سورية: توتر في محافظة السويداء والنظام يغلق المربع الأمني

سورية: توتر في محافظة السويداء والنظام يغلق المربع الأمني

19 يونيو 2017
النظام يحاول إثارة مشكلة في محافظة السويداء(Getty)
+ الخط -
شهدت مدينة السويداء السورية استنفاراً أمنياً، اليوم الإثنين، حيث انتشرت الدوريات الأمنية في المربع الأمني، مغلقةً جميع الطرقات المؤدية إلى بناء المحافظة وقيادة الشرطة المتجاورين، جراء دعوات لمعاودة حصارهما عقب عدم وفاء الجهات الأمنية في النظام بإطلاق سراح الناشط السياسي جبران مراد، الذي اعتقل الأسبوع الماضي.


وكانت مجموعة تطلق على نفسها "أحرار السويداء" دعت خلال اليومين الماضيين، إلى التوجه إلى حصار قيادة الشرطة من جديد، بسبب عدم وفاء القوى الأمنية بإطلاق سراح مراد، في حين دعا ناشطون محسوبون على المجموعة السابقة إلى هدر دماء كل العناصر الأمنية، بمن فيهم أبناء المحافظة، حيث يتم استخدامهم من قبل الأجهزة كدرع لحمايتهم.


وأفادت مصادر مطلعة، طلبت عدم كشف هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "القوى الأمنية أغلقت، اليوم الإثنين، المربع الأمني في مدينة السويداء بوجه السيارات، في حين انتشرت العناصر الأمنية المدججة بالسلاح، كما استمرت حركة المدنيين، تحت رقابة تلك الحواجز".


ولفتت المصادر إلى أن "مراد كان مطلوباً للأمن السياسي في دمشق على خلفية نشاطه السياسي، وهناك وعود بإطلاق سراحه عبر القضاء لحفظ هيبة النظام"، معربة عن اعتقادها أن "يتم تحويل مراد إلى القضاء وإطلاق سراحه خلال الأيام المقبلة".


من جانبها، لم تؤكد مصادر مقربة من عائلة مراد خبر تحويله إلى القضاء، قائلة إنها بانتظار "تأكيد تحويله إلى القضاء كخطوة تمهيدية لإطلاق سراحه".


وأكدت المصادر ذاتها، أن "عائلة مراد وأصدقاءه لا يزالون متحفظين على عدد من العناصر الأمنية، إلى حين إطلاق سراح معتقلهم"، لافتة إلى أن "احتمال التصعيد ما زال قائماً في حال استمر النظام بالمماطلة والكذب".


بدوره، قال ناشط في السويداء، أبو حمزة، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "النظام يعمل على زعزعة استقرار المحافظة، بعد أن فشل هو والإيرانيون والروس في جرها إلى الصراع الدموي الذي يخوضونه في البلاد، مستفيدين من حالة الضياع التي يعيشها الأهالي في ظل ضبابية مستقبل المحافظة ضمن المناطق الآمنة في الجنوب السوري".


وتابع حمزة، أن "النظام يقوم، أخيراً، باستفزاز أبناء السويداء، إما عن طريق الحواجز الأمنية على طريق دمشق السويداء، وخاصة حاجز طريق المؤتمرات، إن كان عبر التفتيش أو تأخير الحافلات الخاصة بنقل الركاب أو الخاصة بنقل البضائع، التي يأخذون مقابل إدخالها إلى المحافظة إتاوات تتسبب برفع الأسعار بشكل كبير".


وتابع "هناك من يلوح بالانتقام من طلاب السويداء الذين يدرسون في جامعة تشرين في اللاذقية، والذي يزيد عددهم عن 7 آلاف طالب، الأمر الذي يزيد من توتر الأجواء".


ورأى الناشط أن "النظام يحاول إثارة مشكلة في المحافظة لاستثمارها وإعادة فرض هيمنته بالقوة، خاصة أنه منذ نحو العامين تراجعت سطوته الأمنية بشكل كبير، فتوقف اعتقال السياسيين، والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الذي يقارب عددهم الـ40 ألف شاب ممتنع عن الخدمة العسكرية الإجبارية والاحتياطية".


غير أنه استدرك "إن المسألة ليست بهذه البساطة حيث إن غالبية أهالي المحافظة ساخطون على النظام، في حين ينتشر السلاح بكثافة بين الأهالي، الأمر الذي لن يكون مضمون النتائج وقد يتسبب بانفجار الوضع بين النظام والأهالي".