الحديث ومستمر منذ خمسين عاماً".


وتحدث أبو الغيط عن مبادرة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 مقابل السلام والاعتراف الكامل بها. وقال إنها لا تطرح أي بديل على الرغم من رفضها لذلك الحل. وقال إن السلطة الفلسطينية تحولت لمجرد بلدية تدير شؤون الفلسطينيين. ووصف الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه نظام فصل عنصري (ابارتهايد) ووصف الوضع بغزة بأنه سجن كبير.


وتحدث عن معاهدات السلام بين إسرائيل والأردن ومصر، وقال إنها تبعث "بصيص أمل وتمثل أضواء في نفق طويل من الصراعات والعنف. ولا شك أنها قامت على أساس صحيح".


وطرح أبو الغيط نقاطاً مختلفة للحل وقال "إن الأطراف المتنازعة تحتاج إلى دعم وإذا ترك الطرفان دون إسناد دولي فاعل فأغلب الظن أنهما سيعجزان عن التوصل لحل". وأشاد أبو الغيط بدور الولايات المتحدة ووصف دورها بالإيجابي. ونوه كذلك إلى أن المفاوضات تحتاج إلى إطار تستند إليه. ورأى أبو الغيط أن المرجعية تتمثل بمبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.


وتحدث عن الاستيطان والدور السلبي الذي يلعبه في حل الصراع. وتحدث عن جهود إسرائيل لتطبيع وجودها داخل الأمم المتحدة بما في ذلك مساعيها للترشح لعضوية مجلس الأمن لعام 2019. وقال إن "تطبيع الوضعية الدولية لإسرائيل سيشجع الفريق المتشدد داخلها ولن يجبرها على القيام بأي خطوات من أجل السلام".


وركز مايكل دوران حديثه عن أمن إسرائيل وما سماه بالخطر الإيراني على المنطقة. وتحدث عن مبالغة في انتقاد إسرائيل.



أما الأخضر الإبراهيمي فاستهل حديثه بذكر نيسلون مانديلا، مؤسس لجنة الحكماء وقال، إنه كان متحمساً وداعماً للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية. وأضاف "عندما أسس مانديلا اللجنة أعطاها ثلاث أولويات، واحدة من تلك الأولويات كانت فلسطين. إننا نشاطر مانديلا رأيه أنه يحق للفلسطينيين إقامة دولتهم وأن يعيشوا بسلام جنباً إلى جنب مع الإسرائيليين. ولكن بعد خمسين سنة من احتلال الأراضي الفلسطينية لم يبذل ما يكفي من الجانب الإسرائيلي لتحقيق ذلك".


وتطرق الإبراهيمي إلى أربعة أمور تؤدي إلى ضعف الوضع الفلسطيني، ومنها الموقف الدولي ممثلاً بمجلس الأمن والدعم الأميركي لإسرائيل والضعف الفلسطيني. وقال "إن الشعب الفلسطيني ضعيف ويحتاج لحماية دولية" وتحدث عن قطاع غزة وقال "تمر الذكرى العاشرة لفرض حصار على غزة وهو عقاب جماعي لجميع سكان القطاع" وتحدث عن زيارته غزة عام 2010 وقال إن "البؤس في هذه القطعة الصغيرة من العالم يصعب وصفه". وانتقد زعماء فتح وحماس وقال، إن عدم تصالحهم يزيد من بؤس شعبهم. وناشد مجلس الأمن بتنظيم زيارة لفلسطين وإسرائيل، حيث لم يقم مجلس الأمن بأي زيارة لتلك المنطقة منذ عقود، على الرغم من زيارته للعديد من مناطق الصراعات في العالم.

ومن جهته قال السفير الفرنسي لمجلس الأمن، فرنسوا دولاتر، إن "فرنسا تؤكد مجدداً أن الوقت قد حان لأن يتحرك المجتمع الدولي من أجل تجديد المحادثات بين الأطراف وإيجاد حل للصراع. إن حل الصراع العربي الإسرائيلي معروف وهو حل الدولتين، وعلينا السعي من أجل التوصل له. كما تعود أهمية هذه الجلسة لتسليط الضوء على الأوقات الحرجة التي تواجهها غزة".