هكذا أُعيدت 450 عائلة سورية من لبنان إلى القلمون

هكذا أُعيدت 450 عائلة سورية من لبنان إلى القلمون

10 يونيو 2017
الجيش يرافق موكب السوريين العائدين (إنترنت)
+ الخط -
سجّلت حدود لبنان الشرقية مع سورية سابقة، اليوم السبت، من خلال الموكب الكبير الذي أقلّ لاجئين سوريين من بلدة عرسال اللبنانية ومن جرودها إلى الداخل السوري ضمن "اتفاق المصالحة" الذي يرعاه "حزب الله" في إطار تطبيق مفهومه الخاص لـ"المناطق الآمنة" في سورية.


وأكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، لـ"العربي الجديد"، أن "قافلة سيارات تقل نحو 450 عائلة لاجئة وأكثر قد انطلقت فجر اليوم السبت من داخل بلدة عرسال باتجاه بلدتي عسال الورد السورية والطفيل اللبنانية بمواكبة قوة من الجيش اللبناني وعناصر جهاز الاستخبارات".

وأشار الحجيري إلى أن هذه الخطوة "تفتح الباب أمام استكمال عودة الأخوة السوريين إلى بلداتهم بعد استتباب الوضع الأمني فيها"، مشيراً إلى "تسجيل حالة ارتياح واسع في صفوف أهالي عرسال واللاجئين الذين يأملون بالعودة وإنهاء حياة اللجوء".

وبحسب مصادر محلية في عرسال، فإن القافلة سلكت طريقاً جردياً كان يخضع سابقاً للسيطرة النارية لعناصر تنظيم "داعش"، وهو ما عرقل تنفيذ الاتفاق المبرم قبل مدة. ويشمل الاتفاق الحالي عودة عائلات بلدة عسال الورد الواقعة في منطقة القلمون الغربي والمحاذية للحدود اللبنانية، ومعهم عدد قليل من العائلات السورية التي كانت تقيم في بلدة الطفيل اللبنانية التي لا يفصلها عن عسال أكثر من خمسة كيلومترات، على أن يتولّى فصيل "سرايا أهل الشام" المُقرب من النظام السوري ومن "حزب الله" المسائل الأمنية في الداخل السوري بعد عودة اللاجئين.

"أبو طه يتولى التنسيق"

وبحسب مصادر متقاطعة في مدينة بعلبك القريبة من بلدة الطفيل وفي بلدة عرسال، فإن "سرايا أهل الشام" لعبت دوراً تنسيقياً كبيراً لإتمام العودة، وبالأخص أحد قادة هذا الفصيل الذي ساهم "حزب الله" في إطلاقه لمحاربة تنظيمي "داعش" و"فتح الشام" في المنطقة الجردية الممتدة بين عرسال اللبنانية والقلمون السوري.

وتداول الأهالي واللاجئون اسم القيادي في السرايا "أبو طه السوري" كمشرف على التنسيق بين الجيش اللبناني وقوات النظام السوري و"حزب الله"، لتسهيل عملية انتقال اللاجئين وحماية الموكب من أي خطر قد يمثله عناصر "داعش" أو "فتح الشام" في الجرود. هذا وتولى جهاز "الإعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله" الإعلان عن وصول أول 50 عائلة سورية إلى عسال الورد بعد ظهر السبت، "حيث استقبلتهم لجنة المصالحة الوطنية".

وبعد وقت قصير على إعلان الحزب، أصدر الجيش اللبناني بياناً أشار فيه إلى "مواكبة قوة من الجيش وعناصر من مديرية الاستخبارات لموكب يضم 30 سيارة مدنية أقلت عائلات سورية نازحة في مخيمات بلدة عرسال إلى بلدتهم عسال الورد في سورية". وأكد الجيش أن العملية تمت بناء على رغبة الأهالي في العودة إلى بلدتهم.

ويشكل هذا الاتفاق جزءاً من محاولة الحزب إعادة اللاجئين السوريين المقيمين في عرسال إلى بلداتهم في القلمون السوري. مع الإشارة إلى إقامة نحو 100 ألف لاجئ سوري في مخيمات منظمة داخل عرسال وأخرى عشوائية في جرودها، إلى جانب أهلها اللبنانيين الذين يقدر عددهم بنحو 40 ألفاً.

تاريخ حافل بالاشتباكات

وعانت عرسال منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 من تدفق اللاجئين السوريين إليها نتيجة موقعها الجغرافي الملاصق للأراضي السورية، وبسبب عدم إحكام الجيش اللبناني السيطرة على المعابر غير الشرعية التي تصل بين البلدين. وسرعان ما تحول الضغط العددي للاجئين إلى عبء أمني واقتصادي على أهالي البلدة، في ظل تقصير الدولة اللبنانية في متابعة أوضاعهم.

وزاد من حجم المشكلة انتشار عناصر تنظيمي "داعش" و"فتح الشام" في جرود البلدة، وهو ما أدى إلى اندلاع معركة بين التنظيمين وبين الجيش اللبناني عام 2014 داخل عرسال، على خلفية توقيف الجيش قائد إحدى المجموعات المسلحة التي بايعت زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي.

وأسفرت هذه المعركة عن مقتل عشرات المدنيين والعسكريين والمسلحين السوريين واختطاف عسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، تم إعدام أربعة منهم من قبل التنظيمين قبل إطلاق سراح 16 منهم عام 2015 عبر وساطة قطرية. ويبقى مصير تسعة عسكريين أسرهم "داعش" مجهولاً حتى اليوم. وسُجلت مشاركة عناصر من "حزب الله" في معركة عرسال من الجانبين اللبناني والسوري.

وانتقلت المعارك بعدها إلى جرود البلدة التي وصلها عناصر الحزب بعد استيلائهم على مناطق واسعة من جرود القلمون. وينحصر انتشار عناصر "داعش" و"فتح الشام" حالياً في حيز جغرافي ضيق من جرود عرسال، ويخوضون معارك فيما بينهم، إلى جانب معاركهم مع "حزب الله" واستهداف الجيش اللبناني الدائم لهم بالمدفعية والغارات الجوية.

المساهمون